الاثنين، 17 يناير 2011

السبب الحقيقي للارهاب


السبب الحقيقي للارهاب

العدوانية عند الانسان سببها الجهل ومن منطلق المثل القديم منذ الاف السنين عند الانسان القائل من يجهل الشيء يعاديه ومن منطلق الدراسات في علوم الانسان من علم النفس وعلم الاجتماع والمنطق والفيزيولوجيا وغيرها ثبت بان جهل الشيء يؤدي الى نزعة عدوانية اتجاهه من قبل الانسان وهذه صفة طبيعية لدى الانسان لغرض الدفاع عن حياته
ومن هنا فان الانسان اللذي لا يمارس الحياة يكون غريبا عنها ويجهلها
ويؤدي به الى معاداتها واللجوء الى الارهاب والسلوك العدواني للحصول على مقومات عيشه من ماكل ومشرب ومسكن وغيرها
وهذا ما دفع الانسان البدائي ذو الخبرة القليلة بالحياة والمعرفة القليلة الغير كافية لفهم معادلة الحياة  وحقيقتها الكاملة الى السلوك العدواني اتجاه الانسان والحيوان والطبيعة  للحصول على مقومات عيشه واستمرار حياته
وهذا التفسير ينساق على سكان الصحراء العرب في عهد ظهور الاسلام حيث ان الصحراء طبيعة نمطية لا تحتوي على التنوع الطبيعي من تضاريس وتغيرات مناخية ومقومات حياتية وعناصر حياة متنوعة ومتغيرة ومتطورة لتنعكس بتكوينها وواقعها المادي على الانسان اللذي يعيش ضمنها بزيادة  وزخم وتنوع معرفته واكسابه خبرة ومهارة حياتية غنية بالمعرفة والعلم الطبيعي  ويؤدي مع الخبرة والممارسة المتواصلة التراكمية الى تطوير قدرات الانسان عضويا وفيزيولوجيا كتطور الوعي والفهم والادراك وتطور القدرات الجسدية والنفسية للتفاعل الايجابي مع الحياة
كل هذا لم توفره طبيعة الصحراء مما خلق انسانا غريبا عن الحياة المدنية ذو خبرة قليلة و معرفة قليلة وعلم طبيعي قليل او شبه معدوم بالحياة  اي ان الانسان في الصحراء يجهل الحياة نسبة للانسان اللذي يعيش في اماكن اخرى طبيعية تتوفر بها عناصر الطبيعة المتنوعة الكثيرة كالاشجار والمياه والجبال والسهول والحيوانات ومصادر العيش من نبات وحيوان ومادة طبيعية كالمعادن وادوات العيش اللازمة
هذه خلق انسانا صعبا لا يقبل التغيير بسهولة معرضا عن التغيير رافضا للجديد رافضا للاخر ورافضا لكل جوانب الحضارة الانسانية التفاعلية المتغيرة
الطبيعة تركت لدى الانسان كجزء من تركيبه الوراثي هذه الصفات وتركت به صفة العدوانية  كسلوك يعبر عن ردة فعل اتجاه جهل الحياة لعدم ممارستها او قلة ممارستها بشكل مدني
اذن العربي هو عدواني بطبعه والعدوانية تنتج السلوك الارهابي
وعندما يجهل الانسان الحياة يتصرف من منطلق الغريزة وهي المحافظة على العنصر وعلى التكاثر
اي ان الانسان يصبح انانيا وفرديا وغايته تخدمه بمعزل عن  الانتماء للجماعة
ومن هنا فانه يكون ارهابيا عنصريا فرديا
وهذا يفسر النظام القبلي والابوي في الصحراء وسيطرته على حياة الانسان
خلاصة القول ان تعلم الانسان وممارسته للحياة والتفاعل معها والاندماج في عملية الانتاج والتطور ضمن بيئة متنوعة ومتغيرة وتحتوي على كل امكانيات الحياة الحضارية للانسان من مكونات مادية وتعلم الانسان لخبرات من سبقوه ومن معه في بيئات واماكن اخرى في مجال العلوم النظرية والتطبيقية للحياة
كل هذا يلغي صفة العدوانية من داخل الانسان ويحوله الى انسان مسالم يفكر بشكل جماعي يناهض العنصرية والفردية والتسلط بطبعه ويؤمن بالحرية والعدالة والديمقراطية كمنهج حياة يتخذه ويطبقه على غيره ويصبح عنصرا حضاريا طبيعيا انسانيا وايجابيا فاعلا
اذن لنمنح فرص الحياة للانسان ونمنحه كافة حقوقه بالحياة ونوفر له البيئة المناسبة للعمل والنمو والتطور ونوفر الحرية والامن والعدالة ومقومات العيش  الكريم ونوفر له العلم والمعرفة وفرص تحقيق الذات والابداع والانتاج والتميز كي نصنع منه انسانا مسالما وحرا وحضاريا
ولكي نلغي الارهاب والعنصرية والتسلط والظلم والاجرام والاعدوانية من المجتمع الانساني
ونخلق مجتمعا انسانيا متحضرا خالي من كل اشكال السلوك الغير حضاري

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق