مفهوم الحرية والديمقراطية في الاسلام
ممارسة الحياة طبقا للشريعة الاسلامية ذات القوانين الحياتية اللتي تتلاءم مع زمان سابق ومنتهي ومكان محدد المعالم له خصوصيته وانسان بدائي متخلف
تلك الشريعة اللتي لم تصمم للانسان عموما خارج الصحراء ذات الطبيعة قليلة الامكانيات والمقومات الحياتية للاانسان المتحضر المتطور المدني الراقي ولم تصمم لتلائم بيئات حضرية مدنية وان تكون مطواعية قابلة للتمدد والمرونة والاستيعاب لمتغيرات الزمان والمكان وتطور عقلية وفسيولوجية الانسان وحيثياته الحضارية ومستجداته واهدافه واماله وطموحاته في واقعه ومستقبله
تلك الشريعة المبنية اصلا على تمجيد العدم والحياة مابعد الموت على حساب الحياة الحقيقية والمبنية على هدف الاستحواذ على السلطة والثروة الحياتية دون النظر للانسان على انه الهدف ودون اعتباره انه الثروة المركزية والعليا في الحياة
ومن هذه الابجديات الاولية لفهم الفكر الاسلامي من خلال الدخول للشريعة كقانون تشريعي تنفيذي لهذا الفكر نستخلص حقيقة وهي ان الحرية والديمقراطية كمصطلحات لقيم حضارية مستحدثة اتت تتويجا ونتاجا لمخاض حضاري للانسانية جمعاء عبر تاريخها السابق كاملا على سطح الارض ولم يكن هذا النتاج موجودا في زمان ومكان ظهور الاسلام ولم يكن اصلا مهضوما او مفهوما لعقلية الانسان المسلم في حينه كونه لم يرتقي حضاريا الى هذا المستوى من التعاطي والتفاعل مع منتج حضاري بهذا المستوى وبما ان الفكر الاسلامي بقي منغلقا على ذاته كما قلنا غير قابل للتحديث والتفاعل بمرونة زيادة ونقصانا وتغيرا نوعيا وانسجاما واندماجا وتاثيرا وتاثرا ايجابيا وتفاعلا حضاريا حقيقيا قابلا لان يكون منهج حياة حضاري في كل زمان ومكان للانسان عموما فان الاسلام كفكر ومنهج وشريعة لا يتفق بتاتا مع هذا المنتج الحضاري ولا يستوعبه ولا يتعاطى معه ولا ينسجم معه لان الابواب المنطقية الاساسية للاسلام كلها مغلقة امام اي استحداث حضاري من خارج ساحته الداخلية هذا وبما ان الحرية والديمقراطية هي منتجات من خارج ساحة الاسلام لذلك فهي مرفوضة ضمنيا وحتميا ولا مجال لتطبيقها بشكلها الحقيقي على بساط الشريعة الاسلامية اذا اعتمدت كمصدر للتشريع في الدستور للشعب والدولة واذا ما تمت صياغة القوانين الحياتية من بدن الفكر الاسلامي واعتباره مصدرا التشريع الرئيسي
ومن هنا نجد الاحزاب الاسلامية كالاخوان المسلمين والنهضة وغيرهم يصولون ويجولون في الساحات السياسية محاولين بكل جهودهم الوصول للسلطة واثبات مكانتهم على سدة الحكم واتخاذ القرار معتلين موجة الحرية المنطلقة على سطح الثورات العربية في مختلف البلدان وينادون بالحرية من اجل الخلاص من الحكم اللذي يمنعهم من تطبيق الشريعة الاسلامية كمنهج حياتي للشعب والدولة وقد اختزلو مفهوم الحرية بحدود وصول الاسلام للسلطة واعتماده منهج حياة كون المجتمع بمعظمه مسلم ومن منطلق حرية الاعتقاد يريد ان يحكم نفسه بنفسه
هذا هو مفهوم الحرية في الاسلام وفي هذا المضمون يريدون حشر الفكر العلماني المادي الطبيعي في دائرة تفكيرهم الضيقة للوصول الى اغراضهم الانانية الاسلامية المطلقة وبمعنى آخر يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية واعتبارها منهج حياة باسم الحرية المتاحة من قبل العلمانية وباسم الديمقراطية ومفهوم الدولة المدنية الحديثة اي انهم يركبون موجة الحداثة والمدنية ليعيدو عقارب الساعة للوراء ولا يريدون اللحاق بمركب التطور والحضارة الانسانية وبذل الجهد الفكري والجسدي وامتلاك ارادة الحياة والتغيير والتطور والتمدن والبناء والانتاج والعطاء والابداع واثبات الوجود وتحقيق الذات
متخلفون ويصرون على التخلف
انتهازيون نفعيون سلبيون متطفلون مستهلكون خاملون كسالى عاطلون رجعيون
نعم كل هذه الصفات الموروثة من الصحراء العربية حيث البدائية والمنقولة عن طريق الاسلام وذات تشريع مقدس الهي ضمن اطار دين الاسلام المنغلق الغير قابل للتطور ومجاراة متغيرات الحياة وغير قادر على مواكبة العصر والانسجام والاندماج مع المفاهيم والحيثيات الزمانية والمكانية للمشاركة بانتاج حضاري انساني خلاق متجدد تقدمي راقي
اقول الى اصحاب العقول الغبية المنغلقة بان الحرية قبل ان تكون مكسب هي عطاء وفعل ايجابي والديمقراطية قبل ان تكون نموذج حكم ونظام حياة هي تجربة حياة وخبرة انتاجية وعلم ومعرفة وتقنية والعدالة قبل ان تكون انظمة وتشريعات هي خلق وسلوك ورقي حضاري تصنعه عجلة الانتاج والتغيير والتطوير وتحقيق الذات بالجهد والفكر والخلق والابداع
عليكم ان تنتقلو الى مستوى التفكير العلمي المادي الخلاق وان لا تبقو تحت مستوى الغيبية الدينية في حدود التخلف والرجعية
لا تفوتو الفرصة التاريخية المتاحة لكم كي تنهضو وتثبتو ذاتكم من خلال موقعكم الوجودي على خارطة الحضارة الانسانية بجهد وفكر واقتدار وفعل ايجابي
لتنتقلو من الفكر العدمي الاسلامي الى الفكر الحياتي المادي الطبيعي
وبالتالي فان الطبيعة لا ترحم المتخلفين والتاريخ لا ينصف الرجعيين
http://www.islamstory.com/%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D8%B0%D8%A8%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81_%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%AA%D9%86_%D8%A3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86
ردحذفتعلم كيف علم المسلمين كيفيه التفكير المنطقي أيها الجاهل الحاقد