الثلاثاء، 5 يوليو 2011

سبب العدوانية وكيفية التخلص منها


سبب العدوانية وكيفية التخلص منها

العدوانية تعني  الاستئثار بالذات على حساب الاخر  وممارسة حق الحياة على حساب حق الاخر  وهي نزعة غريزية  متطرفة موجودة في الكائن الحي عموما بشكل طبيعي  بهدف الحفاظ على نوعه واستمرارية حياته لمنع الهلاك  والاندثار وهي موجودة بالانسان كسائر الحيوانات كونه حيوان ذكي

ولكن ذكاء الانسان  ادى الى تهذيب غرائزه واعادة برمجتها وتشكيلها بحيث لا تؤذيه ولا تؤدي الى هلاكه وتدمر كيانه وتلغي وجوده

وبطريقة فهم غرائزه فهما علميا  ووضع البرامج  والمناهج السلوكية التربوية والتنظيمية لاعادة تاهيله وهيكلة شخصيته  بغرائز مهذبة او مشذبة او ملغية حيث لم تعد تلزم بالزمان والمكان تلقاء التطور الحضاري والانتقال التاريخي والجغرافي نقدر ان نلغي  غريزة العدوانية او نحولها الى غريزة اخرى معاكسة لها في الاتجاه

العدوانية  تؤدي للعنف والعنف ينتج عنه الارهاب والجريمة

وسبب العدوانية هو الخوف  والخوف ناتج عن الجهل وعدم المعرفة والعلم بحقيقة الاشياء

والمعرفة تاتي من ممارسة الحياة وتجربتها والتفاعل مع عناصرها واكتساب الخبرة والمهارة  في كيفية ادارتها

والعلم ياتي بالاستفادة من الخبرة الذاتية وخبرة وتجارب الاخرين  وهو مجموعة الافكار الناتجة من خبرة الحياة وممارستها واكتشافاتها والتفكير بها بطريقة علمية ومنطقية طبيعية والربط بين  العناصر التخيلية التجريدية والعناصر المادية  التي تحرك واقع الحياة

وباكتساب الخبرة الحياتية والعلم يرتقي الانسان ويتسع مجال ادراكه وتكبر مساحة وعيه ويتطور فسيولوجيا  فينمو جسده ويتطور وتنمو نوازعه الداخلية وقدراته العقلية والوجدانية  ويصبح  كائنا مؤهلا  للحمل الثقافي الحضاري والبرنامج  التفاعلي  الحضاري  مع الطبيعة والكون  والمجتمع الحي والمادة  في وسطه الحياتي

يتحول من انسان جاهل  بدائي خام الى انسان عالم عارف متمكن مسيطر  مجرب متمرس مدرك واعي مميز مبدع مبتكر  متخصص وشمولي ويرتقي من مرحلة الجهل والاتكالية والسلبية والتراجع والانهزامية  والانقادية والتبعية والامعية امام تحديات الحياة  الى  مرحلة العلم والمعرفة والتقنية  والفعل والتاثير  والتفاعل  والمبادأة والمبادرة  والمنافسة والتسابق في التغيير والتطوير والتنمية والبناء والانشاء  والتنظيم والبرمجة والتخطيط والهيكلة والاستقلالية والحرية في قراراته الحياتية من منطلق ثقته بنفسه المتكونة من زخم التجربة والممارسة والعلم والمعرفة والتاكيد والوعي المركز

ويكون بهذا  قد فقد النزعة العدوانية واصبح انسانا مسالما  محبا متعاونا يفكر بطريقة اجتماعية متشاركة متعاونة  متقابلة  متمددة متسعة  مرنة ذات حدود لا نهائية ولا مشروطة  ولا منغلقة ولا جامدة ويتحول من  مرحلة الانانية  والابوية والقبلية والفردية والتسلطية  والدكتاتورية والاستبدادية والعنصرية الى مرحلة  الانسانية العمومية  والاجتماعية المتحضرة واللتي تحكمها قيم المحبة والسلام والحرية والعدالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق