دور الدين في حياة الانسان
هل لعب الدين يوما ما دورا مهما في حياة الانسان نعم نحن لا ننكر هذا
لقد كان الانسان دوما في حاجة الى حافز للعمل و هذا الحافز قدمته الاديان
...لم يكن بامكان الانسان قبل الاف من السنين ان ينتظر نشاة العلوم ابتداء من القرن السادس عشر لتقديم تفسيرات... علمية للظواهر الكونية ففسر هاته الظواهر بالمعرفة التي كانت متاحة له حينها و هي المعرفة الدينية فخلف ظواهر الطبيعة توجد قوى خفية هي الالهة تتحكم بها و لنتقي شر هذه الظواهر ينبغي ارضاء الالهة بالصلوات و القرابين
كثيرا ما كان الدين عاملا من عوامل وحدة شعب و بالتالي العمل على بقائه
لا زالت تعيش بين ظهرانينا قبائل طوطمية يؤمن جميع افرادها بانهم ينحدرون من جد مشترك هو حيوان قد يكون ذئبا او دبا الخ و بالتالي فكل افراد القبيلة هم اخوة
تخويف الانسان بالعذاب الاخروي و وعده بنعيم مقيم خالد دفعاه الى الالتزام اخلاقيا في حياته الدنيا مع الاخرين يمكن ان نلمس هذا مثلا في المجتمع المصري القديم حيث المصري كان يعتقد -و لا يزال- ان قلبه -و لاحقا اعماله- ستوزن في ميزان فإن كان طيب العمل عاش في حقول كالحقول التي كان يشتغل بها في حياته - لاحقا جنان على شكل بساتين تجري من تحتها الانهار-
لكن نحن في القرن الواحد و العشرين
هناك شيء اسمه علوم الطبيعة و الانسان
لم نعد نخشى الطبيعة و ظواهرها بل روضناها و سيطرنا عليها الى حد ما و سيطرتنا تزداد بتقدم تقنياتنا
لم نعد بحاجة لارضاء بوصيدون اله البحر لان التقنية الحديثة مكنتنا من اختراع سفن ضخمة قوية لا تفلح في اغراقها امواج تافهة
لم نعد بحاجة لتقديم صلواتنا و قرابيننا لاسكليبيوس اله الطب بل اصبحنا نوجه امتناننا و شكرنا لانسان مثلنا استطاع بعلمه و معرفته شفاءنا من مرض ما
لم نعد بحاجة الى الاديان نستمد منها اخلاقنا لان الانسان صار ناضجا و قادرا على تنظيم حياته الاجتماعية بنفسه بواسطة القوانين الوضعية التي تحفظ مصالح و حريات الجميع لان الاديان هي ايضا قوانين وضعية باعتبار ان من وضعها هم اناس لكنهم اناس محدودو الافق صاغوا دياناتهم بشكل يخدم مصالحهم فقط و مصالح اتباعهم مع تجاهل تام لشيء اسمه الغير المختلف و تغييب تام لمفهوم المواطن الكوني
قدم الله استقالته في الغرب فتقدم و لا زال الله يؤدي عمله في الشرق مع كبر سنه مثله مثل حكامنا الذي يحكموننا باسم الحق الالهي فالله جعلهم ملوكا و رؤساء و لا راد لمشيئة الله
ان الالحاد هو انسي بالدرجة الاولى يعيد الاعتبار للانسان و قدراته الابداعية فقوتنا و ضعفنا كل شيء منا و لا ينبغي ان ننسب شيئا لله
لماذا؟
لان الله غير موجود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق