الثلاثاء، 7 يونيو 2011

حاجة العرب للعلمانية


حاجة العرب للعلمانية

 

الدين حكم الانسان ونظم حياته  وامتلك الثروة ونظم توزيعها   وسن التشريعات والقوانين  ووضع الاحكام ونفذ العقوبات بحق المخالفين 

بمعنى انه مثل السلطة السياسية  للانسان على مدى الاف السنين في  اماكن مختلفة وحضارات مختلفة

ولذا فان السياسة المعاصرة  المدنية الشكل  هي ابنة تلك السياسة السلفية 

هي شجرة جذورها دينية

اصبح من الطبيعي ان تلجأ السياسات المستحدثة كالسياسات العربية للعودة الى جذورها الدينية والتشبث بها اذا ما تعرضت لرياح تهددها بالاقتلاع من اماكنها

لان الدين في الحقيقة هو اللذي يغذي صمود تلك الساسيات ويصلب هياكلها

فنجد بان تشريعاتها ماخوذة من الدين ورجالاتها تتخذ الدين عباءة لتحظى بتاييد الجماهير من حولها  وتكسب عاطفة العامة السذج والبسطاء ولكي تبقي على صفة الراعي والقطيع  هي الصفة السلفية الدينية اللتي فرضتها السلطة الدينية   على شكل العلاقة ما بين الحاكم والمحكوم

ان السلطة الدينية السلفية هدفها الثروة دون اي اهتمام للانسان  بل واستعمل الانسان المحكوم كعنصر استغلال واستعباد  من اجل زيادة الثروة وتنميتها  لتحقيق الرفاهية والسعادة والرخاء للقلة الحاكمة  على حساب العامة المحكومة

اما السلطة المعاصرة فهي تعني بالانسان كهدف لها  وتستغل الثروة بشكل عادل لتوزيعها على كافة افراد الشعب المحكوم كي ينعم بحياة مرفهة  وراقية

وهذا هو التطور اللذي حصل بمفهوم السلطة والسياسة  حسبما يتجلى في الدول المتحضرة خصوصا دول الغرب اللتي  تتخذ العلمانية منهجا لسياساتها

ولكن الدول المتخلفة مثل دول الشرق الاوسط  ومنها الدول العربية  ما زالت الانظمة السياسية الحاكمة بها لم ترتقي الى المستوى  اللذي يحول الهدف من الثروة الى الانسان  ولم يفصلها عن علاقتها الوثيقة بالدين كاساس لها ولم تبتعد كثيرا في تطورها عن نمط السلطة الدينية

ولكي نخلق سلطات سياسية تقدمية تتلاءم مع مستوى الحضارة المعاصرة والمفاهيم الحديثة للسياسة علينا كمجتمع متدين بامتياز اي المجتمع العربي المسلم ان يفصل الدين عن الدولة  وان يكون نظام الحكم مدنيا ديمقراطيا حرا  يستمد تشريعاته وقوانينيه من المعارف والعلوم الطبيعية والتجارب الانسانية  والمنطق والعلوم الانسانية كعلم الاجتماع وعلم النفس  والتربية وغيرها وان لا يعتمد الدين باي شكل او اي نسبة  كمنهج حياة او مصدر ثقافة او اسلوب تربية او مصدر قيم واخلاق وتنظيم لحياة الانسان  ومسرح تفاعل حضاري له

ولتكن العلمانية هي نظام السياسة ونظام الحياة الشامل  كوننا في امس الحاجة  للتغيير والنهوض بشكل طفري والتفاعل المنتج الايجابي على طريق العمل والبناء والتطور والتنمية  والتعلم واكتساب المهارة والتقنية الحياتية الانتاجية  كي  نكون مؤهلين للدخول الى ساحة التنافس الحضاري مع بقية الشعوب ونؤكد ذاتنا ونحقق وجودنا بقدرة واقتدار بالاعتماد على امكاناتنا وقدراتنا الذاتية ومقومات حياتنا الطبيعية

وان يتم هذا الحراك المتكامل المتناسق المنتظم بشكل متسارع ليسبق الزمن ويجسر الهوة الكبيرة ما بيننا وبين الشعوب اللتي قطعت مشوارا طويلا على طريق التقدم والتطور الحضاري الانساني

وتبقى العلمانية هي آخر واحدث ما توصلت اليه عقلية الانسان المتحضر كنظام حياة ومنهج واسلوب وفكر  وفلسفة وجود  وتطور وتنمية  وحرية وعدالة وسلام  وكرامة انسانية وسعادة وهناء ورخاء  وبرنامج حياتي شامل متكامل  يحقق كل غايات الانسان وطموحاته واهدافه في حياته 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق