غربتي في المجتمع العربي الاسلامي
مازلت اعاني من الغربة الشديدة في وطني في المجتمع العربي الاسلامي
منذ وعيي على الحياة وجدت نفسي غريبا بعقلي وجسدي ونفسي
وكم حاولت بكل الوسائل ان اكون اليفا واشعر بالالفة والانس والاجتماعية مع من حولي فلم اقدر وليس مني السبب انما كلما اجسر هوة بيني وبين المجتمع تخلق الف هوة بدلا منها وكلما اقترب منه خطوة يبتعد عني الف خطوة للوراء وكانني بين حمير وحشية
لا يوجد لغة مشتركة ولا وسيلة تخاطب او تفاهم او تبادل للافكار والمشاعر ولا يوجد قواسم مشتركة بتاتا في الوجدان والضمير والاحساس ولا يوجد نقاط ربط او علامات تقارب
المشكلة الكبيرة انه لا يوجد اجوبة على اسئلتي كلها منذ وعيي والى هذه اللحظة ولا اقدر على فهم ابسط الامور الجارية من حولي فهما علميا دقيقا شافيا ليس غباء مني بل لان عناصر الفهم مفقودة والاغرب من هذا بان غالبية المجتمع مقتنع باجوبة ومبررات واسباب لا علاقة لها ابدا بالاحداث والتصرفات فالاحداث عشوائية والمبررات عشوائية
واخيرا لقد بات عندي قناعة ان المجتمع العربي الاسلامي يعاني من تخلف عضوي كبير وغير قادر على فهم الامور فهما علميا ماديا جدليا او فهما رياضيا وموضوعيا ولا يقدر ان ينقل افكاره للخارج او يعبر عن دواخله كما هي بحقيقتها فهو يتعامل في خطابه وتعبيره عن الاشياء بصور غير حقيقية ويعتمد الخيال والوهم والتشبيه ويبقى يدور حول الحقيقة دون اقتحامها او جسها وان طلبت منه ذلك بالحاح او اجبار تجده خرج عن جادة التمييز والادراك والسيطرة على مجرى افكاره وتصرف بشذوذ عن الفحوى وجوهر الموضوع
من يريد ان يعيش العصر الحضاري ويرتقي الى مستوى التطور البشري ويتعامل بمنطق علمي تقدمي ويندمج مع مجريات التطور بتمييز وادراك وفهم موضوعي يجد نفسه غريبا في المجتمع العربي وليس هذا فحسب بل مرفوضا ومحاربا ومضطهدا ويلاقي ظلما وتعديا وتعاملا عنصريا وكراهية وعنفا جسديا ومعنويا وفكريا ونبذا ومنعا من مزاولة حياته كانسان له حقوق في وطنه
وما دفعني لكتابة هذا المقال وجدت ان كل من يشترك معي بصفاتي الفكرية والشخصية يشعر بنفس شعوري ويلاقي نفس معاملتي ويحيى غريبا في وطنه
وقد اصبحت افكر بتشكيل تنظيم اسمه الغرباء في بلاد العرب والاسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق