الاسلام سبب العقدة الحضارية العربية
عقدة اللا تطور واللا تغير واللا تجديد واللا تعلم واللاتحرر واللا استقلال واللا تحضر واللا رقي في سلم التطور الانساني واللا تحرك من قوالب التحجر والجمود والانغلاق واللا تفكير بشكل علمي والبحث عن القرار المنطقي واللا عمل واللا فعل واللا انتاج واللا ارادة للحياة والنمو والتقدم والمساهمة في ركب الحضارة الانسانية
هذه العقدة المتشعبة والمتعددة الوجوه والاشكال والصفات يعاني منها العرب عموما
الكثير يعزو سبب العقدة على انها نتاج حياة الصحراء البدائية اللتي عاشها العربي لالاف من السنين واللتي تركت بصماتها الوراثية في تركيبه العضوي واصبحت تتمثل في اخلاقه وسلوكه وتصرفاته في حياته على شكل عقدة
وهناك من يعزو سبب العقدة الى الاستعمار والامبريالية والصهيونية واعداء الامة العربية
وهناك من يعزوها لسبب الجهل والفقر والامية والحرمان وانخفاض مستوى المعيشة وقلة الامكانيات ومقومات الحياة اللتي من شانها ان تفعل شخصية العربي بالعمل والانتاج واكتساب المهارات وخبرات الحياة مما يؤدي الى فك عقدته وتحوله من حالته المرضية الى حالة صحية انسانية حضارية تتناسب مع العصر والتاريخ والمرحلة
وهناك نظريات اخرى كثيرة لتفسير حالة العقدة المستعصية على الحل وما زالت تزداد تعقيدا في شخصية العربي فكريا ونفسيا وجسديا وتشل كيانه وتمنعه من ممارسة دوره الحضاري المنوط به كانسان يشغل حيزا على سطح الطبيعة كباقي الناس الاحرار والمتحضرين الفاعلين الايجابيين التقدميين
كل شعوب الارض مرت بعقد حضارية نفسية وفكرية وجسدية وخاضت غمار التجربة التاريخية الطفرية التحولية اللتي نقلتها من وضعية الى اخرى على طريق التطور والتغير نحو الافضل وانخرطت في طريق الحضارة الانسانية بشكل ايجابي فاعل تقدمي وما زالت في تسارع مع الزمن لاثبات دورها وتحقيق ذاتها على هذا الطريق ومعظم هذه الشعوب اتت من اصل بدوي وصحراوي ورعوي كما العرب بل واقل من مستوى منحدر العرب المعيشي وقد عانت هذه الشعوب من عقد حضارية اكبر من عقدة العرب وتم حل هذه العقد وتحررت الشعوب من عقدها واستقام امرها وصحت عافيتها وهاهي تمارس نشاطها بدون عقد
السؤال الكبير هو ما سر عقدة العربي اللذي يجعلها تستعصي عن الحل والازالة برغم كل المحاولات المضنية من فكر وثقافة وتوعية وحث وتمرين وتدريب ودمج في عجلة الانتاج والعمل وتحقيق الذات والتحسين الوراثي والتطوير العضوي والكثير من الاعمال والاجراءات اللازمة لحل هذه العقدة ولم تنحل ويبقى العربي منغلقا متحجرا تقليديا نمطيا ثابتا متمسكا متعصبا رافضا لاي تغيير وتجديد وتطوير ومشاركة واندماج جماعي واللحاق بالركب الحضاري الانساني ؟؟؟
والجواب كما اراه انا من وجهة نظري وبعد البحث والفحص والتمحيص تبين ان الخصوصية العربية اللتي يمتاز بها الشعب العربي عن باقي شعوب الارض هي الدين الاسلامي كمنهج له مواصفاته اللتي لا يماثلها مواصفات لاي منهج ديني في التاريخ
وبدراستي لهذه المواصفات وتاثيرها على طريقة التفكير ونوع التفكير وعلى التراكيب النفسية والعضوية والجسدية للانسان
وجدت بان العقدة الحضارية لدى العربي المسلم او العربي اللذي يعيش في مجتمع مسلم عقدته مغلقة بقفل فولاذي ابدي وهذا القفل هو الاسلام
الاسلام ظهر في وقت كانت العقدة الحضارية العربية في اوج تشكيلها في فترة التحديات الحضارية اللتي كانت ملقاة على كاهل العرب مقابل الامبراطورية الرومانية والفارسية والحضارة المصرية والعراقية والهندية والصينية والاروبية والافريقية وهي فترة ولادة حضارات جديدة وبداية صراع حضارات
في هذه الفترة اخذ العرب يتحركون في كل الاتجاهات طارقين كل الابواب وطارحين كل الحلول لعقدتهم الحضارية اللتي تشكلت بالصحراء نظرا لقلة او انعدام مقومات المدنية والتطور والبناء والرقي
وكانت الفرصة التاريخية اللتي هيأت لمحمد واعوانه ومن ساعده ودفعه واهله وعلمه ودربه من خديجة بنت خويلد وورقة بن نوفل وغيرهم ان يقودو حملة التغيير ومسؤولية فك العقدة الحضارية العربية وكان المفتاح هو الاسلام
عمل الاسلام على فكل العقدة ولكن بحدود المزاج والهدف النفعي الفردي والفئوي وليس فك العقدة فكا كاملا لمجتمع انساني ولغرض حضاري شامل ابدي
وكان هدف الاسلام هو السلطة والثروة وليس هدفه الانسان والحياة
وكون السلطة والثروة هما جزء من الحياة فقد تم حل العقدة بشكل جزئي ومشروط والوقوف عند هذين الهدفين واقفال العقدة عند هذا الحد وقام الاسلام باقفال العقدة اقفالا محكما ابديا وختم على القفل ختما الهيا مقدسا بامر من الله ووصاية من نبيه محمد تنفيذا لحكم الله حسب الشريعة الاسلامية وهي الطريقة الحضارية الوحيدة والممكنة للحياة العربية
لذا تجد بان العربي اليوم في ظل التقدم الحضاري الهائل على كل الصعد يقاوم اي تغيير وتجديد وتطوير ونهضة وعلم ومعرفة وتفكير بحجج الدين الاسلامي والشرائع والاسباب والذرائع والاجتهادات والاحاديث والايات
وهذا نتاج منطقي واكيد كون ان الاسلام قرانا وسنة وسيرة صيغ بعناية فائقة وحنكة وذكاء كي يبقي على العقدة الحضارية مربوطة بكل اطرافها واقفل عليها وابقى فقط على طرف السلطة والثروة مفتوحا بشروط ذات احكام مرتبطة بوجوب الجهاد والالتزام التام باحكام الله والثبوتية عند نصوص القران وميزة الاسلام انه الدين الوحيد اللذي لم يواكب عملية التطور الحضاري للانسان ولم ينسجم مع سلم التطور والتغير ويتفاعل مع متطلبات العصر والزمان والمكان وحيثيات حضارة الانسان وحياته وواقعه
اذن العائق دون فك عقدة العربي هو الدين الاسلامي كفكر وايمان وشريعة ونصوص واحكام واجتهاد ومنهج حياة
هذا وبعد تشخيص الحالة ما العمل ؟؟؟
جوابي هو ان نتخلص من الاسلام فكريا ونفسيا ومنهجيا بشكل كامل وننحيه خارج اطار حياتنا كعرب وبعدها نبدا بحل العقدة الحضارية العربية شيئا فشيئا بهدوء وسلاسة وبطريقة علمية وخطة ممنهجة ودراية وحكمة بتوفير كل الامكانيات المادية والعلمية والتقنية والادارية والفنية والعملية والقانونية والفلسفية وكل ما من شانه ان يساعد ويعمل في مجال فك العقدة وازالة اثارها الوراثية والبيئية والواقعية القائمة والمستقبلية المتوقعة واعادة صياغة منهاج حياتي جديد وشخصية عربية جديدة مؤهلة ومعدة كي تكون قادرة على تجاوز الهوة الحضارية بسرعة عالية والاندماج مع باقي الشعوب في ركب الحضارة الانسانية والقيام بدورها في هذا المضمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق