الاثنين، 16 مايو 2011

الخوف سببه الجهل


الخوف سببه الجهل

 

من طبيعة الانسان عموما انه يخاف من المجهول  بتجربة بسيطة جدا حاول ان تلبس قناعا اسودا وتنظر الى نفسك بالمرآة  سوف تشعر بالخوف والرهبة لاول وهلة  وتعمل تلقائيا الى التاكد من هوية المنظور فتتحسس وجهك المقنع وتمد اصابع يدك تحت القناع لتتاكد من هويتك وتتعرف من جديد  على الكيان اللذي امامك  وبعد ان تطمئن بان هذا الكيان المجهول الجديد المنظور هو انت وتعرفه جيدا يتبدد الخوف وتتعامل مع صورتك بشكل اعتيادي  مالوف وقياسا على ذلك كل شيء بالحياة يصادفك ركز ولاحظ ردة فعلك اتجاه اي شيء جديد مجهول بالنسبة لك  ستشعر بالخوف منه حتى لو انه صرصور  ولذا فان الانسان البدائي كونه لا يعرف عناصر الحياة المحيطة به من مكونات مادية  وكائنات حية وظواهر طبيعية  بسبب قلة تجربته الحياتية وقلة معلوماته ومعرفته فانه من منطلق الغريزة الطبيعية المخزنة في جيناته الوراثية الا وهي الخوف الاحترازي من المجهول للحفاظ على حياته من خطر الاندثار والفناء كان يخاف من كل شيء يصادفه فيرسم حوله في مخيلته اشكالا وصورا مرعبة  ويمنحها القدسية  وهالة من الاحترام  فخوفه من الرعد  والعواصف والنار والبحر والزلازل  سببه جهلها علميا ومعرفيا مما دفعه لان يقدسها ويعتبرها  ظواهر الهية غيبية  فعبد النار واعتبرها اله وعبد الشمس واعتبرها اله  لالاف من السنين الى ان تطور ونمى وعيه وادراكه وتراكمت معرفته وعلمه من خلال تجربته الحياتية عبر تاريخ وجوده وتفاعله مع الطبيعة والكون المادي المحيط به  حتى اخذ يتعامل مع هذه المقدسات المرعبة المخيفة المجهولة  بالفة وبشكل عادي طبيعي دون خوف   فالنار والشمس لم تعد الهة مخيفة مرعبة تقدم لها القرابين  وتقام لها الطقوس  ولذا فان الديانات كلها وآخرها هي الديانة الاسلامية  ناتجة من خلال هذا المنظور والسياق  فرب الاسلام  هو كيان مجهول معنوي ليس كائن مادي معلوم  ولذا يخاف منه من يؤمن بوجوده كونه لا يعرفه بادراكه وحسه وتمييزه ضمن حدود وعيه ككائن مادي حي وضمن  مركباته العضوية  في جهازه العصبي وقدرته على التحليل المنطقي والفهم والاستيعاب  والله هو   كيان مجسم يحتوي كل مجهول خارج اطار المادة المعروفة  المعلومة  وكل مجهول يركن في اطاره ولذا فان ما يدخل في حيز الايمان به هو مخيف للانسان   فجهنم مخيفة مثلا لانها غير معروفة  فهي مجهولة المكان والشكل والكيفية  والجن مخيف كونه ليس كيانا ماديا معروفا يمكن ادراكه حسيا وهكذا والخوف من المجهول يؤدي الى احباط فكري وخوف من الحياة وتراجع وانهزامية لدى الانسان ويؤدي الى تخلف المستوى الحياتي المادي وتراجعه مما ينعكس سلبا على حياة الانسان عموما ويظهر ذلك من خلال المرض والفقر وقلة الانتاج  ومعاناته واستغلال القوي للضعيف والتعديات على الحقوق والاستحواذ على الثروة والتسلط  وهذا ما يفسر  المظاهر الحياتية الرجعية في الاوساط الدينية  لذلك العلم والمعرفة  وتجربة الحياة وممارستها كلها تؤدي الى الفة الكون والطبيعة والمادة  فيعمد الانسان الى تطويع المادة وترويض الطبيعة لغرض تطوره ونمو قدراته لغاية سعادته ورفاهه ورخائه  وتغيير واقعه دائما نحو الافضل  وحينها يكون قد ادى  رسالته بالحياة بشكلها الكامل والصحيح الا وهي بناء حضارة انسانية  راقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق