الأربعاء، 6 يوليو 2011

مفهوم الحب والغريزة


 

مفهوم الحب والغريزة

 

هناك فرق كبير بين الشهوة الغريزية  والحب

الشهوة هي نزو ة جنسية ناتجة عن دافع غريزي بهدف التكاثر وحفظ النوع وهي صفة مشتركة ما بين كل الكائنات الحية  وتظهر جليا بسلوك الحيوانات ومنها الانسان كونه حيوان ذكي

اما الحب فهو  صفة خاصة بالانسان  كونه متميز عن الحيوان برقيه  وذكائه كون الحب هو لغة الفكر والوجدان مبني على الفهم والاستيعاب  والاخلاق التمييزية الراقية ويتمثل بالسلوك المتحضر للانسان  الناتج من قمة تطوره الحضاري

لذا فان الانسان المتخلف  لا يتعامل  من منطلق الحب لانه لا يعرفه

وانما يتعامل مع الجنس الاخر من منطلق الشهوة الغريزية على غرار الحيوانات ابناء جنسه

 

ويبقى الحب احساس داخلي يصعب ترجمته خطابيا  لانه يحتوي قصة حضارة الانسان باكملها لكنه يتجلى بكل معانيه اثناء اللقاء بين الجنسين الذكر والانثى

وهنا يكون الحب مشروع عطاء متبادل  من اجل الحياة  ومشروع نماء وبناء وخلق  وابداع  ورقي  وتطور واستمرارية ووجود وصيرورة وكينونة ووعي وتفاهم وسلوك  وثقافة وحضارة

 

اما الشهوة فانها ذاك الاحساس المؤقت  الباعث للرغبة في ممارسة الجنس مع الجنس الاخر ذلك الاحساس الناتج عن تاثير كيماوي وهرموني داخل جسم الانسان بفعل مورثات طبيعية وتراكيب عضوية  ذات تاثير لا ارادي  وجدت في جسد الكائن الحي طبيعيا منذ بداية الحياة  لغرض التكاثر وحفظ النوع وبعد انتهاء اللقاء الجنسي الهادف لزرع بذرة التكاثر في رحم الانثى ينتهي كل شيء ويتبدد ذلك الشعور الوقتي  ويذهب كل الى حاله وكان شيئا لم يحصل وهذا ما يحصل من علاقات  بين الذكور والاناث في الغابة بين الحيوانات

علاقات لا تعدو كونها عابرة مارقة  تكونت بوقتها وانتهت بوقتها ولا تشكل  سببا في بناء مجتمع  متحضر   يمتلك اخلاقيات الترابط  والتفاهم والانسجام والتعاون والعمل المشترك من اجل الحياة واستمراريتها ونموها وتطورها لغرض رفاهية المجتمع وسعادته

 

ولكن الانسان بذكائه ورقيه يقدر ان يستغل هذه  الميزة الطبيعية  اللتي يمتلكها  ويحولها من مجرد غريزة حيوانية  الى حب  يمتاز به الانسان المتحضر الراقي من اجل خلق حياة  الرفاهية والرخاء والسعادة  والهناء للانسانية

ان هذا الحب من اهم نواقص المجتمع المتخلف  وكون العرب هم مجتمع متخلف اتمنى ان يقدرو على صنع الحب بينهم مكان الغرائز الحيوانية  اللتي تحكم سلوكهم الاجتماعي ما بين الذكور والاناث في الاسرة وفي الشارع والحياة العامة والخاصة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق