الخميس، 31 مارس 2011

الدين نوع من المخدرات


الدين نوع من المخدرات

حصل معي موقف البارحة حيث كنت التقيت مع احد المدمنين على المخدرات وجرى نقاش بيني وبينه استعرضت من خلاله بعض السلوكيات السلبية اللتي يسلكها مدمن المخدرات وتطرقت الى نوع الجرائم اللتي تصل الى حد القتل لاقرب الناس من المدمن على سبيل النصيحة والتوعية للابتعاد عن هذا الفعل فكان رد هذا المدمن هو ان المخدرات اللتي يتناولها من الصنف الممتاز وراقية جدا ويجد متعة عالية وتجليات نفسية وذهنية جميلة وراقية عند تناولها على انه يحسن استخدامها وانه يحس بانسانيته ويصبح لطيفا ومحبا واجتماعيا ومالوفا في حالة تناولها اكثر من الحالة الطبيعية ويضيف هذا المدمن على ان الجرائم والسلوكيات السلبية اللتي تحدث من قبل بعض المدمنين هذا لانهم لا يتقنون استعمال المخدرات فالعيب فيهم وليس العيب في المخدرات فمثلا انا مدمن ما ذا ترى بشخصيتي وسلوكي ؟ انني من اطيب الناس وارقاهم احساسا وارقاهم خلقا ويا ليت كل الناس يصبحون مدمنين لكن بشرط ان يستعملو المخدرات استعمالا صحيحا وبهذا الراي الصريح استحضرني قول اسمعه دائما من قبل المتدينين الاسلاميين الا وهو ان العيب في المسلم وليس العيب في الاسلام طبق الاصل كما في المدمن هذا وتاكد لي بعد هذا الموقف ان الدين هو بحد ذاته نوع من المخدرات وان المتدين مدمن ولا يرى حقيقة نفسه وهو تحت حالة الادمان ويدافع عن نفسه بمبررات اقبح من الذنب

 

انا كافر انا علماني وافتخر


انا كافر انا علماني وافتخر

 

لن اؤمن بالله حتى لو اكتشفت بانه حقيقة ورايته وادركته وسمعته واحسسته وميزته

لا ولن اقبل على نفسي ان اكون عبدا ذليلا حقيرا مستغلا مستغفلا دونيا  ولن اقبل على نفسي ان اكون مخلوقا لمن اودع نزعة العدوانية والشر والعنف والارهاب والقتل بمن آمن به ولمن اودع نزعة التسلط ورفض الاخر والابتزاز والاستغلال والسرقة والنهب والاغتصاب ومصادرة حقوق الاخرين والاعتداء عليها ومنع الحريات واحتقار الانسان واذلاله 

عمل الله كل هذا وشرع عمله والزم اتباعه باتخاذ شريعته منهجا دنيويا ابديا

وخير دليل على ذلك هو الاسلام

لن اؤمن بهذا الاله ولست جاهلا او سخيفا كي اصدقه عندما يدعي الرحمة والمغفرة لعباده

وسواء كان الله حسنا او سيئا رحيما او مجرما في كل الحالات لا يلزمني ولا يهمني امره

انني قادر ان اعيش حياتي بكل معانيها دون الحاجة لله

لدي كل المقومات والقدرات والامكانيات ان اقود نفسي بنفسي واتخذ منهجا اراه مناسبا بقيادة عقلي وسيطرة وجداني وشخصيتي بكل مركباتها على تصرفي وسلوكي الحضاري

انا حر ومستقل

لا اله والحياة مادة والدين سم قاتل للحياة والانسان ومخدر للشعوب

انا كافر

انا علماني وافتخر

الف لعنة على هذا الدين


الف لعنة على هذا الدين

 

علامات الايمان بالله ثلاث هي الغباء والعبودية وعدم القابلية للحياة

علامات التدين ثلاث هي العدوانية والتسلط والسلبية

وحسب علم النفس فان الغباء والعبودية وعدم القابلية للحياة والعدوانية والتسلط والسلبية هي صفات حيوانية غريزية دونية لا تليق بالانسان الراقي المتميز عن الحيوان ان يتصف بها

والحقيقة ان الله يستعبد الانسان ويذله ويحقره  وينزل من مستواه

والدين يستغله ويجنده لخدمة اولياء الله وكهنوته ورجالات الدين  ونساكه ويصادر حقه بالحياة وانتاجه وثروته وكل مقومات وجوده واستمرار حياته

اي ان الدين يمثل السلطة والثروة والله هو مصدر التشريع  والوهم المقدس  الحامي للسلطة والثروة والناس عامة عبيد مستغلين يعيش على حسابهم قلة هم رجال الدين بزعامة الانبياء والمرسلين والكهنة وحاشيتهم من المنافقين والمتسلقين والمرتزقة والكذابين والدجالين واللصوص والفاسدين والعاطلين والاتكاليين والمتطفلين والخائبين الفاشلين الاغبياء الغير منتجين الرافضين لاي تطور او تقدم او تحضر او ابداع او تميز والرجعيين المتخلفين

وخير مثال على هذه الحال هو الدين الاسلامي والف لعنة على هذا الدين

الحرية هي معنى حياتي كانسان


الحرية هي معنى حياتي كانسان

 

عدم ايماني بالوهم المقدس اي الاله

وعدم ايماني باي ديانة

وعدم اتباعي اي معتقد

يحسسني بانني حر ومستقل واملك ذاتي وقراري ورايي وعقلي وجسدي ووجداني

املك خصوصيتي بالكامل

لي منهجي الخاص بي في حياتي غير تابع لاحد او موال او مقلد او عبد

مقدراتي لي وانتاجي لي  وشخصيتي ابنيها واشكلها بطريقتي وحسب رغبتي ومطلق حريتي وحياتي اعيشها بكامل حدودها وكل مساحتها دون حواجز او قيود او ممنوعات او محرمات او فرائض او التزامات غيبية او منغصات او مشاكل او تعقيدات

حياتي سهلة وممتعة لما بها من سهولة العيش وحرية الحركة واستقلالية القرار والخصوصية الكاملة والمنهج الذاتي والقرار الذاتي

حياتي  جميلة وهانئة ذات طعم حلو حقيقي

استطعم الاكل والنوم والشرب وكل ما يتصل بالغرائز والعواطف والحاجات الجسدية والنفسية والعقلية كانسان يمارس حياته ضمن اقصى حدود الامكانية باعلى المواصفات

اعيش يومي بلحظة من شدة احساسي بالحياة واندماجي بها واتمنى لو ان عمري لا ينتهي وان اكون مخلدا حتى ارتوي من الحياة

هذه هي حقيقة الحياة بحرية وانا اعيشها بحقيقتها

 وعكس الحرية  هي العبودية والعبودية تتمثل بالايمان بالله واتباع الديانات

المؤمن هو عبد والعبد يستحيل ان يحيا حياة الحر

اذن الحرية تؤدي للحياة والعبودية تؤدي للموت والعدم

فايهما تختار ايها الانسان  ؟؟؟

هل يصلح الاسلام كمصدر للتشريع

هل يصلح الاسلام كمصدر للتشريع

 

الاخلاق هي مفردات لجملة اسمها قيمة والقيم  جمل لموضوع اسمه ضمير والضمير عنصر  اساسي من مركب اسمه الوجدان والوجدان هو المساحة اللتي يجتمع بها العقل والنفس بالفكر والاحساس والتمييز والادراك

بهذا التسلسل المنطقي  من الاساس الى القمة يكون الاخلاق ثم القيم ثم الضمير ثم الوجدان ثم الدماغ اي ان الدماغ هو المسيطر على ما دونه بتسلسل مركبات الشخصية

وبالعودة للاخلاق كعناصر اساسية في تركيب الشخصية من اين تاتي وكيف تتشكل :

الاخلاق نوعان وهما نوع يخلق مع الانسان بالوراثة  وتحديدا هنا لمعنى الاخلاق المقصود بها هي محفزات السلوك وبرنامج السلوك وصفته بمعنى آخر  هو الصفة العضوية البيوكيميائية والفيسيولوجية لجسم الانسان وجهازه العصبي  المرتبطة بالجينات الوراثية اللتي تحدد كيفية ونمط ونوع تصرفه في محيطه الحياتي لغرض الحفاظ على حياته واستمراريتها بافضل طريقة وحال ممكنين باقل جهد واعلى كفاءة ولغاية توفير حياة مرفهة وسعيدة وسهلة وعادلة وكريمة وحرة

 

والنوع الاخر من الاخلاق هو النوع المكتسب من البيئة الحياتية المحيطة بالانسان عبر سنوات حياته منذ ولادته وحتى مماته

تندمج الاخلاق الموروثة مع الاخلاق المكتسبة في شخصية الانسان وتصنف الى مجموعات كل مجموعة اسمها قيمة فمثلا قيمة الحرية يوجد بها عدد من الاخلاق كالصدق والتفاني والالتزام والانضباط والشفافية والمواطنة والنشاط والعمل والمبادرة والكرم الخ

ومثلا هناك قيمة العدالة وقيمة السلام  وقيمة التطور وقيمة الابداع وكل قيمة من هذه القيم تحتوي على مجموعة من العناصر المكونة اسمها الاخلاق

 

السؤال من اين مصدر هذه الاخلاق وكيف تتشكل :

الجواب ببساطة الاخلاق تتشكل نتيجة لعلاقات الانتاج ووسائط الانتاج ووسائل الانتاج ومصادر الانتاج  ومادة الانتاج وخامة الانتاج

وهذه كلها تاتي ضمن عملية تفاعل الانسان مع الطبيعة والكون بتاثيره في تغيير مواصفات البيئة المادية المحيطة به تبعا لاغراضه واهدافه وما يناسبه ويلزم له لتحقيق حياة افضل وكما قلنا للحفاظ على جنسه واستمرارية حياته بافضل حال ممكن

ولذا فان زخم الاخلاق وكثافتها يعتمد على مقدار خبرة الانسان بالحياة وصراعه معها

فكلما زادت خبرته زادت اخلاقه وكلما ارتقى بخبرته وممارسته للحياة وانتقل من مستوى المعرفة الى مستوى التقنية ومن مستوى الاكتشاف والعلم الى مستوى الفن والابداع والتميز كلما ارتقت اخلاقه بذات المستوى وكلما احتاج الى زخم اعلى ومستوى اعلى من الاخلاق لمواصلة مسيرته التقدمية والانتاجية والتفاعلية في برنامج متكامل اسمه الحضارة الانسانية

من هذا التحليل والوصف البسيط المختصر لكيفية نشوء الاخلاق وتنميتها وتطويرها وتنقيتها وتفعيلها وتاكيدها في شخصية الانسان لتصبح جزءا اساسيا من منهجه الحياتي  ودليلا له في طريقه الحضاري نفهم بان العمل والانتاج الفكري والجسدي والتفاعل مع مادة الحياة بالطبيعة والكون واكتساب المعرفة والمهارة والتعلم والاكتشاف والبحث   والعمل ضمن منظومة اجتماعية انتاجية لتوفير علاقات انتاج من خلالها تولد الاخلاق الجماعية ذات القوة والزخم في دفع جسد الحضارة للامام وتكون برنامجا في تطور الشعوب ونموها وتحضرها

 

اذن الفرد اللذي تنقصه الخبرة الحياتية وتنقصه المهارة والتقنية للحياة وتنقصه التجربة والمعرفة والعلم  وتنقصه العلاقات الانتاجية وتنقصه وسائط الانتاج ووسائله وبرامجه ومادته الخام وفي حالته هذه يكون مجرد انسان مستهلك من جهد غيره ومن انتاج غيره

هذا الفرد لا يمتلك الحد الادنى من الاخلاق بالمعيار الحضاري لمفهوم الانسان

ولا تعدو اخلاقه ذاك الجزء الموروث الضعيف القليل ذو المستوى المتدني اللذي لا يؤهله  للاندماج بمجتمع متحضر قطع مراحل متقدمة في مجال تطور وبناء علاقات من الانتاج وتشكلت لديه منظومة قيمية تحتوي زخما كبيرا وقويا بمستوى اعلى من الاخلاق

هذا الفرد يصنف على انه متخلف رجعي

والمشكلة هنا لدى هذا الفرد المتخلف في انه لمواصلة حياته والحفاظ عليها في الوسط اللذي لايرحم المتخلفين ولكي يحقق ذاته ككيان له الحق الكامل بالحياة  سوف يلجا للعنف والارهاب كي يحقق ذاته باي طريقة كونه لا يقدر ان يندمج بالبيئة الحضارية المحيطة في ظل غياب الاخلاق لديه

 

والسؤال اللذي اريد ان اطرحه بشفافية ومنطقية وتجرد  بعد كل هذا السرد والتوضيح :

هل الاسلام اللذي يتمثل بمنهج حياة مجتمع الصحراء قبل 1400 سنة والصحراء معروف عنها انها تحتوي على عناصر حياتية مادية انتاجية قليلة جدا نظرا لنمطية تضاريسها وقلة مواردها وانعدام وسائط الانتاج بها مما يؤدي الى قلة الخبرة الحياتية وقلة التجربة وقلة العلم والمعرفة وانعدام حوافز التطور والتقدم والتغير والابداع والتميز  واللذي يقود بمجمله الى قلة الاخلاق وانخفاض مستواها الى ما دون الحد الادنى لمواصفات الاخلاق الحضارية بالقياس لبيئات حضارية تحتوي التنوع والزخم الانتاجي والعلاقات والوسائط الانتاجية الاكثر والاشمل  والاكفاء والاعلى مستوى

هل الاسلام يحتوي الاخلاق اللتي تلزم الانسان في عصرنا هذا ؟

والمشكلة  الاعقد من هذا ان الاسلام كمنهج حياة منغلق وسبب الانغلاق طبعا قادم من طبيعة سكان الصحراء في مكان منعزل عن المجتمعات المتمدنة وعن بطء عملية التطور والوعي لديهم وعدم توفر امكانيات هذا التطور وعدم انفتاحهم في علاقات انتاجية وتفاعلية وتبادل مصلحي مع المجتمعات الاخرى وتبادل الخبرة وتنوع التجربة الحياتية وافتقادهم لمهارة الحياة وتقنيتها وعلومها ومعارفها

كل هذا ادى الى انغلاق الاسلام بطبيعته كونه مستمد من عادات العرب سكان الصحراء ومفاهيمهم وقيمهم واخلاقهم ونمط حياتهم وتركيب شخصيتهم وطبيعة علاقاتهم الاجتماعية ونظرتهم للحياة واهداف عيشهم وتتطلعاتهم  واسباب وجودهم واستمرارية حياتهم ضمن بيئة تفتقد لمقومات العيش الكريم والواعد والمريح والرفاهي

 

اذن كيف لهذا المنهج وهو الاسلام  بهذا التوصيف ان يكون اساسا للتشريع ومصدرا لاخلاق الانسان في القرن الواحد والعشرين في بيئة ليست صحراوية وفي  عصر اصبحت به الكرة الارضية عبارة عن قرية صغيرة تذوب بها وتتلاشى كل الفروقات البيئية والخصوصيات الاجتماعية ؟

في عصر يتسم  بحالة السباق  والتزاحم  وتحديات الطبيعة والسيطرة على  مادة الكون  واثبات الذات الحضارية بسلاح مرادف للعلم وهو الاخلاق  ذات القوة والزخم والمستوى  والكيفية والنمط والطبيعة والانتاج والكفاءة  والفاعلية والقابلية للتطور السريع والاندماج والتلاؤم والتوافق مع كل المستجدات والمتغيرات بانفتاح مطلق وحركة مرنة حرة

 

هل الاسلام يتوفر به هذا النوع من الاخلاق وهل يعتبر مصدرا اساسيا لها  ؟

ان كان الجواب لا وطبعا هو لا

فكيف يعتمد على انه  مصدرا اساسيا للتشريع في الدول العربية  ؟

وما يثير الدهشة والحزن والقلق هو ان الثورة التونسية والثورة المصرية تمخضتا عن نتاج في قراراتها الثورية او المسمى ثورية  كمادة اساسية في الدستور  ونصها

يعتبر الاسلام  مصدرا رئيسيا للتشريع

يعني الاسلام مصدر الاخلاق

  في النهاية نخلص للقول بان كل ما يحصل في الوطن العربي ما هو اللا تمرد على انظمة الحكم وتمرد على القانون والنظام وتمرد على  الاندماج بحياة عصرية تستوجب العمل والانتاج والتعلم والتطور وبذل الجهد الكافي لاثبات الذات وتحقيق الوجود الكياني

فالعودة الى الاسلام كمصدر للتشريع يعني عودة للانحطاط الاخلاقي والتخلف والرحعية

وهذا يضع الانسان في وضع معاكس لحالة الثورة والتغيير ويذهب به لمزيد من التخلف والرجعية