الاثنين، 7 فبراير 2011

الثورة في مصر اصبحت عاقر


الثورة في مصر اصبحت عاقر

 

من منطلق مواجهة الذات ونقدها نقضا موضوعيا ومن منطلق دراسة المستجدات والحيثيات القائمة الحالية دراسة علمية منطقية ووضع كل العناصر الميدانية والعوامل والتفاعلات والنتائج والاهداف المستقبلية المتوقعة منها والغير متوقعة

تحت المجهر وتشخيصها تشخيصا جزيئيا دقيقا

نجد ان الثورة المصرية القائمة  حاليا قياسا لما يحدث في ميدان التحرير بالقاهرة من فعاليات وتحركات واراء واقوال وافكار و نتائج ومعطيات وتصورات واهداف وتوقعات وارهاصات وعلاقات وتغيرات وحيثيات

نجد ان الثورة اصبحت عاقر لن تنجب وان انجبت سوف يكون مولودها منغولي مشوه

والسبب الرئيسي بذلك هو تسلل جرثومة الى رحمها  تقوم هذه الجرثومة بالفتك بقدرتها الانجابية وتدمير عوامل الانجاب لديها وذلك  من طبيعة عملها في جسد الثورة المصرية عبر تاريخ حياتها منذ عشرينات القرن الماضي

هذه الجرثومة اسمها الاخوان المسلمين في مصر

وقد تم تشخيص حالة الثورة هذه من خلال مشاهدات وسماع لخطابات وتحركات وتفاعلات الاخوان المسلمين في ساحة التحرير وبساحات المدن الاخرى مثل الاسكندرية والاسماعيلية والمنصورة والزقازيق وبقية شوارع مصر اللتي تساند ثورة الشباب في القاهرة

ان الناظر العادي لما يجري بساحة التحرير يوميا وبالذات بداية من يوم الجمعة الفائت  3/ 2/ 2011

يجد ان الفعاليات معظمها لعناصر وقيادات الاخوان المسلمين وهي اداء الصلاة الجماعية  وحلقات الدعاء لزوال حسني مبارك والانتقام منه وحلقات الابتهال والشكاوى وسوء الحال والفقر والعوز واستعراض المصائب والمشاكل الاجتماعية ولصقها بطريقة او باخرى بالنظام على انه هو المسبب دون ذكر اسباب الجهل و غياب ارادة الحياة والعمل والتعلم والتفكير اللتي تعتمد على الفرد والمجتمع كمبادرات انسانية لا دخل للنظام الحاكم بها

كما ونجد ان الحرية اللتي ينادون بها هي حرية العبادة والمعتقد ولا تتطرق الفعاليات لاكثر من هذا وكان  الثورة هي ثورة المعتقد وثورة الدين ضد نظام يمنع حرية الاعتقاد والتدين ويسيء الى الاخلاق العامة ويدمر النسيج الاجتماعي القائم على الاخلاق الدينية الاسلامية الصحيحة والمنهج الاسلامي القويم وانها لثورة للتحول من نظام يعتمد القوانين الوضعية الى نظام يعتمد الشريعة الاسلامية بالسياسة والحياة اليومية والعلاقات الخارجية وكل ما يتعلق بالشعب والوطن من اجراءات حياتية

ومن يتابع الاخبار والصور والمواقف وما يحدث يدرك هذا

وما دفعني الى كتابة هذا المقال هو وصول الامور بشكل جلي وواضح الى درجة ان الثورة اصبحت في منظور العالم الخارجي هي ثورة الاخوان المسلمين ضد النظام ذات صبغة دينية كلية ولذا فان التعاطف العالمي  العلمي والمنطقي حسب مفهوم الثورات قد اخذ بالتناقص تدريجيا الى ان باتت الثورة تسير نحو العري في صحراء الوحدة والتفرد

يقف الاخوان المسلمين دائما على حدود الاطراف المتناقضة وهذا من طبيعة سياستهم منذ بدايتهم

يقولون اتجاه اي موقف نعم لا ويقررون مع ضد ويفتون بحرام حلال وشرعي وغير شرعي وجائز وغير جائز وعلى هذا الغرار انقسمو بالثورة الحالية فريق مع الشباب وفريق ضد الشباب فريق مع مبارك وفريق ضد مبارك فريق يفاوض النظام وفريق ضد المفاوضة ويصرحون مع ازالة النظام وضد ازالة النظام وثورة سلمية وثورة حربية

هكذا هم ومنذ تاسيس حركة الاخوان المسلمين على يد حسن البنا زعيمهم اللذي يتصف شخصيا بهذه الصفات فهو شخصية متناقضة دمياطية زئبقية اميبية امعية لا يوجد له اتجاه واضح محدد ولا قرار ثابت ولا هدف واضح ولا ارضية ثابتة ولا وطن معروف لقراره ولا تاكيد لذاته وقد نقل هذا الاسلوب الى  اتباعه من بعده واصبح نهجا للاخوان المسلمين

والحقيقة ان هذا النهج هو نهج يهودي بالاصل وقد استخدمه اليهود ضد شعوب الارض اللتي احتكو بها وسكنو في مواطنها واحتلو ارضها واستعمروها وما زالو يستخدمونه مع الفلسطينيين في مفاوضات السلام ومع العرب المجاورين

ولذا فاننا نجد ان اسرائيل بمثابة جرثومة قاتلة مدمرة في جسد الامة العربية وتمركزت في قلب الوطن العربي فلسطين لتسبب اكبر قدر من الدمار والفتك به

ان جرثومة الاخوان المسلمين تمركزت في قلب الثورة المصرية في ميدان التحرير لتسبب اكبر قدر من الدمار بها والفتك بها وقد تسببت لغاية الان بعقمها مما يؤدي الى عدم انجابها

وان انجبت بقدرة قادر لطيف حفيظ للشعب المصري المسكين وتقديرا لدماء الشهداء ومجهودات الوطنيين والاحرار والشرفاء فانها ستنجب مولودا منغوليا مشوها

وساعتها لن نقول للثورة المصرية مبروك ما انجبت يا ثورة الثمانين مليون بعد مخاض عانيت به اكثر مما يجب وضحيت به اكثر مما يجب وصبرت وتلجدت وكابرت وعشت اياما صعبة للوصول الى لحظة الخلاص وطرح ما في الرحم

آسف لهذا التوصيف عزيزي القارىء ولست بصدد عرض موضوع انشائي او رواية تراجيدية مثبطة  وتشاؤمية بقدر لما هو ضروري للفت الانظار نحو حقيقة ما يجري في ثورة مصر الحرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق