الأربعاء، 25 مايو 2011

سخافة العلمانية الاسلامية


سخافة العلمانية الاسلامية

 

الاسلاميون يريدون فصل الدين عن الدولة على ان يبقى الاسلام هو الدستور ونظام الحياة والشريعة هي القانون وهي الاساس  في تشريعات الدولة

ما هذا المنطق المتخلف الغبي  اللذي تفوح منه رائحة الخبث الحقيقي  ؟

ما هذا المنطق والطرح اللذي ينتج عن غباء اسود عقيم ومرض حضاري لا دواء له سوى الفناء ؟

كيف تلتقي العلمانية كفكر مادي طبيعي مع الاسلام كفكر غيبي  لا مادي مبني على الوهم والخيال ؟

 

كيف تلتقي الحياة ذات الاصول المادية  الناتجة من معادلة الطبيعة مع الاسلام  ذو الاصول الوهمية التخيلية الناتج من معادلة ما وراء المادة ؟

كيف يلتقي طرح العلمانية القائل بان السلطة للشعب والشعب له الحق الكامل بالحياة  ضمن نظام يحقق له  كل اسباب الحياة وادواتها من حرية وعدالة وسلام وديمقراطية    باعتبار ان الانسان اغلى ثروة في الحياة  وكل مقومات الحياة من مادة هي ملك الشعب

مع الاسلام اللذي يطرح بان الملك لله وحده والسلطة لله ولا حرية ولا ديمقراطية  مطلقا بمفهوم المدنية والحضارة  الانسانية  والعزة لله والكرامة لله والرفاه يقرره الله في الجنة بعد الموت ؟

كيف يلتقي فكر العلمانية كفكر يمثل قمة ما توصل اليه الانسان  من علم ومعرفة وخبرة حياة وتجربة ومهارة وتقنية وتقدم وتطور وابداع واختراع واكتشاف وابتكار   وتحضر ؟

مع فكر ناتج من انسان بدائي صحراوي رعوي  قبل الف واربعمئة سنة  تجمد وتقوقع وثبت عند ذاك التاريخ وتلك الحالة الحضارية اللتي نتج عنها دون اي تغير وتطور ومحاكاة لمتغيرات الحضارة عبر التاريخ وتعاقب الزمن ؟

كيف نطبق السماء على الارض لنخرج بوحدة كونية جديدة مفصلة على  عقلية الاسلام  الرجعية المتخلفة ؟

كي يلتقي الغول والملاك في غرفة واحدة ؟

كيف يلتقي الذئب والحمل في حظيرة واحدة ؟

ان الفكر الاسلامي هو فكر غيبي  وهمي خيالي بالمطلق  ولذا فان الاسلاميين  يطرحون افكارا تناسب طبعهم وطريقة تفكيرهم هم ولا تناسب اي انسان يفكر بطريقة عقلانية طبيعية بعقل سليم ليس مريض بمرض الاسلام العصابي

والتفكير السليم يقول من المستحيل ان تلتقي العلمانية مع الاسلام  فلا فصل  في الدولة  ولا سلطة للشعب ولا ثروة للشعب توزع بعدل ولا فرص حياة متوفرة لكل افراد الشعب بغض النظر عن اصلهم وجنسهم ودينهم  ومنهجهم  ولا حرية للانسان بمفهوم المدنية المعاصرة ولا ديمقراطية مع الاسلام لانها  كفر وتمرد على حكم الله ولا عدالة بالاسلام لان الحكم لله حسب شريعته

 

ان الهجمة الاعلامية المنتشرة في كل المواقع الثقافية والاعلامية التي تنادي بالعلمانية الاسلامية  ما هي اللا تشويه ومسخ وتحقير  وازدراء   للعلمانية الحقيقية الاصلية  لاغلاق الطريق على نمو الفكر العلماني في اذهان العرب  وادراكهم لحالتهم المزرية  في ظل الاسلام  والثورة ضد نظامه الحياتي القاتل

العلمانية الاسلامية اللتي يعمد الى نشرها  مفكرو الاسلام  من اقطاب السلفية والاخوان المسلمين ويطرحونها على انها هي العلمانية المناسبة في العالم الاسلامي  وشكلها يتلخص في فصل الدين عن الدولة في حدود السياسة فقط ويبقى الاسلام دستور حياة ومنهج حياة وقانون حياة بكل جزئيات الحياة المدنية تماما  هذا الفعل كمن غطت شعرها وكشفت فرجها

ولو افترضنا جدلا اننا طبقنا هذا الشكل من الحكم  هل يوجد له مجال للحياة والاستمرارية ؟ الجواب لا يمكن ان يستمر لان الحكم السياسي مرتبط ارتباطا عضويا بكل اجزاء الحياة للشعب فالسياسة والاقتصاد والتعليم والتربية والخدمات  وغيرها كلها مرتبطة مع بعضها والسياسة هي العمود الفقري لجسد الدولة فكيف ينفصل العمود الفقري عن باقي الجسد ؟ اذن العلمانية الاسلامية هي بمثابة مولود ميت لا حياة له

خلاصة القول - العلمانية هي العلمانية بمعنى انها ليست مختزلة بشكل سياسي يتمثل بفصل الدين عن الدولة انما هي فكر ونظام حياة متكامل وطريقة حضارة وفلسفة وجود  تستند الى المادة كاساس لها والى الطبيعة كمصدر  والى الوجود كافق كياني وحيز حركة وتفاعل وتطور  ونمو وحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق