سبب من اسباب الصراع المسيحي الاسلامي في مصر
لقد اكتشفت من خلال ابحاثي ودراساتي للعلاقة الاجتماعية ما بين الاقباط المسيحيين والمسلمين في مصر واسباب العنف الدائر بينهم
بان من اسباب العنف المتبادل هو احساس المسيحي وقناعته بانه افضل من المسلم وارقى منه وانه من عنصر معدني اثمن وانه هو صاحب الوطن والارض وهو الاصل والسيد وهو القيمة والكيان وغيره لا شيء دون اعتبار ودون تقدير يذكر وكانه خلق من ذهب والمسلم من طين
وهذه ثقافة عنصرية موروثة تترك بصماتها في شخصية المسيحي عموما من خلال التربية والتعامل الاجتماعي اليومي والتواصل مع الكنيسة والفكر الديني المسيحي ويتجلى هذا الاحساس والثقافة من خلال السلوك ونمط التفكير واسلوب الحياة والمنهج الحياتي اليومي مع مختلف عناصر الحياة ومنها المجتمع المحيط كالمجتمع الاسلامي اللذي يمثل الاغلبية الساحقة
وبما ان المجتمع الاسلامي بعمومه مجتمع فقير معدم ساذج جاهل متخلف يفتقر للثقافة الراقية والعلم والحضارة العليا لذا تجده يتعامل بعدوانية وعنف اتجاه ممارسات التحقير والاهانة والغطرسة والتعالي والتمييز العنصري اللتي يتلقاها من المسيحي ويكون رد الفعل بالعنف وتصبح الحالة عبارة عن عنف متبادل يشمل الابرياء وينتقل من حالة خاصة الى حالة عامة
وبذات الوقت فان الاسلاميين اللذين يردون بالعنف على ظاهرة سلوكية خطأ نتيجة تربية او ثقافة خطأ ليس معهم الحق في ذلك حتى لو كان لهم دوافع واسباب لتصرفهم فهناك قانون ونظام وحقوق انسانية واعراف وقيم واخلاق وضمائر وكلها روادع وموانع لكلا الطرفين كي يلزم كل حده الطبيعي في سلوكه ومنهجه وتفكيره والعلم والمعرفة والثقافة والتعلم اساس الوفاق وحل اي خلاف من هذا القبيل وفي حال وقوع مشاكل شخصية هناك جهات قانونية واجتماعية مختصة ومؤسسات علمية ومتتخصصين في كل المجالات العلمية والتقنية والاكاديمية ذات العلاقة لديها القدرة على حل اي اشكالية
وعلى هذا فالدعوة واجبة الى كل الاطراف من مسيحيين اولا ومسلمين ثانيا اعادة النظر في الثقافة الشخصية وطريقة التفكير ونمط التربية والتوجيه وطريقة السلوك ونمط التصرف اليومي والتعامل الحياتي اتجاه الوسط المحيط اجتماعيا وماديا ومعنويا والعمل على وضع خطط تربوية ومنهجية مشتركة وازالة الحواجز النفسية القائمة بفعل الوراثة والتربية الدينية بالعلم والمعرفة وممارسة الحياة والانفتاح الحياتي والاجتماعي وازالة ظاهرة الامية الاجتماعية بموازاة ازالة ظاهرة الامية التعليمية والثقافية
وقياسا على ذلك هناك مجتمعات متمدنة تعيش بسلام وحرية ورفاه ونظام وقانون ومستوى عالي من الرقي وبنفس الوقت يوجد بها تعدد الديانات والمذاهب والمعتقدات في عدة دول في العالم وبالامكان الاستفادة من تجارب هذه الشعوب ايضا بكيفية التعايش السلمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق