سبب الارهاب الاسلامي
هل تعلم عزيزي ان كلمة الشيطان في التاريخ البدائي للانسان اصلها كانت تطلق على العالم اللذي يدعي علم الطبيعة وليس علم الله
فمثلا عالم الرياضيات اسمه الشيطان وعالم الطب الشيطان وهكذا
وعلم الدين والروحانيات من الله اسمه علم السماء وكان سابقا العلم له اسمين حسب مصدره العلم الطبيعي اسمه علم الارض وصاحبه اسمه الشيطان
وعلم السماء وهو علم اللاهوت وصاحبه الله
وكانت الحرب بين الشيطان والله على اوجها قديما حيث ان علم السماء او الغيبيات اكبر من علم الارض اي الماديات
ولهذا فان الشيطان ملعون ومكروه عند الله لغاية اليوم
اما ابليس هو ملاك مبعوث من الله للارض لمحاربة الشيطان وهدايته وثنيه عن علمه وفلسفته واعطائه العلم الصحيح المطلق من الله وعندما جلس مع الشيطان واطلعه على علم الطبيعة والمادة آمن ابليس بقوله وكفر بالله وعلمه واصبح ملعونا ومكروها مع الشيطان
وبالرجوع للديانات القديمة كعبادة النار والشمس والحجر وغيرها نجد ان هناك شيء مشترك بينها وهو فلسفة المعرفة لدى الانسان وتقسم المعرفة بهذه الفلسفة الى قسمين قسم سماوي وهو العلم الغيبي وعالمه هو الله وقسم ارضي مادي وهو العلم الطبيعي المادي وعالمه هو الشيطان وكان معروف ان الله يسكن فوق السماء والشيطان يسكن في الارض وابليس كونه ملاك كان يمثل همزة الوصل ما بين السماء والارض فتارة يميل للسماء وتارة يميل للارض وكان هذا تبعا لحضارة الشعب في ظرفيته الزمانية والمكانية ووضعه الاقتصادي والمعيشي ومستوى الرفاهية والتقدم العمراني
فكلما ارتقى مستوى الحياة مال ابليس الى الارض وكلما تراجع مستوى الحياة وعم الفقر والتخلف مال ابليس الى السماء
ولذا نجد ان بعض الديانات تقدس ابليس وترفع مكانته الى مستوى الله وبعض الديانات تقدس الشيطان وتعتبره اقوى من الله وبعض الديانات كانت تدور فلسفتها حول الصراع القائم الازلي ما بين الشيطان وما بين الله فعندما يغل الزرع ويكثر الخير في الارض يصلون للشيطان ويعتبرون الشيطان انتصر وعندما تكثر الحروب وتشح الارض وتجدب ويحل الفقر يعتبرون الله قد انتصر لان الله باعتبارهم كان ياخذ غلتهم وخيراتهم عند هزيمة الشيطان كي يطعم به جماعته من الملائكة والموالين مخلوقات السماء وكان بتخيلهم بان هناك عالم آخر ومجتمع اسمه الملائكة رجالهم جبارين عمالقة ونساؤهم حوريات جميلات وابناءهم غلمان جميلون ورشيقون ولهم اجنحة يطيرون بها وهذا العالم يعيش فوق السماء وملكه اسمه الله وبعض الديانات لدى الهنود كانت تتخذ الشيطان هو ملك الارض مقابل الله ملك السماء وكان الناس يكنون الولاء التام للشيطان
ويعتبر عيد المساخر في الديانة اليهودية هو تقليد ماخوذ من الديانات الوثنية القديمة وكان هذا العيد هو يوم لقاء الناس بربهم الشيطان واعلان ولائهم له وتاكيد هذا الولاء وكانو يحتفلون بهذا اليوم مظهرين كل انواع الرفاه من طعام وشراب ورخاء وبذخ وموسيقى وغناء ليعطو انطباعا عن مدى تقدمهم وسعادتهم ورفاههم نتيجة فعل الشيطان ملكهم الارضي واللذي يستقي علمه ومعرفته من الطبيعة والمادة وكانو يلبسون لباسا يشبه لباس الشيطان
وقد تحول مع التاريخ عيد المساخر الى اشكال اخرى واصبح عيدا عالميا يعبر عن الفرح والانبساط والبذخ والحرية والانطلاق ويوم يجد به الانسان نفسه غير مقيد بقوانين السماء حيث ان الانسان تحكمه قوانين الارض من فعل الشيطان
من هذه الحقائق التاريخية والفكرية نستدل بالمنطق الجدلي بان الدين مجرد فلسفة حياة في ظل قلة المعرفة للانسان عن المادة المحيطة به وعن الطبيعة اللتي يعيش عليها وقلة تجربته وخبرته الحياتية وقلة مهارته ومؤهلاته وقدراته على الاكتشاف والابتكار والابداع من اجل تطوير حياته وتحقيق الرفاهية له والسعادة والحفاظ على جنسه وتواصل حياته بافضل شكل وضمن هذا المفهوم فان الله والشيطان وابليس والملائكة وغيرها من عناصر هذه الفلسفة ما هي اللا صور وهمية اخترعها الانسان البدائي لتشكيل فلسفة الدين حولها فكان الله هو العمود الفقري اللذي تبنى عليه فلسفة الدين في الديانات الابراهيمية اليهودية والمسيحية والاسلام وباقي العناصر المستوحاة من الديانات السابقة لها كالشيطان وابليس والملائكة تم تغيير اماكنها داخل مساحة الدين وتغيير رمزيتها بالشكل اللذي يخدم غاية الدين الجديد وقد ركزت الديانات الابراهيمية على هدف الاستحواذ على السلطة والثروة وذلك عكس كل الديانات السابقة حيث ان الانسان كان ملكه الشيطان وفي صراع دائم مع الله فقد كان الله كونه لا يملك فوق السماء زرعا ولا ارضا تنبت ولا حيوانات ولا مصادر اكل وشرب فقد كان يغير على الارض ويصادر خيراتها ليطعم به رعيته وكان الشيطان في حرب مع الله للحفاظ على خيرات الارض للانسان
انحازت الديانات الابراهيمية مع الله وعملت على نصرته كي تصادر خيرات الارض لصالحه ولكن الفلسفة عند الديانة اليهودية كانت اساسا هي ان الكهنة اليهود وهم نفر قليل كان يدعي بانهم هبطو من السماء كونهم من شعب الله المختار فمنهم من كان يدعي انه ابن الله ومنهم اخ الله ومنهم ابن عمه ومنهم وزير الله ومنهم من حرس الله وغيرهم وقد كان يركزون نشاطهم على البسطاء والسذج والفقراء والطبقة الكادحة باسم الاخلاق والقيم والمثل وادعاء الحكمة والمعرفة والتظاهر بالمعجزات والاعمال الخارقة لاعطاء انطباع للعامة بانهم قوم حقيقة من السماء من عند الله يمتلكون قوة جبارة وكان هدفهم بهذا لزرع الرعب والخوف والرهبة في قلوب الناس من اجل السيطرة عليهم وابتزازهم
وانتقلت هذه الفلسفة وتطورت حسب تطور الزمن والظروف الواقعية بذات المضمون والفحوى من خلال الديانة المسيحية والاسلام وهذا ما يفسر اتباع اسلوب الارهاب بالديانات الابراهيمية دونا عن الديانات الاخرى اللتي عرفتها البشرية عبر تاريخها وعددها المعروف يزيد عن ثلاثمئة ديانة
الديانات الابراهيمية هي الوحيدة اللتي تحض على قتل الانسان واغتصاب حقوقه الحياتية ومصادرة ثروته وانتاجه واحتلال ارضه وحرمانه من ممارسة حياته وتعمل على تحقيره وسجنه واستعباده واذلاله وكل ما من شانه للبقاء على السلطة والثروة بايدي قلة من الناس يعتبرون انفسهم من شعب الله ومن ولاته وممثلون عنه
وما زال الدين الاسلامي الى يومنا هذا يمارس هذه الفلسفة الحياتية انطلاقا من هذا السياق التاريخي لاسباب الارهاب والتسلط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق