سبب العدوانية وكيفية التخلص منها
العدوانية تعني الاستئثار بالذات على حساب الاخر وممارسة حق الحياة على حساب حق الاخر وهي نزعة غريزية متطرفة موجودة في الكائن الحي عموما بشكل طبيعي بهدف الحفاظ على نوعه واستمرارية حياته لمنع الهلاك والاندثار وهي موجودة بالانسان كسائر الحيوانات كونه حيوان ذكي
ولكن ذكاء الانسان ادى الى تهذيب غرائزه واعادة برمجتها وتشكيلها بحيث لا تؤذيه ولا تؤدي الى هلاكه وتدمر كيانه وتلغي وجوده
وبطريقة فهم غرائزه فهما علميا ووضع البرامج والمناهج السلوكية التربوية والتنظيمية لاعادة تاهيله وهيكلة شخصيته بغرائز مهذبة او مشذبة او ملغية حيث لم تعد تلزم بالزمان والمكان تلقاء التطور الحضاري والانتقال التاريخي والجغرافي نقدر ان نلغي غريزة العدوانية او نحولها الى غريزة اخرى معاكسة لها في الاتجاه
العدوانية تؤدي للعنف والعنف ينتج عنه الارهاب والجريمة
وسبب العدوانية هو الخوف والخوف ناتج عن الجهل وعدم المعرفة والعلم بحقيقة الاشياء
والمعرفة تاتي من ممارسة الحياة وتجربتها والتفاعل مع عناصرها واكتساب الخبرة والمهارة في كيفية ادارتها
والعلم ياتي بالاستفادة من الخبرة الذاتية وخبرة وتجارب الاخرين وهو مجموعة الافكار الناتجة من خبرة الحياة وممارستها واكتشافاتها والتفكير بها بطريقة علمية ومنطقية طبيعية والربط بين العناصر التخيلية التجريدية والعناصر المادية التي تحرك واقع الحياة
وباكتساب الخبرة الحياتية والعلم يرتقي الانسان ويتسع مجال ادراكه وتكبر مساحة وعيه ويتطور فسيولوجيا فينمو جسده ويتطور وتنمو نوازعه الداخلية وقدراته العقلية والوجدانية ويصبح كائنا مؤهلا للحمل الثقافي الحضاري والبرنامج التفاعلي الحضاري مع الطبيعة والكون والمجتمع الحي والمادة في وسطه الحياتي
يتحول من انسان جاهل بدائي خام الى انسان عالم عارف متمكن مسيطر مجرب متمرس مدرك واعي مميز مبدع مبتكر متخصص وشمولي ويرتقي من مرحلة الجهل والاتكالية والسلبية والتراجع والانهزامية والانقادية والتبعية والامعية امام تحديات الحياة الى مرحلة العلم والمعرفة والتقنية والفعل والتاثير والتفاعل والمبادأة والمبادرة والمنافسة والتسابق في التغيير والتطوير والتنمية والبناء والانشاء والتنظيم والبرمجة والتخطيط والهيكلة والاستقلالية والحرية في قراراته الحياتية من منطلق ثقته بنفسه المتكونة من زخم التجربة والممارسة والعلم والمعرفة والتاكيد والوعي المركز
ويكون بهذا قد فقد النزعة العدوانية واصبح انسانا مسالما محبا متعاونا يفكر بطريقة اجتماعية متشاركة متعاونة متقابلة متمددة متسعة مرنة ذات حدود لا نهائية ولا مشروطة ولا منغلقة ولا جامدة ويتحول من مرحلة الانانية والابوية والقبلية والفردية والتسلطية والدكتاتورية والاستبدادية والعنصرية الى مرحلة الانسانية العمومية والاجتماعية المتحضرة واللتي تحكمها قيم المحبة والسلام والحرية والعدالة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق