فلسفة الفهم المادي
الموت هو بداية الحلقة الثانية من مسلسل الحياة من منطلق فلسفة الوجود
والحقيقة ان العدم لا وجود له انما هو مصطلح مجازي لسيطرة العقل البشري على فهم الواقع الوجودي المحيط به وتحديد مساحة الزمان والمكان بحدود وهمية مثل الخلق كبداية والموت كنهاية كما يقسم سطح الارض لخطوط الطول وخطوط العرض ويبني عليها معلوماته الجغرافية
الوجود له حالة واحدة فقط وهي الكينونة حيث ان البداية هي استمرار لحالة نجهلها والنهاية هي بداية لمرحلة نجهلها والبداية والنهاية بالنسبة لنا ما هي اللا حدود استيعابنا ضمن قدراتنا العصبية الطبيعية كبشر
فالقرد مثلا لا يستوعب مرض الايدز فيعتبره غير موجود ولا يستوعب كيف اتى قرن الموز الى يده من موظف حديقة الحيوان فيعتبره ولد بيده
اذن الوجود مرهون بالعقل البشري واذا ما نظرنا اليه بشكل مجرد سوف نفهم بان العدم او الموت هو حالة من حالات الوجود
وهنا تسقط نظرية الخلق والاله والبداية والنهاية للحياة اذا ما فهمناها بحقيقتها على انها مادة ولا شيء غير المادة
وما نحسه وندركه ونميزه ونفهمه ونستوعبه من حولنا وبداخلنا من هذا العالم الكوني الوجودي ما هو اللا تفاعل مادي مطلق وارهاصات هذا التفاعل هي اللتي تشكل في اذهاننا التصور والخيال والمعرفة وتبني العلم والثقافة حول الاشياء
وينتج من التفاعل المتبادل ما بين الوسط المادي والانسان ككيان متحرك فاعل علاقات انتاجية تهدف لاستمرار حياة الانسان والحفاظ على وجوده ضمن اطار فلسفي يحتوي كل المتغيرات والعناصر والحركات الانية والمستقبلية وامتدادات التفاعلات السابقة
وهذا الاطار الفلسفي هو قانون الحياة والفلسفة المصاغة بشكل تراكمي تجريبي من خضم الحياة عبر زمن التفاعل ضمن هذا الاطار هي نظام الحياة
وهذا النظام يتطور ويرتقي بحياكته وارتباطاته وعلاقاته مع اجزائه ومع الانسان وعناصر المحيط برقي وعي الانسان وتفكيره وتجربة حياته وزخم تفاعله مع نفسه ومع وسطه البيئي والمادي والطبيعي والكوني
وبالرجوع لتاريخ تطور الفكر الانساني نجد ان الفكر الاولي للانسان البدائي هو فكر خرافي مبني على الغيب المطلق ثم تلاه الفكر المثالي وهو تفسير الوجود المادي تفسيرا وهميا خياليا وهي فترة ظهور الديانات واعتماد الدين كمنهج حياة ثم تلاه الفكر العلماني اي الفكر المادي اللذي يفهم المادة بحقيقتها كما هي من خلال تصرفها الوجودي بخصائصها الكيميائية والفيزيائية والحيوية والرياضية والميكانيكية وغيرها من طبائع تكوينها
وتستمر الحياة ويستمر التفاعل بين كل اجزائها ومكوناتها وعناصرها ومادتها ويستمر التغير والتطور والنمو والنشوء والتكون من حالة لاخرى ومن شكل لاخر ومن حجم لاخر ومن نمط لاخر ونظام لاخر وهكذا
اذن ما ندركه ونستوعبه كبشر ما هو اللا حلقة من مسلسل نجهل بدايته ونجهل نهايته ولذا لا يسمح لنا المنطق العلمي ان نصدر احكاما مطلقة على اي قضية تخص وجودنا
والصحيح ان ميلادنا وموتنا هما شكلان من اشكال الحياة ووجهان من وجوه الوجود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق