المفهوم الحقيقي للايمان
الايمان سببه الخوف من المجهول والمجهول سببه الجهل وعدم المعرفة
والمجهول وهم تصوري تخيلي يسيطر في ذهن الانسان نتيجة عدم المعرف والعلم لحقيقة الاشياء
وعدم المعرفة والعلم يحدث بسبب تغيب الانسان عن ممارسة الحياة والتفاعل مع مادتها واكتساب الخبرة والمهارة في تطويع المادة لاغراضه اللازمة في حياة متطورة نامية تقدمية تهدف للسعادة والرفاه والرقي
اذن الايمان هو عكس المعرفة
فكلما مارس الانسان الحياة واقتحمها وفتح بها طريقه وطوع مادة الحياة لخدمته وبنى بها حضارته كلما تخلقت له قدرات اضافية ونمت وتطورة هذه القدرات ويبدو هذا من خلال تطوره العضوي الطبيعي المركب من قدرات موروثة وقدرات مكتسبة من خلال بيئة الحياة المحيطة ذات التفاعل المتبادل ما بين الانسان والطبيعة
بهذا الوضع تتشكل المنظومة الحضارية للانسان واللتي هو محورها ومصنعها ومشكلها الاساسي والمادة الطبيعية خامة صنعها وبالتطور والسير بهذا البرنامج الحياتي ينسجم الانسان انسجاما متناغما متناسقا متلائما مع الطبيعة والتكوين المادي وينصهر بالطبيعة الام ليمارس دوره في الوجود ككيان مادي ايجابي فعال يحرك عجلة التطور والخلق والابداع بانيا بذلك حضارته عبر مراحل التاريخ الانساني الوجودي
في هذا الخضم تاخذ مواصفات الايمان الغيبي بالتلاشي الى درجة الاختفاء من ذهن الانسان الراقي ذو الخبرة والمهارة والعلم والمعرفة وامتلاك الحقيقة للحياة من قمتها واعلى درجاتها
كلما مارس الحياة وامتلك المعرفة والعلم كلما اختفى الخوف لان المجهول يختفي
اذن مع العمل والانتاج والعلم والمعرفة والانصهار بالمادة الكونية بالتفاعل الايجابي نكون قد توصلنا لحقائق الاشياء وتركنا المجهول والخوف خلفنا وساعتها لا حاجة للايمان بالغيبيات كون الحقيقة حلت مكانه
فلا حاجة ساعتها للايمان بالدين والمعتقدات والاوهام والاساطير والخرافات
ولن يبقى متسع او مجال في ذهن الفاعل والعامل للفكر الغيبي والتصور الوهمي لان الاشياء كلها تحت سيطرته المعرفية والفعلية واصبحت مالوفة له ولم تبقى مجهولة فالعلم والعمل والفعل الايجابي المؤثر في الوسط المادي المحيط هو المفتاح الحقيقي للحياة وهو الطريق الصحيح وهو المبدا الطبيعي للانسان المادي الطبيعي
الخاضع لقانون الطبيعة بالتكون والنشاة والتطور والعلاقة التفاعلية والشكل والكيفية الحضارية والحالة العقلية والوجدانية والنفسية والجسدية
وما الانسان اللا جزء من تكوينات مادية ضمن محيط مادي تحركه طاقة ديناميكية من صنع الطبيعة اسمها الروح وهذه الطاقة هي شكل من اشكال المادة ولا شيء غير المادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق