الفرق بين الايمان والمعرفة
الايمان لا يتحقق اللا بمعتقد مبني على تصور لاشياء غير كائنة وليست لها موصفات مادية ولذا فانه يتم باخذ المعلومات كمسلمات دون فهمها واستيعابها وتمييزها وادراكها
ومن هنا المؤمن بشيء ما يرسم له اطارا تصوريا بشكل معين في ذاكرته ومخيلته ويحتفظ بهذا الشكل بطريقة تناسب اهواءه وظروفه وحاجاته ووعيه وعلمه وتربيته وعمره وتكوينه العضوي الوراثي ومؤثرات بيئته عليه وامور اخرى مستجدة ومتغيرة تبعا للزمان والمكان والاحداث المحيطة وواقع الحياة اليومية والامال والطموحات وتركيبة الشخصية
لذا نجد ان الايمان لذات الشيء يختلف من شخص لاخر كما ونوعا وشدة ولونا وطرازا وعمقا وكثافة وشكلا مما يجعل المؤمنين على خلاف دائم بينهم في مجال ما يسمى الاجتهاد ولا يتفق مؤمنين اثنين على قضية واحدة
على الجهة المقابلة للايمان فكر اسمه المعرفة والمعرفة هنا تنحصر بالمعلومة القادمة من اشياء كونية ذات مواصفات مادية بمعنى لها صفات فيزيائية وكيميائية وغيرها وتشغل حيزا في الطبيعة ولها كتلة او حجم او هيئة مادية تميزها
فالشمس مثلا لا يختلف عليها اثنان في مواصفاتها المادية فكل سكان الارض باختلافهم علميا وايدولوجيا يعرفون الشمس ويفهمونها بذات الطريقة وذات المفهوم ولذا فهذا الشيء وهو الشمس ليس بحاجة للايمان انما هو بحاجة للفهم والادراك ومن يدرس مواصفات الشمس الطبيعية كيمائيا وفيزيائيا وديناميكيا وغيرها سيعرف الشمس
وضمن هذه الصيغة يكون الانسان قد وصل الى مرحلة الفكر العلماني او الفكر المادي
وبمعنى اوضح ان صاحب الفكر الغيبي يلجا للايمان لتعبئة دماغه بالمعلومات
اما العلماني فانه يلجا للمعرفة والعلم المادي الطبيعي لتعبئة دماغه بالمعلومات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق