الأربعاء، 25 مايو 2011

الحل هو لا اسلام بعد اليوم


الحل هو لا اسلام بعد اليوم

 

الدين من الديدن  والديدن معناها العادة  وكان يقال ديدن العرب اي عادتهم

ويذهب  علماء اللغة للقول بان دين هي جمع ديدن اي ان دين تعني عادات فدين العرب عاداتهم

وبما ان الدين الاسلامي ظهر وانبعث في قلب المجتمع العربي وارضه  فانه من المسلم به بان الدين الاسلامي هو عادات العرب

والعرب كما يعرف الجميع ابان ظهور الاسلام  يمتازون بانهم مجتمع صحراوي بدائي  يفتقر لمظاهر المدنية ومقوماتها حيث الطبيعة بالصحراء لا خضرة ولا ماء ولا بحر ولا رطوبة ولا مطر ولا هواء ولا بيئة ملائمة للخلق والنمو والتطور 

وتبعا لنمطية الطبيعة  العربية فان الانسان بها امتاز بشخصية نمطية ثابتة غير متحركة ومتفاعلة ومتطورة وحيوية ومتغيرة نحو الافضل داخل طبيعة تحتوي محفزات النمو والتطور والابداع والخلق

اصبح ان عادات العرب هي وليدة الطبيعة والبيئة المعيشية المحيطة بهم

فنجد صفات هذه العادات عموما تمتاز بالقسوة والجلافة والاستئثار والسلبية  والبحث عن مقومات الحياة في بيئة لا توفر هذه المقومات  مما خلق عادات التسلط والاستبداد والاغتصاب للحقوق والتعدي  وفرز المجتمع الى اسياد وعبيد واقوياء وضعفاء وفقراء واغنياء في ظل نظام حياتي يحتوي مقومات محدودة وضعيفة تقتصر على الجمل والشاة

وفي هذه الصورة الحياتية تنتج عادات الغزو والسطو والسلب والنهب كمحصلة طبيعية  تفرضها البيئة والطبيعة لغرض الحفاظ على استمرارية النوع  من الفناء والاندثار  هي غريزة حب البقاء الموجودة بالانسان من منطلق انه حيوان ناطق

عندما تتحول هذه العادات في اطار قدسي منظم ومقنن ومشرع  ويضفى عليها مسحة ايمانية ربانية بان  تسمى دينا سماويا من عند الله اسمه الاسلام  ومنظمها  محمد يدعي نفسه نبيا من عند الله  بطريقة تحاكي عقلية ابن الطبيعة اللتي انتجت هذا الدين  وبطريقة فلسفية تلزم هذا الانسان باتخاذ الدين على انه معتقد ايماني رباني سماوي ملزم  ضمن  حدود الترغيب والترهيب المتمثلة بالجنة والنار  عندها تصبح هذه العادات منهج حياة ومبدأ واساس لكيان حضاري جديد اسمه المجتمع الاسلامي

واذا ما تتبعنا مرحلة ظهور الاسلام وانتشاره ودرسنا الارضية اللتي مهدت لظهوره والظروف الاجتماعية والاقتصادية في الجزيرة العربية حينها والصراع الحضاري مع الحضارات المجاورة من الروم والفرس  وبداية تشكل  تجمعات حضرية داخل ارض العرب  ودرسنا مراحل ظهور الاسلام بما تحتويه من تعليمات وافكار تدرجت بطرح ذاتها كمحصلة لعملية الصراع الطبقي الاجتماعي والصراع الحضاري  والوجودي  ما بين غالبية بدائية رعوية وما بين منظومات حضرية مدنية تستحوذ على معظم مقدرات الحياة ومقوماتها من راس المال  ومادة الحياة المختلفة  ومقارنة نسبية مع مستوى الحضارة الموجودة لدى الروم والفرس في الجوار  نجد بان الاسلام بكل بساطة عمل على اعادة تنظيم المجتمع العربي ذو الاغلبية الفقيرة المعدمة الرعوية البدائية  وتركيزه وتثبيته وتوحيد اهدافه داخل اطار تنموي معيشي حياتي يخلق من هذا المجتمع مدنية خاصة به على غرار المدنيات المنافسة لوجوده المهددة له بالانقراض والاندثار والضياع الابدي بين رمال صحراء لا ترحم تفتقد لكل مقومات الحياة

عمل الاسلام على تنظيم مجمل العادات العربية الهادفة لتاكيد وجوده والضامنة لاستمرار حياته  والطريق الوحيد لهذا الغرض  هو السطو والسلب والنهب واغتصاب حقوق الاخر والتعدي على حق الغير  ولكن  بفلسفة جديدة تنقل الفعل من حالة فردية وعصابية فئوية وقبلية الى حالة اممية تدخل ضمن صراع الحضارات بين الامم والشعوب

وبناء على هذه الفلسفة انطلق العرب موحدين تحت راية الاسلام خارج ارضهم  باتجاه الشعوب والحضارات والكيانات الاخرى يبحثون عن وجودهم ومقومات حياتهم  حسب عاداتهم النابعة من طبيعتهم والمتمثلة بالغزو والسطو والسلب والنهب والاغتصاب هذه الفلسفة هي الجهاد في سبيل الله

 

ان الشعوب اللتي غزاها العرب  واحتلو ارضها باسم الفتوحات الاسلامية تحت راية الجهاد في سبيل الله اجبرت بمعظمها على اعتناق الدين الاسلامي بالقوة او ان بعضهم اعتنق الاسلام خوفا من القتل او دفع الجزية بمعنى ان هذه الشعوب  اصبحت تمارس عادات العرب من خلال الاسلام المفروض كمنهج حياة المحتوي على عادات التسلط والاعتداء على حقوق الحياة الانسانية من قتل وتدمير وتخريب وتعذيب وظلم واضطهاد ومصادرة حقوق واموال واغتصاب الانسان وثروته وحرمانه من ممارسة حقوقه في الحياة بكل اشكالها  اضافة لممارسة الارهاب بكل اشكاله  لتفويت الفرصة على من يفكر بالتحرر من هذه الفلسفة  الربانية

 والمعروف في علم الاحياء  وخصوصا لدى الانسان  بان اي عادة تمارس لفترة زمنية  بشكل تراتبي  ومنظم   تؤدي الى تغيير الايقاع البيولوجي   باتجاهها  وبتوالي الزمن يصبح هذا الايقاع نمط تركيبي عضوي  مثبت  داخل التركيبة الفسيولوجية  من خلال الجينات الوراثية لتنتقل من  جيل الى جيل بالتتابع بل وتنمو وتتطور هذه العادات من منطلق الاصل  كبذرة الزيتون اللتي تنمو وتكبر شجرة زيتون وتثمر ثمار زيتون  فعادة  السطو مثلا عندما تزرع في جيل معين  وتتوارث الاجيال هذه العادة  نجدها بالجيل العاشر مثلا بالتتباع حسب نظام الوراثة الطبيعي والتطور العضوي قد نمت وكبرت كما الشجرة اللتي نمت من بذرة  واثمرت ثمارا اكبر واوسع  من  عادة السطو الاساس

فنجد ثمار الكراهية والعدوانية والحقد والبغض  وشهوة القتل والتدمير والتخريب وغريرها الكثير وقس على ذلك كل البذور الموروثة  فنصل بالمحصلة الى انسان منحرف بشكل كامل عن طبيعته الخلقية الوجودية بتركيبه العصبي والجسدي والنفسي 

ولاعادة هذا الانسان الى طبيعته علينا تفكيك العقد وحل المشاكل المكونة في ذاته  عبر اجيال سبقته  وتاريخ بدا بزرع بذور الانحراف في داخله

ان هذا المشروع  مشروع التاهيل واعادة التشكيل  والصناعة الطبيعية للانسان يحتاج الى جهود جبارة  على صعيد اعادة صياغة الجسد والدماغ والنفس صياغة طبيعية وبرمجتها من جديد وتدريبها واكسابها العلم والمعرفة  والخبرة الكافية والمهارة اللازمة للانطلاق في حياة طبيعية انسانية حرة  وتنقيتها من السموم والامراض والشوائب وتصويبها من حالة الانحراف واعادتها الى مسارها الطبيعي ولكن الشرط الاساسي ان يتم توقف الزرع لبذور الانحراف والتشويه في الشخصية  ونزع هذه البذور   من  مساحة حياة الشخصية للانسان تماما بمعنى ان نقول  كفى للاسلام ولا اسلام بعد اليوم  ولنعمل على برنامج اعادة تاهيل الانسان  المسلم واعادته لوضعه الطبيعي كانسان يتابع حياته وطريق نموه وتطوره بشكل طبيعي وليستعيد دوره  في الحياة  اللذي كان مغيب عنه طوال فترة تاريخية استمرت 1400 سنة

وان لم يكون هذا الاجراء فان كل مشاكل التسلط  والدكتاتورية والاحتلال والاستعمار والظلم والاستبداد والفقر والجهل والتخلف والقهر والحرمان ومنع الحريات والاعتداء على الحقوق واغتصابها  وحرمان الانسان من العدل والديمقراطية  وممارسة حياته بكرامة وعزة ورفاه وسعادة  كلها ستبقى قائمة وماثلة كجزء عضوي رئيسي من حياة الانسان في بلاد  العرب والاسلام  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق