الثلاثاء، 11 يناير 2011

رسالة الى صديق مسلم يقول


رسالة الى صديق مسلم يقول :
ان الغيبية ممثلة بالدين ضرورية لحياة الانسان وان العلمانية غيرضرورية وهدامة لحياة الانسان
انا كانسان علماني اتبنى الفكر العلماني لي منهجا في حياتي اجيبه كما يلي :


...صديقي العزيز كل كلامك صحيح من وجهة نظرك انت حول فهمك للعلمانية وطريقة تفكيرك بالتفاعل مع هذا الفهم
انا لا امنعك من ان تفهم الشمس على انها كرة منفوخة بفم جان ومملوءة بلهيب بطنه
انا لا اتدخل بطريقة تفكير الانسان
الشمس كونها كيان مادي حقيقي يمكن ادراكه فهي تتكلم عن نفسها كشمس لها مواصفاتها الطبيعية الخاصة بها بغض النظر عمن يفهمها بشكل مغاير لحقيقتها
العلمانية ما هي اللا المجس الطبيعي لكشف الاشياء بحقيقتها الكونية
وهي لغة الطبيعة وفكر الانسان الراقي بتركيبه العضوي على راس رقيه جهازه العصبي ودماغه
ثم انني اتكلم بحال الواقع الحياتي الاني للانسان بفكره القائم بعد عمر طويل من الاحداث التاريخية اللتي اثرت في تطور الانسان فكرا وتكوينا عضويا الى المرحلة الحضارية الحالية
الفكر العلماني هو ابرز ارهاصات الحضارة الانسانية المعاصرة ولذا ليس من المنطق وليس من المهم ان نطرح احداث تاريخية حصلت وننزعها من سياقها التاريخي ووضع الانسان الحضاري في حينها ونضعها تحت المجهر الان كي ناخذ منها نماذج تركيبية لافكار نتجت بعد مخاض حضاري دام عشرات الالاف من السنين
الحضارة الانسانية المعاصرة قائمة على اتجاهين فكريين واضحين هما
الاتجاه الغيبي والاتجاه العلماني
الغيبي يعني بخارج حدود المادة والعلماني معني بداخل حدود المادة
التسارع التقدمي الحضاري الحالي اللذي فرضته قوى الانتاج وحاجات الانسان بفعل تكاثره وتطوره ادراكيا وتقنيا ومعرفيا بعد خبرة حياة كافية عبر الزمن ادت به للانتقال الى قوانين تخصصية وتفصيلية لتنظيم علاقاته مع نفسه ومع مادة الحياة من حوله يعجز الفكر الغيبي لتوفيرها او انتاجها
فلجا الانسان الى فكر الطبيعة والمادة لصنع دساتير وانظمة لحياته كون الفكر الطبيعي المادي فيه هامش كبير ومفتوح على كل الجهات لحركة الفكر والابداع والخلق عكس الفكر الغيبي المحدود واللذي لا يتعامل مع المادة موضوع الحياة القائمة الحالية اللتي يعتمد الانسان عليها بوجوده وديمومة وجوده وتطوره ورفاهيته وبناء حضارته
اصبح من الطبيعي والتلقائي للظرف الحضاري الاني اتخاذ الفكر العلماني منهج حياة عام للانسان كسلاح له امام تحديات الطبيعة لتطويع مادتها وتصنيعها وتحويلها واستغلالها بالشكل الازم لبناء حضارته
وعلى هذا اصبح الفكر الغيبي بما يحتويه من ديانات ومعتقدات واوهام وتصورات حول الانسان وعلاقته مع نفسه ومع الكون والطبيعة والحياة وحول الخلق والتكوين وغيرها
اصبح لا يخدم المرحلة ولا يفيد الانسان بشيء بل اصبح يعيق عملية التنمية والتطور الحضاري والفكر الابداعي الخلاق والانتاج والتسارع على طريق التقدم بشكل حر نظرا للقيود الشديدة اللتي تطوق الانسان جراء القدسية اللتي تصبغ الفكر الغيبي
نقول كعلمانيين ان الفكر الغيبي ادى دوره في حياة الانسان بفترة ظرفية كانت بحاجة لتوفر هذا الفكر للانسان لتجاوز مراحله الحضارية وكل الشكر والاحترام له على ما قدمه للحضارة الانسانية من خدمة
ولكن على الانسان ان لا يتوقف عن الحياة والتطور والرقي من اجل تقديس ما كان
العلمانية هي فكر الحاضر والمستقبل والمنطق المادي في الحياة بات يفرض نفسه لان الحياة اصبحت بعموميتها مادة ولا شيء غير المادة
http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/hs1362.snc4/163431_119412471460381_100001748855744_134817_6781759_s.jpg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق