الخميس، 14 يوليو 2011

تطور الانسان من منهج الغيبية الى منهج العلمانية


تطور الانسان من منهج الغيبية الى منهج العلمانية

 

الانسان  مجرد آلة مصنوعة من الدم واللحم ومكونات الدم واللحم هي عناصر طبيعية  تدخل في تركيب كل الاشياء من حولنا  فجسم الانسان عموما مركب من اربع عناصر اساسية تدخل في صناعة البروتين والفيتامين والدهون والكربوهيدرات والالياف والزلال تلك المكونات الاساسية لجسم الانسان  وهي الكربون والنيتروجين والهيدروجين والاكسيجين وهناك عناصر داعمة ومساعدة لانتاج الطاقة الحيوية والنمو والتمثيل الغذائي ومواصلة الحياة وتنظيم  التفاعل الحياتي الداخلي والخارجي ومنها عناصر قلوية وعناصر قاعدية وعناصر خاملة ومعادن  وغازات واملاح ومركبات سكرية وكحولية

ومن امثلة هذه العناصر  الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز والنحاس والحديد والبوتاسيوم والكبريت والفسفور واليود  وغيرها

وتدخل بعض العناصر مباشرة الى الجسد بحالتها الجزيئية وبعضها تدخل بمركبات كيميائية ويقوم الجسد باستخلاصها بعد تحليل المركبات

ودخول العناصر للجسد تكون من خلال الغذاء والشراب والملامسة  والاستنشاق ومن خلال مسامات الجلد وفتحات الجسد كالفم والاذن وفتحات الجهاز التناسلي

والجسد مكون من اجهزة والاجهزة مكونة من اعضاء والاعضاء مكونة من اجزاء والاجزاء مكونة من خلايا والخلايا مكونة من عضويات والعضويات مكونة من عناصر  والعناصر مكونة من جزيئات والجزيئات مكونة من ذرات والذرات مكونة من جسيمات والجسيمات مكونة من جزيئيات نووية نانومترية والى هنا يقف العلم في اكتشافاته  ولا يعني ان جسم الانسان يقف الى هنا فما هو مكتشف شيء لا يذكر بالنسبة للمجهول

المهم من هذا السياق الموضوعي نجد ان الانسان  مكون مادي مطلق موجود في محيط مادي  يولد ويحيى ويموت ويتحرك ويتفاعل ويفكر ويفرح ويحزن ويضحك ويبكي ويتخيل ويتامل ويعتقد ويتوهم ويتصور ويقرر ويحكم  ويتعلم ويبرمج ويربي ويتربى ويطور ويتطور  كل هذا من مكونات حضارته اللتي تتم  كارهاصات لتفاعلات مادية داخل جسده وحول جسده وعلاقته التاثيرية التبادلية مع محيطه المادي

وعليه نخلص للقول بان مبدأ الانسان ومنهجه بالحياة هو نظام رياضي بالمعنى العلمي يحدد السلوك الامثل لحركة المادة اللتي تخصه ككيان في وسط مادي ليحقق لنفسه افضل حالة من الوجود واثبات الذات وتاكيد هذا الوجود واستمراريته وضمان خلوده وسيطرته في محيطه وتطوره ونموه

وكما قلنا بان العواطف والاحاسيس والمشاعر  ما هي اللا نتاج تفاعلات كيميائية داخل الدماغ  فكلما كانت جميلة ومفرحة وسعيدة وبهيجة كلما كان اداء حركة المادة سليما ومثاليا حيث ان البرنامج اللذي يحركها نموذجي ومنطقي وطبيعي تقدمي راقي ومناسب للحالة والكيفية والمرحلة ومثمر وايجابي  وتعتبر حالة البهجة والسرور رسالة من مادة جسم الانسان  الى مركز ادارته الا وهو الدماغ بالدعوة للاستمرار في البرنامج الحياتي المتبع كمنهج وتطوير هذا البرنامج تبعا لتغير حيثيات الواقع وتطور حالة المادة المكونة له على نفس النمط والاساس البرمجي بالربط مع متغيرات الكون المادي اجمالا على اعتبار ان الانسان ومحيطه هو جزء لا يتجزأ من الكون

من هذا التشخيص التشريحي الدقيق للانسان نثبت بانه كيان مادي بالمطلق  ولا شيء غير المادة يدخل في تركيبه كما هو لا شيء غير المادة يشكل عنصرا من عناصر الوجود والكون

وعليه فان القانون الوحيد اللذي يحكم علاقة الانسان بنفسه  وعلاقته بالوجود من حوله هو قانون المادة

وبما ان الانسان يعيش في جزئية من هذا الكون اسمها الطبيعة اذ  ان الطبيعة تتشكل من الكرة الارضية ومحيطها  من المجال الجوي  والجاذبية التابعة لها فان القوانين المادية اللتي تحكم الطبيعة هي ذاتها تحكم الانسان

والقوانين المادية الطبيعية هذه نقدر ان نحصل عليها من علوم الطبيعة الا وهي الرياضيات والكيمياء والفيزياء وعلم الاحياء  وعلم الفلك والميكانيا والديناميكا وغيرها

اما العلوم الانسانية مثل علم الاجتماع وعلم النفس وعلم المنطق والفلسفة فهي علوم تدعيمية وتفسيرية وتاكيدية ونتاجية  ورابطة وتحليلية للعلوم المادية الطبيعية وهي علوم ثانوية  وليست اصلية

اما العلوم الغيبية مثل علوم الدين والمعتقدات والايدولوجيات اللاهوتية فكلها نتاج فكر الانسان فقط وهي حبيسة دماغه  ولا قيمة لها خارج دماغه فان مات صاحبها ماتت معه لانها ليست نتاج تفاعل مادي حقيقي وجودي  وهي تعبر عن عجز الدماغ عن فهم الحراك المادي  واستيعاب معادلة تفاعله في وسطه ومحيطه لسببين هما قلة قدرات الدماغ الاستيعابية والفهم وقلة المعلومة الطبيعية المادية اللتي تعطي تفسيرا لحركة المادة

وبهذا فان الانسان يرتقي  حسب سلم التطور مع الزمن من مرحلة التفكير الغيبي الى مرحلة التفكير المادي الطبيعي وينتقل من منهج الغيبية في حياته المتمثل بالدين الى منهج المادية الطبيعية المسمى بالعلمانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق