الثلاثاء، 11 يناير 2011

ما مفهومنا نحن العرب للعلمانية


ما مفهومنا نحن العرب للعلمانية وما هي علمانيتنا

العلمانية عندما نتناولها هنا كمثقفين عرب وننتهجها ونعتبرها منهجنا الفكري والحياتي الشامل والاخلاقي والفلسفي وبحكم خصوصيتنا العقائدية واللتي اساسها الاسلام وتاريخنا وشخصيتنا
تكون علمانيتنا مختلفة عن العلمانية الاوروبية المسيحية اللتي ظهرت في عصر النهضة الاوروبية وتمخضت عنها حكومات ودول... تفصل الدين عن الدولة
نحن العرب لنا اتجاهين فكريين لا ثالث لهما الاتجاه الفكري الغيبي المتمثل بالاسلام وهو فكر سلطوي سياسي ايدولجي شامل لكل مناحي الحياة ولا يترك هامشا لاي فكر آخر للتدخل بالسياسة او بالحياة ونظامها الشامل
ومن هذا المنطلق وبسبب هذه الخصوصية اللتي تختلف عن حالة الفكر الديني المسيحي في اوروبا حيث ان الدين بتعاليمه يعطي اهل السياسة حريتهم الكاملة في تصرفهم بعيدا عن الدين وبانفصال عنه استنادا لمقولة اليسوع المشهورة ( ما لقيصر لقيصر وما لله لله )
اما الدين الاسلامي فيقول بان كل شيء لله الارض وما عليها والحكم والسلطان كلها لله
وما الناس اللا عبيدا مطيعين لله حيث ان الشريعة الاسلامية هي الدستور للحكم وان القران والسنة هما نظام الحياة الشامل الذي يحكم علاقة الانسان بالانسان وعلاقته بالطبيعة والكون
اصبح مقابل هذا الوضع يجب ان تختلف العلمانية بمنهجها التطبيقي هنا وبفلسفتها الفكرية ايضا ومقابل هذا الطرح الاسلامي لتمسكه الشديد بالسلطة وفرض نفسه كنظام حياة مقدس ومشرع من الله
اصبح من اللازم تبني فكر معاكس تماما لهذا الطرح القادم من عمق الفكر الغيبي
وبما ان الفكر العلماني منذ نشاة البشرية على وجه الارض هو الفكر المناقض والمعاكس للفكر الغيبي في كل حالاته ومراحله التاريخية والفلسفية والتطبيقية والمنهجية
فكان لا بد وفي هذه المرحلة من التشدد الاسلامي والتطرف والسعي المحموم نحو السلطة وفرض ذاته كمنهج حياة ان تقف العلمانية كفكر انساني مادي طبيعي حياتي حر مناقضة تماما للفكر الغيبي قائلة لا اله والحياة مادة
ونافية نفيا مطلقا لدور الدين بالحياة او بمعنى نافية لدور الفكر الغيبي بالحياة ومنفصلة عنه سياسيا وايدولوجيا وفلسفيا وتطبيقيا ومنهجيا
وان العلمانية هنا في الساحة العربية تسير باتجاه معاكس تماما لمسار الدين حيث ان التاريخ مختلف والدين مختلف والوعي والعلم ونظام الحياة والمجتمع وكل شيء مختلف عن ظروف اقامة الدولة العلمانية في اوروبا عندما انتزعت السلطة من الكنيسة المسيحية وبالتالي نحن لسنا كعرب مرتبطين او معنيين بهذا الامر ولا يخصنا اصلا ولكن لتوضيح اللغط والكلام الخاطىء عن العلمانية اللتي نطرحها كمثقفين عرب على انها مستوردة من اوروبا وان العلمانية سيئة الصيت ولا تليق بتطبيقها هنا في بلادنا ومن هذا الكلام اللا منطقي ولا عقلاني ولا ينم عن ثقافة واعية
لهذا اقتضى التنويه والاشارة الى العلمانية الاوروبية للمقارنة
اذن علمانيتنا نحن العرب تقول لا اله والحياة مادة ولا دخل لاي شيء من خارج حدود المادة المادة بالانسان والحياة والطبيعة
http://photos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash2/hs614.ash2/156623_114298038638491_100001748855744_104141_3331802_s.jpg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق