الاثنين، 11 يوليو 2011

كلب وفي


كلب وفي

 

قبل سنتين تقريبا  وكان الوقت شتاء كنت امارس الرياضة الصباحية في الطريق الزراعي   وبينما كنت اركض  والجو بارد والمطر ينزل بغزارة  واللا بجرو صغير  في منتصف الطريق امامي منهك من المطر والبرد  ويئن  جوعا واعياء فحملته شفقة  بحقه  ككائن حي يحتاج لمساعدة  ورجعت به  للبيت ونشفته من الماء  وادفأته واطعمته وجبة شهية واعتنيت به  حتى اصبح معافى تماما

وحملته في صباح اليوم الثاني  ووضعته في المكان اللذي وجدته به  كي يعود الى امه وتستدل عليه

 

واليوم صباحا  كنت اركض  في ذات المكان ففوجئت  بمجموعة من الكلاب الضالة تهاجمني  واخذت ادافع عن نفسي  بالحجارة ولكن كلبا شرسا  هاجمني لم يعبأ بالحجارة اللتي ارميها عليه  وعندما وصلني وقد ادركني الخطر تراجع فجأة  واحنى راسه واخذ يهز بذنبه  وكانه اليف  الي  ودار للخلف  يدافع عني  ويتشاجر مع الكلاب جماعته ويبعدهم عني

فوقفت اتامل به واحلل بالموقف فتذكرت حادثة الجرو قبل سنتين بنفس المكان  فنظرت للكلب بتفحص واللا به نفس الجرو حيث عرفته من علامة فارقة على رقبته

وبعد معركة مع الكلاب ابعدت الكلاب مسافة مئة متر تقريبا وهجعت في مكانها  واكملت مشواري الى نهاية الطريق  وبالعودة عندما مررت بذات المكان واللا بالكلب نفسه ينتظرني بوسط الطريق  فاقترب مني بالفة وتودد واخذ يمسح بجسده  بركبتي  بدلال  وحنو  واكملت الركض فركض ورائي حتى وصلت البيت

فاسقيته الماء واطعمته ومكث امام البيت قرابة الساعة ثم انصرف الى مكانه وعاد الى جماعته

فاخذت عبرة  كبيرة من هذه الحادثة  في الوقت اللذي  عانيت طوال حياتي وما زلت اعاني من الغدر والخيانة والمكر والخداع والحقد والتربص والاذى والعدوانية  من مجتمعي واهلي وذوي واقرب الناس الي رغم طيبتي واخلاصي وصدق انتمائي ووفائي وارتفاع مستوى الاخلاق اللتي اتعامل بها مع الغير  ورغم التضحيات الجمى اللتي ضحيت  واضحي بها معنويا وماديا من اجل سعادة الغير واخيرا اعود الى ذاتي دون ان اجد انسانا واحدا  يالفني واألفه  ويبدي لي الاخلاص والحب الحقيقي  والوفاء المتبادل  وصدق الانتماء اللذي عاملته به والانسانية اللتي اكرمته بها

للاسف اقولها  وللاسف الكبير ان هذا حال الانسان في المجتمع العربي الاسلامي

واقولها بكل حسرة يا ليت العربي يصبح  كالكلب في وفائه واخلاصه

وطوبى لمجتمع الكلاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق