السبت، 7 مايو 2011

سبب الارهاب الاسلامي


سبب الارهاب الاسلامي

 

هل تعلم عزيزي ان كلمة الشيطان في التاريخ البدائي للانسان اصلها كانت تطلق على العالم  اللذي يدعي علم الطبيعة  وليس علم الله

فمثلا عالم الرياضيات اسمه الشيطان وعالم الطب الشيطان وهكذا

وعلم الدين والروحانيات من الله اسمه علم السماء وكان سابقا العلم له اسمين حسب مصدره العلم الطبيعي اسمه علم الارض وصاحبه اسمه الشيطان

وعلم السماء وهو  علم اللاهوت وصاحبه الله

وكانت الحرب بين الشيطان والله على اوجها قديما حيث ان علم السماء او الغيبيات اكبر من علم الارض اي الماديات

ولهذا فان الشيطان ملعون ومكروه عند الله لغاية اليوم

اما ابليس هو ملاك مبعوث من الله للارض لمحاربة الشيطان وهدايته وثنيه عن علمه وفلسفته واعطائه العلم الصحيح المطلق من الله وعندما جلس مع الشيطان واطلعه على علم الطبيعة والمادة آمن ابليس بقوله وكفر بالله وعلمه  واصبح ملعونا ومكروها مع الشيطان

وبالرجوع للديانات القديمة كعبادة النار والشمس  والحجر وغيرها نجد ان هناك شيء مشترك بينها وهو فلسفة المعرفة لدى الانسان وتقسم المعرفة بهذه الفلسفة الى قسمين قسم سماوي  وهو العلم الغيبي وعالمه هو الله وقسم ارضي مادي وهو العلم الطبيعي المادي وعالمه هو الشيطان وكان معروف ان الله يسكن فوق السماء والشيطان يسكن في الارض وابليس كونه ملاك كان يمثل همزة الوصل ما بين السماء والارض فتارة يميل للسماء وتارة يميل للارض وكان هذا تبعا لحضارة الشعب في ظرفيته الزمانية والمكانية ووضعه الاقتصادي والمعيشي ومستوى الرفاهية والتقدم العمراني

فكلما ارتقى مستوى الحياة مال ابليس الى الارض وكلما تراجع مستوى الحياة وعم الفقر والتخلف مال ابليس الى السماء

ولذا نجد ان بعض الديانات تقدس ابليس وترفع مكانته الى مستوى الله وبعض الديانات  تقدس الشيطان وتعتبره اقوى من الله  وبعض الديانات كانت تدور  فلسفتها حول الصراع القائم الازلي ما بين الشيطان وما بين الله  فعندما يغل الزرع ويكثر الخير في الارض يصلون للشيطان ويعتبرون الشيطان انتصر وعندما تكثر الحروب وتشح الارض وتجدب ويحل الفقر يعتبرون الله قد انتصر لان الله باعتبارهم كان ياخذ غلتهم وخيراتهم عند هزيمة الشيطان  كي يطعم به جماعته من الملائكة والموالين مخلوقات السماء وكان بتخيلهم بان هناك عالم آخر ومجتمع اسمه الملائكة رجالهم جبارين عمالقة ونساؤهم حوريات جميلات وابناءهم غلمان جميلون ورشيقون ولهم اجنحة يطيرون بها وهذا العالم يعيش فوق السماء وملكه اسمه الله  وبعض الديانات لدى الهنود كانت تتخذ الشيطان هو ملك الارض مقابل الله ملك السماء وكان الناس يكنون الولاء التام للشيطان

ويعتبر عيد المساخر في الديانة اليهودية هو تقليد ماخوذ من الديانات الوثنية القديمة  وكان هذا العيد هو يوم لقاء الناس بربهم الشيطان واعلان ولائهم له وتاكيد هذا الولاء وكانو يحتفلون  بهذا اليوم مظهرين كل انواع الرفاه من طعام وشراب ورخاء وبذخ وموسيقى وغناء ليعطو انطباعا عن مدى تقدمهم وسعادتهم ورفاههم نتيجة فعل الشيطان ملكهم الارضي واللذي يستقي علمه ومعرفته من الطبيعة والمادة وكانو يلبسون لباسا يشبه لباس الشيطان

وقد تحول مع التاريخ عيد المساخر الى اشكال اخرى واصبح عيدا عالميا يعبر عن الفرح والانبساط والبذخ والحرية والانطلاق ويوم يجد به الانسان نفسه غير مقيد بقوانين السماء حيث ان الانسان تحكمه قوانين الارض من فعل الشيطان

من هذه الحقائق التاريخية والفكرية  نستدل بالمنطق الجدلي  بان الدين مجرد فلسفة حياة في ظل قلة المعرفة للانسان عن المادة المحيطة به وعن الطبيعة اللتي يعيش عليها وقلة  تجربته وخبرته الحياتية  وقلة مهارته  ومؤهلاته وقدراته على الاكتشاف والابتكار والابداع من اجل تطوير حياته وتحقيق الرفاهية له والسعادة والحفاظ على جنسه وتواصل حياته  بافضل شكل وضمن هذا المفهوم  فان الله والشيطان وابليس والملائكة وغيرها من عناصر هذه الفلسفة ما هي اللا صور وهمية اخترعها الانسان البدائي لتشكيل فلسفة الدين حولها فكان الله هو العمود الفقري اللذي تبنى عليه فلسفة الدين في الديانات الابراهيمية  اليهودية والمسيحية والاسلام وباقي العناصر المستوحاة من الديانات السابقة لها كالشيطان وابليس والملائكة  تم تغيير اماكنها داخل مساحة الدين وتغيير رمزيتها بالشكل اللذي يخدم غاية الدين الجديد وقد ركزت الديانات الابراهيمية على هدف الاستحواذ على السلطة والثروة  وذلك عكس كل الديانات السابقة حيث ان الانسان كان ملكه الشيطان وفي صراع دائم مع الله فقد كان الله كونه لا يملك فوق السماء زرعا ولا ارضا تنبت ولا حيوانات ولا مصادر اكل وشرب  فقد كان يغير على الارض ويصادر خيراتها  ليطعم به رعيته وكان الشيطان في حرب مع الله للحفاظ على خيرات الارض للانسان

انحازت الديانات الابراهيمية مع الله وعملت على نصرته  كي تصادر خيرات الارض لصالحه ولكن الفلسفة عند الديانة اليهودية كانت اساسا هي ان الكهنة اليهود وهم نفر قليل كان يدعي بانهم  هبطو من السماء كونهم من شعب الله المختار فمنهم من كان يدعي انه ابن الله ومنهم اخ الله ومنهم ابن عمه ومنهم وزير الله ومنهم من حرس الله وغيرهم وقد كان يركزون نشاطهم على البسطاء والسذج والفقراء والطبقة الكادحة   باسم الاخلاق والقيم والمثل وادعاء الحكمة والمعرفة والتظاهر بالمعجزات والاعمال الخارقة لاعطاء انطباع للعامة بانهم قوم حقيقة من السماء من عند الله يمتلكون قوة جبارة  وكان هدفهم بهذا لزرع الرعب والخوف والرهبة في قلوب الناس من اجل السيطرة عليهم وابتزازهم

وانتقلت هذه الفلسفة وتطورت حسب  تطور الزمن والظروف الواقعية بذات المضمون والفحوى من خلال الديانة المسيحية والاسلام  وهذا ما يفسر اتباع اسلوب الارهاب بالديانات الابراهيمية دونا عن الديانات الاخرى اللتي عرفتها البشرية عبر تاريخها وعددها المعروف  يزيد عن ثلاثمئة ديانة  

الديانات الابراهيمية هي الوحيدة اللتي تحض على قتل الانسان واغتصاب حقوقه الحياتية ومصادرة ثروته وانتاجه واحتلال ارضه وحرمانه من ممارسة حياته وتعمل على تحقيره وسجنه واستعباده واذلاله وكل ما من شانه  للبقاء على السلطة والثروة بايدي قلة من الناس يعتبرون انفسهم من شعب الله  ومن ولاته وممثلون عنه

وما زال الدين الاسلامي الى يومنا هذا يمارس هذه الفلسفة الحياتية انطلاقا  من هذا السياق التاريخي لاسباب الارهاب والتسلط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق