الاثنين، 16 مايو 2011

الايمان بالدين مجرد غريزة


الايمان بالدين مجرد غريزة

 

الجنس غريزة

الاكل غريزة

النوم غريزة

العدوانية غريزة

هل الايمان بالدين والغيبيات غريزة ؟

 

للاجابة على هذا السؤال يلزم توضيح معنى الغريزة :

الغريزة هي حالة بيولوجية تحصل داخل جسم الانسان بفعل افرازات هرمونية وعناصر كيماوية من الجهاز العصبي ومن اعضاء مختلفة في الجسم باوامر عصبية من الدماغ مثل اعضاء الجهاز التناسلي كما في غريزة الجنس واعضاء الجهاز الهضمي كما في غريزة الاكل  وكافة الاعضاء اللتي تتعلق بحالة النوم كالقلب والرئتين والعضلات والكبد  كما في غريزة النوم واعضاء الجهاز العضلي والدورة الدموية والجهاز التنفسي كما في  غريزة العدوانية

 الحالة البيولوجية اللتي تسبب ظواهر الغريزة من خلال سلوك الفرد  هي حالة طبيعية وراثية  لها قابيلة التاثر بالبيئة المعيشية المحيطة بالانسان 

فهناك عوامل بيئية ومعيشية تؤدي الى زيادة شدة الغريزة او تخفيفها  او تغيير بعض جوانبها او تهذيبها  او الحط من مستواها  وذلك يتبع مستوى المعيشة والبيئة نفسها

فنجد مثلا عناصر الطبيعة من هواء وشمس واشجار ومياه ومناظر طبيعية وتغيرات طبوغرافية وتقلبات المناخ وعناصر الطقس من حرارة ورطوبة  كل هذه تؤثر على الغرائز  منها سلبا ومنها ايجابا وهناك عنصر مهم جدا يؤثر على الغرائز هو الغذاء ومايدخل جسم الانسان من عناصر طبيعية   وينحصر تاثير البيئة والغذاء واسلوب المعيشة  في قوة الغريزة او ضعفها  وسرعة  ادائها ونوعية انتاجها  ونسبة طغيانها على سلوك الانسان وتحكمها بسلوكه وردة فعله اتجاه الوسط المحيط  والمؤثرات الخارجية

يبقى كيفية ضبط هذه الغرائز والتحكم بها  يتم فقط من خلال الدماغ  ومفتاح برنامج الضبط العصبي لعمل الغرائز موجود في الطبقة السنجابية الخارجية للدماغ وهي منطقة الوعي الحسي والادراك والفهم والاستيعاب والتمييز والتقدير والمنطق

هذه القدرات  العصبية تعمل كلها ضمن منظومة  واحدة وهي منظومة الافكار الناتجة عن التعلم والوعي والمعرفة

اذن اصبح لدينا ضرورة التعلم والوعي والمعرفة  لكي نقدر ان نمسك بمفتاح برنامج الضبط للغرائز اللتي نمتلكها عضويا  وموروثة في اجسادنا طبيعيا   وبعد ان نمسك بهذا المفتاح علينا ان نحكم قبضتنا عليه  ونتمسك  به بتاكيد واحتراز وشدة كي لا يضيع منا او يفلت لان ضياعه يفتت الشخصية ويدمرها ويؤدي للهلاك  كون الطريق اللذي ندخله حاملين المفتاح لا يمكن الرجوع به فهو في اتجاه واحد وعلينا ان نكمل الطريق لاخره هكذا هو جسم الانسان مصمم طبيعيا

ومن اجل هذا الامر الخطير  نقوم بعد امتلاك العلم والمعرفة والوعي  على تمرين الدماغ باستمرار لخلق قدرات جديدة  مساندة لقدرات الوعي الموجودة اصلا ولتفعيل القدرات الموجودة والغير عاملة ولزيادة كفاءة القدرات عموما وتضخيم طاقتها الانتاجية  وتحديثها وتحديث البرنامج الفكري المصاحب لها وهذا كله يتلخص من الناحية العضوية بتخليق خلايا عصبية جديدة وتشعبات عصبية جديدة وزيادة حجم الخلايا العصبية الموجودة وزيادة كتلتها ورفع مستوى كفاءتها وتتم العملية  بتدريبات رياضية ذهنية كالعاب التركيز مثلا  والفوازير  واسئلة الحث المنطقي والقراءة والاستعلام والتعلم والبحث عن المعرفة بكل الوسائل واكتسابها وممارسة الحياة والتفاعل مع كل جوانبها واشكالها وتجريبها واقتحامها  والتفاعل الاجتماعي والتفاعل البيئي مع عناصر الطبيعة ومكوناتها والتفاعل مع الذات  اضافة الى مصاحبة البرنامج الفكري مع برنامج غذائي بتحديد نوعية الغذاء المطلوب وكميته واسلوب تناوله وبرنامج المعيشة اليومي من نوم  وعمل ونقاهة ورياضة جسدية خاصة متوافقة مع البرنامج الرياضي الذهني

نختصر الموضوع  باداتين لازمتين لامتلاك  مفتاح البرنامج المتحكم بالغرائز  هي منظومة العلم والمعرفة والوعي وتاهيل الانسان عصبيا ونفسيا وجسديا برفع مستوى قدراته  وهذا  لكي نضبطها فنزيد من قوتها او نقلل ونرفع من كفاءتها او نخفض ونحسن من مستوى ادائها  او العكس وهكذا

 

بعد هذا السرد حول الغرائز نجيب على السؤال  حول الايمان والاجابة هي ان معظم الدراسات حول هذا الموضوع اثبتت بان الايمان هو غريزة  وهي تنتقل بالوراثة حيث تم فرز جينات وراثية خاصة بها  وتم التعرف عليها  وتشخيصها  ووجد ان هناك امكانية لثبيط عمل هذه الجينات اي اخمادها لكي تختفي غريزة الايمان او تفعيلها لكي ترفع قوة غريزة الايمان  وتبعا لوجود هذه الجينات في خلايا جسم الانسان وتتركز معظمها في خلايا الدماغ والاعصاب والقلب  وجد كيماويات وهرمونات خاصة بغريزة الايمان  تختلف تركيزاتها بين جسم وآخر حسب قوة الغريزة وضعفها  كما وجد بان هناك ظروف بيئية ومعيشية ومؤثرات عضوية وطبيعية  ومؤثرات فكرية وعصبية ونفسية كلها لها تاثير مباشر على غريزة الايمان سلبا وايجابا وتم ملاحظة ان غريزة الايمان  وغريزة العدوانية متشابهتان تماما من حيث شكل الجينات ونشاطها ومن حيث تطابق الكيماويات الخاصة بكل غريزة فهرمون الادرينالين مثلا يزداد تركيزه بالدم  في  حالة العدوانية وفي حالة ممارسة الطقوس الايمانية بنفس النسبة  زيادة عدد ضربات القلب مثلا تتم في حالة العدوانية وفي حالة  الهيام الايماني وهكذا

 

الغاية من هذا البحث  هو عندما اصبح الارهاب العالمي  والفقر والجهل والتخلف بكل اشكاله والامراض الاجتماعية والمآسي الانسانية  كلها نتاج غريزتي الايمان والعدوانية وهما غريزتين  بدائيتين  كانتا تلزمان الانسان الاول  للحفاظ على وجوده ونوعه ضد تحديات الطبيعة لقلة قدراته  وخبراته الحياتية وقلة علمه ومعرفته وبعدما تطور الانسان وامتلك القدرات التاهيلية الحضارية وامتلك الخبرة والعلم والمعرفة واكتسب المهارة في كيفية الحفاظ على نوعه وادراة حياته بامن وسلام وسيطرة تامة اصبح ليس بحاجة لهاتين الغريزتين  وعليه  فيجب ان يتخلص منهما كل انسان  كما يتخلص من الثوب العتيق  او الطعام العفن  السام

هذه مقدمة فقط في موضوع كبير وله جوانب كثيرة وتفصيلات من الصعب حصرها هنا ولكنني بهذه المقدمة البسيطة لعلي اوصلت الفكرة المطلوبة والبقية على المهتم بهذا الامر ان يبحث ويزداد علما ومعرفة بطريقته      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق