الخميس، 19 مايو 2011

الشباب العربي والانترنت


الشباب العربي والانترنت

بعد ان قامت الثورة في تونس مباشرة وما تلاها من ثورات بدأت فتاوي مشايخ المسلمين واقوال المتدينين الاسلاميين تكثر وتنتشر ويتناقلها العامة اذ تصب نقمتها على الانترنت والفيس بوك باصدار الفتاوي حولها محملة مسؤولية هذه الثورات لها ومن منطلق ان هذه الثورات حرام ومن فعل الشيطان وتمرد على ارادة الله وخروج عن نصوصه الشرعية وسعي لاغضابه كونها لم تخرج لمرضاته وتنتهج بنهجه الجهادي لرفع رايته فالثورات العربية كلها حسب زعمهم من تخطيط شياطين العلمانية الصليبية لخدمة غاياتهم وتحقيق مآربهم وكسر شوكة الاسلام وقد جمعت بعضا من هذه الفتاوي والاقاويل وهذه امثلة :
الانترنت مكروه
الانترنت حرام
الفيس بوك ساحة للشيطان
الفيس بوك طريق الى النار
الانترنت فيه ما يغضب الله
الانترنت فسق وفجور وزنا ومنكر
مستخدم الفيس بوك لا تقبل صلاته
الانترنت يفسد الوضوء
المراة اللتي تستخدم الفيس بوك لا تحل لزوجها
العلاقات الاجتماعية من خلال الفيس بوك تؤدي للحرام
علاقات الفيس بوك نوع من الزنى
الزاني والزانية في النار والانترنت طريقهما
والكثير الكثير من هكذا فتاوى واقاويل
وبناء على هذه الموجة من السخط الاسلامي على الانترنت والفيس بوك تحديدا انخفض عدد مشتركي الانترنت وانحسر استخدام المواقع العلمية والمواقع الجادة المفيدة واصبح الاتجاه نحو استخدام المواقع الجهادية والدعوية الاسلامية واصبحت تظهر مشاكل اجتماعية وصلت الى جرائم القتل وكان آخرها قبل شهر حيث قتلت فتاة جامعية على يد عمها واقاربها بتهمة علاقة حب عبر الفيس بوك مع زميل لها في الجامعة واصبحت النساء والبنات الطبقة الاكثر تعرضا للعنف الاسري والاجتماعي جراء استخدامهن للانترنت اضافة الى العنف الموجه للشباب الذكور وحرمانهم من مزوالة نشاطهم بحرية على صفحات الانترنت وتشديد الرقابة عليهم اسريا واجتماعيا وحتى من المدراس والجامعات اضافة الى ممارسة العنف ضدهم جسديا ونفسيا وفكريا من قبل ذويهم لمنعهم من التعاطي بالانترنت وكان آخرها قبل بضعة ايام تعرض شاب 16 سنة الى الضرب المبرح من قبل ابيه واخوته الاكبر منه وحاليا موجود بالمستشفى للعلاج وحالته متوسطة وكان ذلك بسبب استعماله للفيس بوك في علاقات اباحية حسب زعمهم
وقد اصبح توجه اجتماعي عام عرفي بان الانترنت مباح فقط لخدمة الدين الاسلامي في التعرف على الدين والاستزادة منه بقصد الايمان وزيادة المعرفة والقليل من الثقافة الاجتماعية الاسلامية بشروط معقدة تلزم المستخدم بمواقع موثوقة اسلاميا واجتماعيا

ما يحصل هو انحدار اخلاقي ثقافي وتدمير لعقلية شبابية ناهضة واغلاق الطرق امام اي حركة تحررية نهضوية اضافة لتحطيم النسيج الاجتماعي وخلق ثقافة الرعب والارهاب والظلم والاستبداد والنتيجة هي الحصول على ذريعة قوية للابقاء على الانظمة الفاسدة مشرعة سياطها على ظهور مجتمع غير مؤهل للاستقلال ونيل الحرية وقيادة نفسه بديمقراطية وتطبيق العدالة الاجتماعية والنهوض بمختلف الجوانب الحياتية
واصبح من البديهي بان من يقوم وارء هذه الحملات الدعائية ضد الانترنت كونه من اسباب التمرد والثورة هي الانظمة اللتي تنتظر الدور على طريق الثورة والتغيير كالانظمة الخليجية في السعودية وغيرها وهي من تمول هذه الحملات الدعائية وتنشر جيوشا من الجهلة الاسلاميين المرتزقة والخونة والمتسلقين والمتخلفين والساقطين والتابعين والموالين والمنتفعين والامعة والسذج والبسطاء والاميين والاغبياء والخائبين والفاشلين والعاطلين والقاعدين والكثير ممن يجدون انفسهم محققين لوجودهم على حساب تدمير كيان مجتمعهم وتحطيم حلم التطور والرقي والرفاه والتحرر

ارتأيت من خلال هذا الموضوع ان الفت نظر المثقفين والشباب عموما والكبار العقلاء والاحرار والشرفاء الى هذه الظاهرة الخطيرة اللتي تعم المجتمع العربي في كل مكان وان يعملو على حسرها ومقاومتها ووقفها وتجفيف منابعها وذلك من خلال التركيز في نشر الوعي حول الانترنت واستخداماته وطرقها واساليبها ونشر ثقافة توجه جدي في الاستفادة الجادة باقصى طاقة من استعمال الانترنت استعمالا حضاريا مفيدا ومنهجا وايجابيا وانتاجيا وبناء يساهم في تطور الانسان ورقيه وصنع حياة افضل ومجتمع متحرر ديمقراطي تقدمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق