الخميس، 20 يناير 2011

العلمانية تحتاج الى فهم واستيعاب


العلمانية تحتاج الى فهم واستيعاب

العلمانية لا تحتاج الى اقناع ولا يتم توصيلها لدماغ الانسان بالاقناع
لانها علم المادة وافكارها كلها مستمدة من علم المادة وعلم المادة مبني على الادراك والتمييز والحس  والمعرفة نتيجة التجربة والممارسة  وهذه كلها بحاجة لفهم وادراك ولا ينطبق عليها حالة الاقناع
الاقناع هي حالة تثبيت الفكرة في الدماغ بطريقة التلقين او الاعجاز او الاكراه او الربط بمصلحة مادية ذات صلة بحياة الانسان
ولذا فان الفكر المادي الطبيعي الا وهو العلماني يدخل الى ذهن الانسان عن طريق الفهم والاستيعاب
اما الفكر الغيبي اي اللا مادي والقادم من خارج الطبيعة مثال الفكر الديني فهو يدخل الى ذهن الانسان بطريقة الاقناع
وطريقة الفهم والاستيعاب تحتاج الى معلومات علمية ماخوذة من علوم الطبيعة كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والاحياء وغيرها  لتدعيمها وايصالها للدماغ كي يستوعبها بمعنى ان يكون المتلقي للفكرة لديه الارضية العلمية الكافية والحصيلة العلمية الكافية اللازمة للفكرة المتلقاة كي يستوعبها ويفهمها
هذا مع ضرورة المرسل للفكرة او صاحب الفكرة لديه ايضا الحصيلة العلمية الكافية واللازمة لارسال الفكرة
وهذا ايضا لا يكفي انما يلزم للمرسل والمتلقي ان يكونا ممارسين للحياة متفاعلين مع المادة مع الطبيعة تاثيرا وتاثرا تغييرا وتغيرا تطويرا وتطورا نحو الافضل والايجاب
وان يكون لديهم خبرة حياة وتقنية حياة مكتسبة من الممارسة بالعمل والانتاج الجسدي والعقلي
وان يكونا قد نمت قدراتهم وتطورت قدراتهم العقلية والجسدية وتدربت وتمرست واصبحت تشكل شخصية اجتماعية انسانية راقية متحضرة على صعيد العمل والانتاج والتفاعل مع مادة الكون والطبيعة
وان يكون الانسان قد اكتسب  صفات خلقية وسلوكية حضارية ايجابية تليق بمستواه الحضاري كالصدق والالتزام والانضباط والانتماء والاخلاص والتفاني وقبول الاخر والتفكير الجماعي والتعاون وحب العمل والانتاج وغيرها  من اخلاقيات الحضارة التقدمية والمبنية على الحرية والديمقراطية والعدل والسلام وكرامة الانسان ورفاهيته واستقلاليته وتحقيق ذاته واشغال حيزه في الوجود  بالشكل اللذي يستحقه وممارسة كافة حقوقه بحياته
هذه الحالة الواجبة للانسان ان يكون بها كي يفهم ويدرك ويستوعب ويتعاطى ويتفاعل مع الفكر العلماني

اما اسلوب الاقناع فهو حشو المعلومة داخل دماغ الانسان بطرق لا تستدعي التطور العصبي او الجسدي او النفسي على صعيد الاخلاق والسلوك الحضاريين ولا تستدعي او تتطلب خبرة الحياة ولا تقنيتها ولا اي شيء مما ذكر من متطلبات الفهم العلماني
لانه كما قلنا الفكر الغيبي هو ما يلزم ادخاله للدماغ باسلوب الاقناع وان الفكر  الغيبي هو من خارج حدود المادة فلا يستوجب خبرة وممارسة مع المادة والحياة بحدود الطبيعة
والاقناع يعتمد على طرق اهمها طريقة الاعجاز اي ان ترفق الفكرة بمعجزة مثل فكرة محمد على انه رسول من عند الله لا تدخل دماغ الانسان اللا من خلال معجزة والمعجزة تعني الحدث اللذي لا يوجد له مثيل في مسرح الحياة المادية ويستحيل حصوله وتحقيقه وانه خارج مستوى استيعاب العقل  بالادراك الحسي
والطريقة الثانية المستعملة بالاقناع هي الترغيب والترهيب مثل الجنة كترغيب تستعمل لاقناع المسلم بفكرة الجهاد والنار كترهيب تستعمل لفكرة الزنى او شرب الخمر
والطريقة الثالثة هي طريقة التلقين وتستعمل لاعطاء المواعظ والحكم والتوجيه السلوكي والتربوي والتنشئة للصغار
والطريقة الرابعة طريقة القوة وهي الاقناع بالاسلام بحد السيف  مثلا
وهناك طرق كثيرة اخرى تستعمل للاقناع واستعملت عبر تاريخ البشرية باشكال عديدة وكانت ارقى طريقة استعملت كما هو بالحضارة اليونانية هي الفلسفة
والفلسفة هي لعبة التحايل والتضليل على الدماغ لادخال الفكرة له دون ارادة
واستعملت طريقة السحر ايضا عند الهنود  وطرق عديدة

بالمقابل فان العلمانية لها طريقة واحدة لايصال الفكرة وهي طريقة الاثبات العلمي بتوضيح المميزات المادية والخصائص والقرائن والارتباطات والدلائل والقياسات والاستنتاجات المنطقية والمدركات الحسية والمتميزات المعرفية والذاكرة العملية وكل ما يثبت صحة الفكرة من دلالات مادية مطلقة
يستعمل الفكر الغيبي داخل الفكر العلماني لغرض تقريب الفكرة وتبسيطها كالرسم التخيلي او توهم صورة تقريبية لحالة مادية طبيعية قبل اكتشافها كان نرسم مجسما تقريبيا تصوريا لمركبة فضائية ننوي تصميمها للذهاب للمريخ او مجسما وتخطيطا لبناية قبل بنائها وهكذا
ولكن لا يستعمل الفكر الغيبي لتخيل الله مثلا والاستسلام للجهل وعدم المعرفة وعدم البحث وعدم ممارسة الحياة وتطويع المادة لهدف بناء حضارة الانسان ورفاهيته ونقول ان الله يعلم كل شيء وانه قادر على فعل كل شيء ونحن نرضى بنعمته
الفكر الغيبي في دماغ الانسان يجب ان يعمل بشكل متوازي مع الفكر العلماني لخدمة حياة الانسان وتطوره وتقدمه وبناء حضارته بشكل افضل

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق