الثلاثاء، 17 مايو 2011

الله ليس موجود


الله غير موجود

 

يوجد نظرية في المنطق منذ بداية التاريخ الانساني الا وهي : التاكيد على الوجود من خارج الوجود يعني عدم الوجود

 وهذه النظرية تنطبق على حالة عدم وجود الله

فاذا اخذنا مثال الدين الاسلامي  كيف انه بكل ادبياته  وطقوسه واياته وافكاره واقواله وخطابه يؤكد مرارا وتكرارا وبالحاح وتشديد ومبالغة  على وجود الله وصدق الله وصفات الله فنسمع في الاذان كل يوم خمس مرات  نداء الله اكبر  وهذه الجملة  تؤكد بوجود الله تاكيدا جازما كونه هو الاكبر من كل الوجود ونداء لا اله اللا الله فلو كان موجودا لما كان بحاجة للتاكيد على وحدانية وجوده ونسمع بعد قراءة القران كلمة صدق الله العظيم وهذه تعطي صفة الصدق لله على انه موجود ويقدر ان يتكلم  ويصدق ولو ان الله موجود حقيقة لما ادعى الصدق ولم نكن بحاجة كي نقول صدق الله لان وجوده لا يترك مجالا للشكل بصدقه حينها  وبالتالي لسنا بحاجة لتاكيد صدقه اللا اذا كان وجوده ادعاء من خارج وجوده وهذا الادعاء يؤكد على وجوده لانه اصلا ليس موجود وقول الله العظيم  هو تاكيد على عظمة الله  والمنطق يشير الى سؤال بديهي هو ان كان الله موجود اليس وجوده كاف بابراز عظمته من خلال فعله ؟ وان كان موجود وياتي امر التعظيم من خارجه  هذا يعني انه ليس عظيم بالاستناد الى نظرية المنطق في البداية  اصبح وجوده او عدم وجوده سيان  واذا ما اخذت الجملة كلها في سياق منطق واحد  وهي صدق الله العظيم  ووضعناها في ميزان المنطق سوف نخلص الى نتيجة ان الله ليس موجود لان الجملة مفادها التاكيد على وجود شيء هو عاجز عن تاكيد وجوده كمثال الشمس فالشمس هي من تؤكد وجودها للانسان  دون الحاجة لجهة خارجة عن وجودها لتاكيد وجودها فهناك دلائل مادية ملموسة ومحسوسة ومدركة ومميزة تدل على وجودها وتؤكد وجودها وبما انها موجودة يقينيا اصبح ليست  بحاجة كي نخرج كل يوم صباحا ونصرخ بمكبرات الصوت للعالم قائلين قسما لقد طلعت الشمس وهذه الاشعة هي اشعة الشمس وهذه الحرارة هي حراة الشمس  وان الشمس واحدة  ولا شمس اللا الشمس والشمس هي الاكبر وهي الاعظم وهي الاقوى والجبارة والحارقة وهذه الصورة الدائرية الذهبية المعلقة بالافق من الشرق هي الشمس وهلم جرى 

وعندما نتخيل ان الشمس ليست موجودة حقيقة سوف نحتاج الى تاكيد وجودها  من خلال هذه الخطاب الطويل ان كان في غايتنا ذلك لتوصيل الانسان لقناعة  نريدها نحن وتخدم غايتنا

وبالقياس من هذا المثال على حالة الله نخلص الى نتيجة هي حتما الله ليس موجود

وهو مجرد  فكرة وهمية مصطنعة في رؤوس قادة متنورين حكماء اذكياء متميزين عن العامة  اذ بدات فكرة الله كاطار فلسفي حياتي غيبي لمساعدة الانسان وجدانيا  وخلق حالة توازن وجداني وعاطفي وفكري لديه لمواصلة حياته في خضم التحديات اللتي تواجهه في ظل قلة المعرفة والخبرة الحياتية ومؤهلاته للسيطرة على محيطه المادي  وخلق حياة تناسبه وتحقق له مآربه وغاياته وسعادته ورفاهه وامنه وضمان بقائه واستمرار حياته

وتشكلت الديانات على صفحة الحضارة الانسانية في بداية تكوينها وانتقال الانسان من البدائية الى المدنية  حيث اخذ يبتعد عن  الفلسفة الغيبية ويقترب من الفلسفة الوجودية اللتي تعتمد المادة في التعرف عليها وتطويعها   وفي ظل هذا الانتقال ظهرت علاقات الانتاج ووسائط الانتاج الجماعية وتشكلت المجتمعات المدنية وتحولت الثروات من فردية الى جماعية توزع الى الافراد بنظام اقتصادي ضمن علاقات تحددها القيم والاخلاق فتحولت الفلسفة الغيبية بقيادة الدين الى استغلال المرحلة وتحول الدين من فلسفة حياة  كانت لصالح الانسان  ولسعادته وامنه وتقدمه الى استغلال الانسان وظلمه واسعباده والتسلط عليه ومصادرة ثروته وحقه بالحياة وهذا ما حصل بالديانات الابراهيمية اليهودية والمسيحية والاسلام

وبالعودة الى خلاصة الموضوع وهو حتمية عدم وجود الله

نقول باننا  كبشر في عصر المدنية  والعلم والتقنية الحياتية الراقية اصبحنا مؤهلين ونمتلك القدرات الكافية والعلم والمعرفة وتقنية الحياة  مما يجعلنا نشق طريق حياتنا بانفسنا دون الاعتماد على قوة  من خارج   اطار المادة اي دون الاعتماد على الله سواء موجود او غير موجود  فنحن قادرون ان نصنع حياتنا بالطريقة المناسبة والافضل وان نضع القوانين اللازمة لتنظيم علاقاتنا ونظم الحياة الصحيحة والايجابية والفاعلة  والحضارية بكل تحخصصاتها وجوانبها

هذا ومع التاكيد بعدم وجود الله وعلى فرض انه موجود نقول له  شكرا على خدماتك  ولم نعد نحتاج لها اتركنا وشاننا  باستقلاليتنا ونحن من نسير حياتنا

واخيرا نقول لا اله والحياة مادة  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق