الاثنين، 18 يوليو 2011

العلمانية منهج الانسان المعاصر بدل الدين


العلمانية منهج الانسان المعاصر بدل الدين

 

لقد فقد الدين قدسيته في دماغ الانسان المعاصر وفقد احترامه وفقد مصداقيته ولذا فقد الالتزام به كمنهج حياة ووعاء ثقافة وفكر انساني حضاري  واجب وملزم

والسبب ان الدين كان مسلما به بانه من عند الله ذلك الملك الاعلى الذي يسكن فوق السماء

هذا وبعد تطور العلم واكتشاف انه لا يوجد سماء ولا يوجد اله فوقه يجلس على كرسي كالملك الارضي وحوله الحرس من الملائكة والمساعدين ولديه حدائق وجنائن ونار وسجون يعذب بها معارضيه والخارجين عن تعاليمه

تحول الدين عنئذ في رؤوس المفكرين والواعين والعقلاء الى خرافة ووهم موقعه رفوف مكتبة التاريخ والتراث الانساني البدائي  وقد تطور الانسان الى مراحل اعلى بكل كيانه ولم يعد بحاجة لاداة قديمة كرافعة حضارية ومنهج حياة اجتماعية  كالدين وبعد تجاوزه مرحلة بناء المجتمع وتحقيق ذاته  حضاريا  واكتسابه الخبرة والمهارة والتقنية الحياتية والعلم والمعرفة  من خلال التجربة والاكتشاف والتفكير والقياس والاستنتاج والاجتهاد والربط والمنطق والاستقراء  وتطوير قدراته الذهنية والجسدية  وملكاته ومقوماته الحياتية  اصبح لديه كافة الانظمة والقوانين والدساتير المدنية ذات الاسس العلمية المشتقة من علوم المادة والطبيعة الكونية للانسان ومحيطه والكون بشموليته واضحى الدين نقطة في بحر معرفته ونظام حياته المتنامي المتمدد المتسارع في الصعود والتطور والتغير  حسب تغير المادة الكونية وتطورها وتمددها وشموليتها وآفاق حركتها وتفاعلاتها اللانهائية واللامحدودة

الدين فكرة تصورية وهمية تعالج زمنا ثابتا ومكانا ضيقا محددا لفئة اجتماعية  ذات مواصفات خاصة بها فسيولوجيا وسيكولوجيا وبيئيا وحضاريا  حيث ان هذه الفكرة هدفها الاساسي الحفاظ على النوع والتكاثر والجنس  واستمرارية الحياة بطريقة آمنة منتظمة بعلاقة اجتماعية تعاونية على اسس اخلاقية سلوكية تضمن حق الفرد ضمن الجماعة بالتمتع بحياة آمنة  وضمان لحقوق الحياة  الطبيعية  لاصحابها

اما  في وقتنا المعاصر بالاف الثالث للميلاد فلم يعد هذا المقياس يتلاءم مع عدد سكان العالم الكبير جدا نظرا لما كان سابقا في عهد ظهور الدين كمنهج حياة ولم يعد يتفق مع منطق الانسان وينسجم مع تفكيره حيث نما دماغ الانسان وتطور كثيرا وامتلك قدرات ذهنية جديدة وعالية المستوى لم تكن موجودة لديه سابقا  كما واصبح يمتلك آليات واساليب وطرق لابتداع انظمته الحياتية وتصميم برامج في مختلف جوانب حياته تفيده  اكثر بملايين المرات  عن برامج الافكار الغيبية الدينية الخالية من اي علم او معرفة طبيعية تخص المادة ومواصفاتها ومعادلة تفاعلها مع ذاتها ومع الانسان

كما وان  الزمان قد نما وتطور وصعد سلم الرقي بكل ما يحيط بالانسان في هذا الكون وعلى سطح الارض من كائنات حية وجمادات  وحصلت تغيرات كثيرة وجذرية من شانها ان تغير نظرة الانسان للكون وتطور اسلوب معيشته وتعامله مع ذاته ومع محيطه

ومن هنا فان هذا الزخم الكبير من الحركة والتغير والتطور والتفاعل  بالتوازي مع تطور الزمن لا يقدر ان يسيطر عليه الفكر الغيبي المحدود المنحصر باسطر من الدستور الحياتي المنفصل عن كيانه المادي الحقيقي والواقعي الاصيل ولذا يجد الانسان نفسه في  حيز الفكر المادي الطبيعي  اللا نهائي الحدود والشامل لكل المتغيرات والتفاعلات والاحداث حول الانسان في المكان والزمان المتحركين بشكل دائم

هذا الفكر المادي  هو مشتق من مجموع معلومات الانسان اللتي حصدها خلال تجربته الحاتية السابقة على سطح الارض ونسميه عرفيا واصطلاحيا بالفكر العلماني

والخلاصة بان الانسان المعاصر يعتبر المنهج العلماني هو منهجه  في الحياة بدلا من منهجه السابق  الدين المشتق من الفكر الغيبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق