الثلاثاء، 8 مارس 2011

الاسلام سبب العقدة الحضارية العربية


الاسلام سبب العقدة الحضارية العربية

 

عقدة اللا تطور واللا تغير واللا تجديد واللا تعلم واللاتحرر واللا استقلال واللا تحضر واللا رقي  في سلم  التطور الانساني واللا تحرك من قوالب التحجر والجمود والانغلاق  واللا تفكير بشكل علمي  والبحث عن القرار المنطقي  واللا عمل واللا فعل واللا انتاج واللا ارادة للحياة والنمو  والتقدم والمساهمة في ركب الحضارة الانسانية

هذه العقدة المتشعبة والمتعددة الوجوه والاشكال والصفات يعاني منها العرب عموما

الكثير يعزو سبب العقدة   على انها نتاج حياة الصحراء البدائية اللتي عاشها العربي لالاف من السنين واللتي تركت بصماتها الوراثية في تركيبه العضوي واصبحت تتمثل في اخلاقه وسلوكه وتصرفاته في حياته على شكل عقدة

وهناك من يعزو سبب العقدة الى الاستعمار والامبريالية والصهيونية واعداء الامة العربية

وهناك من يعزوها لسبب الجهل والفقر والامية والحرمان وانخفاض مستوى المعيشة وقلة الامكانيات ومقومات الحياة اللتي من شانها ان تفعل شخصية العربي بالعمل والانتاج واكتساب المهارات وخبرات الحياة مما يؤدي الى فك عقدته وتحوله من حالته المرضية الى حالة صحية انسانية حضارية تتناسب مع العصر والتاريخ والمرحلة

وهناك نظريات اخرى كثيرة لتفسير حالة العقدة المستعصية على الحل وما زالت تزداد تعقيدا في شخصية العربي فكريا ونفسيا وجسديا وتشل كيانه وتمنعه من ممارسة دوره الحضاري المنوط به كانسان يشغل حيزا على سطح الطبيعة كباقي الناس الاحرار والمتحضرين الفاعلين الايجابيين التقدميين

كل شعوب الارض مرت بعقد حضارية نفسية وفكرية وجسدية  وخاضت غمار التجربة التاريخية الطفرية التحولية اللتي نقلتها من وضعية الى اخرى على طريق التطور والتغير نحو الافضل وانخرطت في طريق الحضارة الانسانية بشكل ايجابي فاعل تقدمي وما زالت في تسارع مع الزمن لاثبات دورها وتحقيق ذاتها على هذا الطريق ومعظم هذه الشعوب اتت من اصل بدوي وصحراوي ورعوي كما العرب بل واقل من مستوى منحدر العرب المعيشي وقد عانت هذه الشعوب من عقد حضارية اكبر من عقدة العرب وتم حل هذه العقد وتحررت الشعوب من عقدها واستقام امرها وصحت عافيتها وهاهي تمارس نشاطها بدون عقد

 

السؤال الكبير هو ما سر عقدة العربي  اللذي يجعلها تستعصي عن الحل والازالة  برغم كل المحاولات المضنية من فكر وثقافة وتوعية وحث وتمرين وتدريب ودمج في عجلة الانتاج والعمل وتحقيق الذات والتحسين الوراثي والتطوير العضوي والكثير من الاعمال والاجراءات اللازمة لحل هذه العقدة ولم تنحل  ويبقى العربي منغلقا متحجرا تقليديا نمطيا ثابتا متمسكا متعصبا  رافضا لاي تغيير وتجديد وتطوير  ومشاركة واندماج جماعي واللحاق بالركب الحضاري الانساني ؟؟؟

والجواب كما اراه انا من وجهة نظري وبعد البحث والفحص والتمحيص تبين ان الخصوصية العربية اللتي يمتاز بها الشعب العربي عن باقي شعوب الارض  هي الدين الاسلامي كمنهج له مواصفاته اللتي لا يماثلها مواصفات لاي منهج ديني في التاريخ

وبدراستي لهذه المواصفات وتاثيرها على طريقة التفكير ونوع التفكير وعلى التراكيب النفسية والعضوية والجسدية للانسان 

وجدت بان العقدة الحضارية لدى العربي المسلم او العربي اللذي يعيش في مجتمع مسلم عقدته مغلقة بقفل  فولاذي ابدي وهذا القفل هو الاسلام

الاسلام  ظهر في وقت كانت العقدة الحضارية العربية  في اوج تشكيلها في فترة التحديات الحضارية اللتي كانت ملقاة على كاهل العرب  مقابل الامبراطورية الرومانية والفارسية والحضارة المصرية والعراقية والهندية والصينية والاروبية والافريقية  وهي فترة ولادة حضارات جديدة وبداية صراع حضارات

في هذه الفترة اخذ العرب يتحركون في كل الاتجاهات طارقين كل الابواب وطارحين كل الحلول لعقدتهم الحضارية اللتي تشكلت بالصحراء  نظرا لقلة او انعدام مقومات المدنية  والتطور والبناء والرقي 

وكانت الفرصة التاريخية اللتي هيأت لمحمد واعوانه ومن ساعده ودفعه واهله وعلمه ودربه من خديجة بنت خويلد وورقة بن نوفل وغيرهم ان يقودو حملة التغيير ومسؤولية فك العقدة الحضارية العربية وكان المفتاح هو الاسلام

عمل الاسلام على فكل العقدة ولكن بحدود  المزاج  والهدف النفعي الفردي والفئوي وليس فك العقدة فكا كاملا لمجتمع انساني ولغرض حضاري شامل ابدي

وكان هدف الاسلام هو السلطة والثروة  وليس هدفه الانسان والحياة

وكون السلطة والثروة هما جزء من الحياة فقد تم حل العقدة بشكل جزئي ومشروط  والوقوف  عند هذين الهدفين واقفال العقدة عند هذا الحد وقام الاسلام باقفال العقدة اقفالا محكما ابديا  وختم على القفل ختما الهيا مقدسا  بامر من الله ووصاية من نبيه محمد  تنفيذا لحكم الله  حسب الشريعة الاسلامية وهي الطريقة الحضارية الوحيدة والممكنة للحياة العربية

لذا تجد بان العربي اليوم في ظل التقدم الحضاري الهائل على كل الصعد  يقاوم اي تغيير وتجديد وتطوير ونهضة وعلم ومعرفة وتفكير بحجج الدين الاسلامي والشرائع والاسباب والذرائع والاجتهادات والاحاديث والايات

وهذا نتاج منطقي واكيد كون ان الاسلام قرانا وسنة وسيرة صيغ بعناية فائقة وحنكة وذكاء كي يبقي على العقدة الحضارية مربوطة بكل اطرافها واقفل عليها  وابقى فقط على طرف السلطة والثروة مفتوحا بشروط ذات احكام مرتبطة بوجوب الجهاد   والالتزام التام باحكام الله والثبوتية عند نصوص القران وميزة الاسلام انه الدين الوحيد اللذي لم يواكب عملية التطور الحضاري للانسان ولم ينسجم مع سلم التطور والتغير ويتفاعل مع متطلبات العصر والزمان والمكان وحيثيات حضارة الانسان وحياته وواقعه

اذن العائق دون فك عقدة العربي هو الدين الاسلامي كفكر وايمان  وشريعة ونصوص واحكام واجتهاد ومنهج حياة

هذا وبعد تشخيص الحالة ما العمل ؟؟؟

جوابي هو ان نتخلص من الاسلام فكريا ونفسيا ومنهجيا بشكل كامل وننحيه خارج اطار حياتنا كعرب وبعدها نبدا بحل العقدة الحضارية العربية شيئا فشيئا بهدوء وسلاسة وبطريقة علمية وخطة ممنهجة ودراية وحكمة  بتوفير كل الامكانيات المادية والعلمية والتقنية والادارية والفنية والعملية والقانونية والفلسفية وكل ما من شانه ان يساعد ويعمل في مجال فك العقدة وازالة اثارها الوراثية والبيئية والواقعية القائمة والمستقبلية المتوقعة  واعادة صياغة منهاج حياتي جديد  وشخصية عربية جديدة  مؤهلة ومعدة كي تكون قادرة على تجاوز الهوة الحضارية بسرعة عالية والاندماج مع باقي الشعوب في ركب الحضارة الانسانية والقيام بدورها في هذا المضمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق