السبب الحقيقي للارهاب
العدوانية عند الانسان سببها الجهل ومن منطلق المثل القديم منذ الاف السنين عند الانسان القائل من يجهل الشيء يعاديه ومن منطلق الدراسات في علوم الانسان من علم النفس وعلم الاجتماع والمنطق والفيزيولوجيا وغيرها ثبت بان جهل الشيء يؤدي الى نزعة عدوانية اتجاهه من قبل الانسان وهذه صفة طبيعية لدى الانسان لغرض الدفاع عن حياته
ومن هنا فان الانسان اللذي لا يمارس الحياة يكون غريبا عنها ويجهلها
ويؤدي به الى معاداتها واللجوء الى الارهاب والسلوك العدواني للحصول على مقومات عيشه من ماكل ومشرب ومسكن وغيرها
وهذا ما دفع الانسان البدائي ذو الخبرة القليلة بالحياة والمعرفة القليلة الغير كافية لفهم معادلة الحياة وحقيقتها الكاملة الى السلوك العدواني اتجاه الانسان والحيوان والطبيعة للحصول على مقومات عيشه واستمرار حياته
وهذا التفسير ينساق على سكان الصحراء العرب في عهد ظهور الاسلام حيث ان الصحراء طبيعة نمطية لا تحتوي على التنوع الطبيعي من تضاريس وتغيرات مناخية ومقومات حياتية وعناصر حياة متنوعة ومتغيرة ومتطورة لتنعكس بتكوينها وواقعها المادي على الانسان اللذي يعيش ضمنها بزيادة وزخم وتنوع معرفته واكسابه خبرة ومهارة حياتية غنية بالمعرفة والعلم الطبيعي ويؤدي مع الخبرة والممارسة المتواصلة التراكمية الى تطوير قدرات الانسان عضويا وفيزيولوجيا كتطور الوعي والفهم والادراك وتطور القدرات الجسدية والنفسية للتفاعل الايجابي مع الحياة
كل هذا لم توفره طبيعة الصحراء مما خلق انسانا غريبا عن الحياة المدنية ذو خبرة قليلة و معرفة قليلة وعلم طبيعي قليل او شبه معدوم بالحياة اي ان الانسان في الصحراء يجهل الحياة نسبة للانسان اللذي يعيش في اماكن اخرى طبيعية تتوفر بها عناصر الطبيعة المتنوعة الكثيرة كالاشجار والمياه والجبال والسهول والحيوانات ومصادر العيش من نبات وحيوان ومادة طبيعية كالمعادن وادوات العيش اللازمة
هذه خلق انسانا صعبا لا يقبل التغيير بسهولة معرضا عن التغيير رافضا للجديد رافضا للاخر ورافضا لكل جوانب الحضارة الانسانية التفاعلية المتغيرة
الطبيعة تركت لدى الانسان كجزء من تركيبه الوراثي هذه الصفات وتركت به صفة العدوانية كسلوك يعبر عن ردة فعل اتجاه جهل الحياة لعدم ممارستها او قلة ممارستها بشكل مدني
اذن العربي هو عدواني بطبعه والعدوانية تنتج السلوك الارهابي
وعندما يجهل الانسان الحياة يتصرف من منطلق الغريزة وهي المحافظة على العنصر وعلى التكاثر
اي ان الانسان يصبح انانيا وفرديا وغايته تخدمه بمعزل عن الانتماء للجماعة
ومن هنا فانه يكون ارهابيا عنصريا فرديا
وهذا يفسر النظام القبلي والابوي في الصحراء وسيطرته على حياة الانسان
خلاصة القول ان تعلم الانسان وممارسته للحياة والتفاعل معها والاندماج في عملية الانتاج والتطور ضمن بيئة متنوعة ومتغيرة وتحتوي على كل امكانيات الحياة الحضارية للانسان من مكونات مادية وتعلم الانسان لخبرات من سبقوه ومن معه في بيئات واماكن اخرى في مجال العلوم النظرية والتطبيقية للحياة
كل هذا يلغي صفة العدوانية من داخل الانسان ويحوله الى انسان مسالم يفكر بشكل جماعي يناهض العنصرية والفردية والتسلط بطبعه ويؤمن بالحرية والعدالة والديمقراطية كمنهج حياة يتخذه ويطبقه على غيره ويصبح عنصرا حضاريا طبيعيا انسانيا وايجابيا فاعلا
اذن لنمنح فرص الحياة للانسان ونمنحه كافة حقوقه بالحياة ونوفر له البيئة المناسبة للعمل والنمو والتطور ونوفر الحرية والامن والعدالة ومقومات العيش الكريم ونوفر له العلم والمعرفة وفرص تحقيق الذات والابداع والانتاج والتميز كي نصنع منه انسانا مسالما وحرا وحضاريا
ولكي نلغي الارهاب والعنصرية والتسلط والظلم والاجرام والاعدوانية من المجتمع الانساني
ونخلق مجتمعا انسانيا متحضرا خالي من كل اشكال السلوك الغير حضاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق