الجمعة، 29 أبريل 2011
الثورة هي تغيير في الفكر والمنهج والشخصية
الثورة هي تغيير في الفكر والمنهج والشخصية
ان الدولة العلمانية عندما قامت في فرنسا في القرن الثامن عشر اتت نتيجة حركة تنويرية دامت قرابة المئة عام اذ بدات منذ منتصف القرن السادس عشر وقد عملت هذه الحركة باسلوب الثورة الحقيقية اي التغيير والتطوير في الفكر والمنهج واسلوب الحياة والمنطق والعادات والتقاليد والمفاهيم والتركيبة الاجتماعية واصولها وعلاقاتها وتفاعلاتها مع بعضها ومع الطبيعة والبيئة من حولها كما وعملت على تثوير وسائط الانتاج واساليبه وعلاقته وتثوير المفهوم العام للحياة ومفهوم بناء الفرد عضو المجتمع الفاعل المنتج المبدع المتميز المنتمي الخلاق الايجابي المخلص المتفاني الصادق ذو الاخلاق الحضارية الراقية وعملو على خلق اسلوب التفكير الجماعي والتفكير الممنهج والهادف وخلقو في اذهان المجتمع قيم اخلاقية جديدة كالحرية والعدالة والديمقراطية واحترام الاخر وقبول الراي الاخر والنقد الذاتي وتوسيع افق الشخصية في فهم الاخرين والتعاطي معهم والمرونة في التفاعل العام واللياقة الاجتماعية والذكاء الاجتماعي وخلقو صفة التفكير الجدلي المادي في اذهان الناس والتفكير المنطقي العلمي وزرعو في العقول قيمة العلم الطبيعي كي تكون هي القيمة العلمية العليا في الحياة وهي مصنع التحول الحضاري للانسان والتغير والتطور كل هذا وعندما اصبحت الشخصية الاجتماعية والفردية للانسان ناضجة الى مستوى التحرر وتشكيل دولة نموذجية حضارية علمانية ذات فكر مادي ومنهج طبيعي حضاري تقدمي ديمقراطي عادل حر تم اعلان الدولة العلمانية واستمرت في منهجها التقدمي الى يومنا هذا وانتجت ما انتجته من تقدم ورفاه وسعادة ورخاء للانسان
يذكر ان من قامو بالتنوير في عصر التنوير في اوروبا واللذي بدا منذ بداية القرن الخامس عشر ولغاية نهاية القرن الثامن عشر هم النخبة الاجتماعية اللتي كانت تضم العلماء في مجال العلوم الطبيعية كالكيمياء والفيزياء والرياضيات والاحياء والفلك والطب والهندسة وتضم المفكرين والكتاب والادباء والنقاد والفنانين من الرسامين والشعراء والموسيقيين والنحاتين وكانت تضم كبار المهنيين ومدراء الشركات واصحاب الخبرات في التسويق وراس المال والمحاسبين الكبار ورجال الاعمال وكبار الضباط من العسكريين واصحاب الخبرات الادارية والمهنية والحرفية وتضم الحكماء والقضاة واصحاب النفوذ الاجتماعي وممن له راي وتاثير ومكانة في المجتمع ومجال العمل والانتاج الصناعي والزراعي والادراي والحكومي
فكر الانسان المعاصر
فكر الانسان المعاصر
لئن كان الله موجودا حقيقة فان الانسان لم يعد بحاجة له كونه تطور ونضج ونما الى الحد اللذي يعتمد كليا بحياته على نفسه بفضل علمه ومعرفته وتجربة حياته ومهاراته الحياتية والتقنية اللتي اكتسبها في عمره وبفضل تطوره عصبيا وجسديا
اما بالنسبة للديانات فهي ادوات حضارية بدائية وفلسفات حياة استعملها الانسان بفترات معينة في حياته لزوم المرحلة للتطور وتواصل الحياة والحفاظ على النوع والتكاثر والنسيج الاجتماعي والتراث الانساني والحضاري والانتاج والقيم والاخلاق والمثل وتجربة الحياة التراكمية والمعارف والمهارات والعلوم والانتقال الى مراحل متقدمة تحقق مستوى اعلى من الرفاه والسعادة والرخاء للانسان
هذا وبعد وصول الانسان الى ارقى المستويات من التشكيل الحضاري في كل المجالات الحياتية فلم يعد بحاجة للرافعة الحضارية القديمة البدائية اللتي استعملها وهي الدين للوصول الى هذا المستوى
اصبح بهذا المنظور المنطقي ليس الانسان عموما بحاجة لله او الدين وعلى هذا فان مسالة الايمان والفكر الغيبي لم يعد لهما قيمة تذكر في حياة الانسان سوى انها تعمل على تحديد قدراته الفكرية ومنعه من التعلم والانفتاح والتطور ومنعه من الانسجام مع متطلبات العصر والوصول الى مستوى التحدي لمواجهة تحديات الحياة المعاصرة بتعقيداتها التقنية والعلمية وتحديات الطبيعة بكثرة وتنوع تحدياتها البيئية وعناصرها اللتي تهدد حياة الانسان الى درجة الفناء
واصبح الايمان والفكر الغيبي يعملان على انحدار المستوى الاخلاقي والقيمي للانسان المتحضر المعاصر عن المستوى الراقي اللذي يجب ان يكون به فيجنح الى العدوانية والارهاب والخداع والفساد والتطفل والاستهلاك والاغتصاب لحقوق الاخرين والتسلط والظلم والقهر والحرمان والتفرد في الحكم وغيرها من اخلاقيات الهدم والتدمير والتخريب لحضارة الانسان ووجوده ورفاهه ورخائه وسعادته
اذن تحول الايمان المشتق من الدين والفكر الغيبي وهو منبع الدين ويتمثلان هاتين الحالتين بالدين ويندمجان به الى معول هدم حضاري وتاخر وقتل وتدمير وابادة وفناء لعنصر الانسان ووجوده وكيانه في الوقت المعاصر من تاريخ الانسان بدلا من حالة كونه رافعة حضارية وسببا للحفاظ على حضارته في التاريخ القديم
وعلى الانسان اليوم ان يعي هذه النقطة الحساسة في تحول المنطق الحضاري له بفعل التطور وبفعل تعاقب الزمن والتغير الطبيعي والبيئي المحيط به وعلاقة الانسان بهذا التغير وتفاعله المباشر معه والتاثر المباشر منه حيث ان الانسان جزء مادي يحيى في وسط مادي وما يجري في هذا الوسط يندرج عليه
وقانون المادة في الطبيعة يقول ان المادة تتحول من شكل الى آخر وتتطور تبعا للزمن والتقادم وتتغير بما يناسب طبيعة المرحلة والطبيعة دائما وابدا تتجه في حراكها نحو الافضل وبما ان الانسان ككيان مادي مطلق فهذا القانون ينطبق عليه تماما ومن منطلق ان لا اله والحياة مادة ولا شيء خارج حدود المادة يحدد منهج الانسان بالحياة او له علاقة بوجوده
الله مجرد وهم وهو فكرة خيالية وهمية مبتدعة من عمق الفكر الغيبي للانسان البدائي
والدين فلسفة حياة ورافعة حضارية بدائية قديمة حيث بداية تشكل حضارة الانسان ونموه وتقدمه ورقيه وتطوره وضرورة حفاظه على نوعه وتكاثره وحفاظه على مكتسباته وامتيازاته واستحقاقاته الحياتية المعاشية
الانبياء هم اناس خليط من الفلاسفة والحكماء والقيادات الفكرية والثقافية والعسكرية والمجربين والمهرة والاذكياء والمتميزين والفاعلين والكادحين والطليعيين وكبار قومهم وآخرين لهم قدرات على القيادة الاجتماعية والحنكة الحياتية
الفكر المعاصر للانسان هو الفكر الطبيعي المادي المتمثل بالعلمانية المنطلق من اساس ان الحياة مادة ولا شيء غير المادة
الخميس، 28 أبريل 2011
لماذا فشلت حركة الشارع في البحرين
لماذا فشلت حركة الشارع في البحرين
ان الفيديو اللذي نشرته وكالات الانباء والفضائيات اللذي يظهر به حالة قتل رجال امن بحرينيين دهسا بالسيارات من قبل شباب يسمي نفسه ثائر ضد النظام في البحرين مطالب للحرية والكرامة
يظهر مدى فظاعة الجريمة ضد الانسانية ومدى الحقد والكراهية والعدوانية الموجودة بشخصيات المجرمين هؤلاء حيث تظهر احدى السيارات وهي تهرس جثة احد رجال الامن بدهسه عدة مرات
اقول كما يقول كل انسان عاقل فاهم لديه ضمير انساني حي ولديه فكر حر ولديه احساس ثوري اصيل بان هؤلاء المجرمين ومن كانو معهم ومن يدعمهم لا يعبرون عن اي مطلب ثوري انساني ولا يصنف حراكهم سوى انه اجرام وتخريب وارهاب وانفلات وفوضى وهمجية
وبهذا تكون حركة الشارع البحرينية اللتي حصلت منذ شهر تقريبا على انها ثورة ضد النظام وتطالب باصلاحات بهذا الفعل الشنيع الجريمة البشعة تكون قد فقدت صفتها كثورة وفقدت اي تاييد لها من قبل كل انسان شريف حر مناضل من اجل حرية الانسان وكرامته
وتكون قد اعطت انطباعا لا شك فيه بان كل القائمين على هذا الحراك ما هم اللا جماعة خارجة عن القانون تمارس هدفها بالتخريب والترويع والقتل والارهاب خدمة لاجندة خارجية او لاهداف فئوية او انطلاقا من نزعات عدوانية واحقاد شخصية وامراض نفسية وتفكك اجتماعي وغياب الوازع الاخلاقي وانعدام الاحساس بالمواطنة والانتماء والاخلاص المجتمعي وخلل في القيم وعدم الاحساس بالمسؤولية وانعدام الوعي وانحدار الفكر وسوء الثقافة وقلة الفهم والاستيعاب
هذا ويرتبط الحكم عليهم بهذا التوصيف ليس فقط من خلال جريمة القتل ضد رجال الامن بل من اعمال التخريب اللتي قامو بها بالممتلكات العامة والخاصة مثل المستشفيات والمدارس والمساجد والاماكن العامة والفنادق ومؤسسات الدولة وحرق السيارات ومخازن التموين والتكسير والتحطيم وغيرها الكثير من الاعتداء على الافراد والشخصيات الاعتبارية ورجال الامن بالضرب والشتم والتجريح والتشهير والاعتداء على بيوتهم وذويهم ونهب بعض البنوك والمصارف والكثير من اعمال التخريب والترويع والارهاب
نقول بان هذه افعال لا تعكس روح الثورة وليست من شيم الثوار وليست من اخلاق الانسان العادي وعلى الثورة ان تنبذ هكذا افعال وتقوم بردع فاعليها قبل النظام كي تحافظ على شفافيتها ومصداقيتها وتكسب تاييد الاخرين لها
ولذا فشلت الحركة الشعبية في البحرين فشلا تاما ولن تقوم لها قائمة بعد
وعلى الاخرين ان يعتبرو
الثورة لاسقاط نظام الله
الثورة لاسقاط نظام الله
بعدما اصبحت مهنة جديدة اسمها الثورة على النظام يتقنها الشباب العربي العاطل عن العمل منتشرة في كل ارجاء الوطن العربي باحتراف واتقان وبعد رحيل كل الانظمة العربية ماذا سيعمل هذا الشباب اللذي يكون قد ادمن الثورة ضد النظام ؟
انا اقترح ان يثور ضد نظام الله لان الله هو المصدر الاساسي للانظمة العربية الرجعية الفاسدة وهو منبع الرجعية والفساد وهو الافعى اللتي تفرخ الانظمة العربية بمثابة فراخ افاعي سامة
ولولا النظام الديني اللذي يراسه الله ويتحكم بالمجال العقائدي والاجتماعي والتربوي والقانوني والثقافي والفكري لما وجد اي نظام رجعي فاسد اصلا
ان النظام الديني هو البيئة المناسبة لنمو الطفيليات السياسية السامة واللتي تتشكل في اطار نظام فاسد رجعي متسلط ظالم على غرار الانظمة العربية
زوال الانظمة العربية يمثل قطع اذرع الاخطبوط والابقاء على الراس وهو النظام الديني
وزوال الانظمة العربية بمثابة قطع القنوات الخارجة من النبع والابقاء على النبع سالما الا وهو النظام الديني
وزوال الانظمة العربية يكون بزوال اعراض المرض ولا يكون باستئصاله حيث يبقى السبب قائم ببقاء النظام الديني في الحياة العامة
وستعود الانظمة باشكال جديدة ووجوه جديدة وطبعات جديدة والوان جديدة بذات الروحية وذات المنهج وذات التفكير وذات الاسلوب لان مصدر التشريع لم يتغير والفكر لم يتغير والمنهج لم يتغير والثقافة لم تتغير والفرد لم يتغير والمجتمع لم يتغير وما يحصل فقط هو استئصال كتلة من ورم سرطاني ينتشر في كل الجسد حالما تتوافر الظروف لتظهر كتلة بديلة ربما اكبر منها لان انتشار الدين قائم على التحدي
وعندما اقول الثورة يجب ان تكون ضد الله فليس من قبيل المزاح والنكتة انما حقيقة يجب ان تكون الثورة ضد الله
فلو كانت الثورة ضد الله ونجحت باسقاط الله ونظامه كسلطة وتشريع وقانون وفهم وفكر واسلوب حياة ومنهج وتربية وسلوك واتجه المجتمع باسره اتجاها ماديا علمانيا متسلحا بالفكر الطبيعي والعلم والمعرفة وتجربة الحياة وروح البحث والاستكشاف والعمل والانتاج والابداع لسقطت كل الانظمة الفاسدة الرجعية تلقائيا دون ثورة لان ارض المستنقع اللتي تنمو بها طفيلياتها تكون قد جفت وتكون بيئة نموها وحياتها قد فقدت ويكون السرطان قد استئصل كاملا من جسد الامة
سلاح الثورة هذه هو العلمانية ومن يدخل الثورة بسلاح الغيبية فاشل بل يفعل كمن يقتل الثعلب المتطفل على بيته ليفتح المجال للذئب كي يدخل مكانه
ويعود ليقول يا ليتني ابقيت على الثعلب اذ كان اهون الشرين
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)