حقيقة الدين والاله
الانسان المتحضر الراقي الفاعل المنتج الباحث عن التغيير والتطوير والافضل واثبات ذاته وتحقيق وجوده يبحث دائما عن العمل والانتاج في زراعة الارض وفي الصناعة واستكشاف الثروة وامكانيات استغلالها بشتى الوسائل واستغلال مقومات الحياة الطبيعية في بناء حضارته وتحقيق اقصى درجات الرفاهية والسعادة والرخاء وفي ظل كل هذا المعمعان لا يهمه وجود الله من عدمه ولا يفكر به اصلا ولا يفكر بالغيبيات لان الماديات تستحوذ على كل تفكيره واهتمامه وراسه مليء بالفكر المادي المنتج الايجابي البناء ولا مجال به للفكر الخرافي الغيبي الديني الالهي
نجد في المقابل الانسان الفاشل الخامل العاطل الكسول البليد الهامل المتطفل المستهلك البائس العاجز المتسلق الامعي الانقيادي المتسلط الاتكالي يبحث عن اي طريقة يقضي بها حياته دون بذل اي جهد جسدي او فكري او نفسي فيجمد تفكيره العلمي المادي الانتاجي ويجمد جسده فيقعد ويتعطل عن الحركة ويجمد نفسيته فيفتقد لارادة الحياة والفعل والسير للامام والتحرك ضمن الوسط المحيط وارادة التغيير للواقع المعاش
هذا الانسان يجد مرتعا خصبا له وحظيرة لعيش بها ودستورا ينظم حياته الا وهو الدين
هذا الانسان المناقض للانسان الطبيعي واللذي يمثل الحالة الشاذة والمنحرفة عن الطبيعة والوجود واللذي يسبب الضرر لنفسه والانسانية والحياة باكملها فيعيقها ويدمرها ويحول الحياة الى فناء وعدم بعد تاخرها وتراجعها
يجد نفسه في حظيرة الدين والعيش بقانون اله يبرر له كل افعاله وتصرفاته ويعطيه الحق بتبوء موقع القرار والتحكم والسيطرة في ميدان الحياة الطبيعية والانتاج والثروة وكل شيء
فتشل الحياة وتدمر لان الانتاج بها يتعرقل ويتاخر ويتوقف وتستهلك خامات الصناعة للحضارة الكفيلة باستمرار الحياة للمستقبل
هذه هي حقيقة الدين وحقيقة الاله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق