الأحد، 6 فبراير 2011

الدين الاسلامي يتعارض مع الحياة المعاصرة


الدين الاسلامي يتعارض مع الحياة المعاصرة

 

الدين لا يتعارض مع الحرية نعم صحيح لكن الاسلام تحديدا يتعارض معها الى درجة الالغاء التام والتحريم والعقاب عليها باعتبارها كفر وحرام ومن الكبائر احيانا

الدين لا يتعارض مع الدولة المدنية نعم صحيح  لكن الاسلام تحديدا يتعارض معها فهو يلغيها ولا يعترف بها لان منهج الحياة الشامل في الاسلام هو القران  فهو لا يعترف ولا يقبل بدولة المؤسسات والبرلمان بدلا من مجلس الشورى والدستور بدلا من القران والقوانين الوضعية المدنية بدلا من السنة

الدين لا يتعارض مع حكم الشعب نعم صحيح ولكن الاسلام تحديدا ينفي حكم الشعب ولا يقبل به لان الحكم لله وحده

الدين لا يتعارض مع توزيع الثروة بالعدل لكل ما يستحق حسب جهده وانتاجه ولكن الاسلام يعارض هذا ولا يقبل اللا بتوزيع الثروة حسب الشريعة ونصوص القران والسنة

الدين لا يتعارض مع العلوم الطبيعية والتطور التكنولوجي والتطور والنمو في مختلف ميادين الحياة الانسانية ولكن الاسلام تحديدا يتعارض ويلغي وينفي ويجرم ويكفر لان العلم في الاسلام فقط هو علم القران والسنة وما اتى به الاسلام من عند الله عالم كل شيء وكل مستحدث في الحياة بعد نزول القران من علوم وتكنولوجيا وتطور في ميادين الحياة مرفوض وغير معترف به وان تم الاجتهاد من قبل ائمة الاسلام وقبوله تجاوزا لمواكبة التطور والنمو الطبيعي للحياة فان الفكر الاسلامي المنغلق لا يترك هامشا للمؤمن في حرية الاعتقاد والخروج عن النصوص الملزمة والموجبة والفرضية واي خروج عنها يعتبر كفرا او ارتدادا

 

ولهذا عندما يطرح الدين في اي مسالة من مسائل الحياة يجب ان يستثنى الاسلام من الديانات لخصوصيته لانه ببساطة مختلف عن باقي الديانات كلها من الامور التالية :

- الاسلام منغلق وثابت في حدود القران  اللذي لم يتغير ولم يتطور بالتعديل والحذف والزيادة كباقي الكتب السماوية مثل التوراة والانجيل وكتب باقي الديانات مثل الزرادشتية والبوذية وغيرها

حيث ان كل الكتب الدينية في باقي الديانات عدا الاسلام تطورت اي جرى عليها تعديل وتغيير وتطوير  تبعا لتطور حياة الانسان وحضارته بالتوازي مع تغير الزمان والمكان ومستجدات الحياة وحيثياتها مما جعل الدين منسجما مع الواقع ومتلاحم مع حياة الانسان فالدولة المدنية مثلا لم تتعارض مع الديانة المسيحية او اليهودية او البوذية او غيرها لان الكتب الدينية والنصوص المقدسة واكبت وتغيرت وتعدلت وتطورت لغة ومفهوما ومنطقا وفلسفة وجوهرا واسلوبا ونظرية وقانونا ودستورا مع كل المراحل الحضارية اللتي اوصلت الانسان الى مرحلة الدولة المدنية واللتي نتج عنها مفاهيم حديثة مثل مفهوم الحرية والعدالة والديمقراطية وغيرها

في الوقت اللذي لو تتبعنا التاريخ الاسلامي منذ ظهوره الى يومنا هذا نجده ثابت جامد نمطي تقليدي رجعي غير قابل للتطور ولم يجري عليه تطور اصلا ناهيك عن ان الاسلام ظهر في بيئة صحراوية نمطية ثابتة المعالم كل عناصرها رمال وجمال وغنم  وخيام

لم يكن هناك تنوع بيئي مثل الماء والاشجار والتضاريس وتعدد مقومات الحياة ومقدرات العيش ووسائل الانتاج وعلاقات الانتاج بحيث يفرض هذا التنوع والامتداد الحياتى افقيا وعموديا على توسع هامش الحرية في الاعتقاد والاجتهاد اللذي يستوجب تطور الاسلام واستعابه لتطور الحياة ومواكبته

نهاية اذا كان هدف الدين كدين هو توفير حياة افضل للانسان والحفاظ عليه من الاندثار وبناء حضارة تضمن له حياة كريمة ورفاه وسلام وعدل

وان هذه المعادلة قد اصبحت واضحة للانسان بفضل النمو والتطور الطبيعي له عضويا سواء في جهازه العصبي او جسده وقد اصبح يدرك بطريقة علمية منطقية من خلال قدراته على الفهم والاستيعاب اللتي لم تكن متوفرة عندما اعتمد الانسان على دستور الهي لتنظيم حياته فهو اليوم يقدر ان يصنع دستورا ينظم حياته بكل فروعها وتخصصاتها على اكمل وجه دون اللجوء للاله اللذي هو مجرد صورة وهمية صنعها الانسان في مخيلته نظرا لقلة معرفته وعلمه لطبيعة مادة الحياة وتصرفها وعلاقته معها  ونظرا لقلة توفر الامكانيات الذهنية والجسدية المتوفرة لديه حينها ونظرا لقلة ممارسته للحياة واكتساب المعرفة والخبرة وتقنية الحياة

اذن بهذه الرؤية الواضحة والبسيطة اصبح الانسان ليس بحاجة للدين سواء كان هذا الدين يتعارض مع الحياة او لا يتعارض سواء كان ابيض او اسود لا يهم الانسان بشيء

وان الله كمصدر للتشريع ومراقب للسلوك ومحاسب ومعاقب ومجزي ومرشد  لم يعد يلزم الانسان ايضا فكل اهداف الايمان بالله موجودة ومتوفرة لدى الانسان الحديث بفضل وعيه وادراكه وفهمه ومعرفته وعلمه واجتهاده وقدرته على التفكير الابتكاري والابداعي الى درجة انه يقدر ان يصنع من ذاته الها حقيقيا وليس صوريا تخيليا وهميا كالاله السابق

وبهذا نكون قد تحولنا من حيز الفكر الغيبي الذي ينتج عنه الارهاب والرجعية والتخلف والعجز والمرض والفقر والماسي والحروب ويتعارض مع تطور الحياة وسعادة الانسان ورفاهيته وبناء حضارته بالشكل الافضل

الى حيز الفكر العلماني اي الفكر المادي الطبيعي اللذي ينتج عنه العلوم الطبيعية والتقنيات الحياتية والمعارف والخبرات وتطور الانسان ذاته عقليا ونفسيا وجسديا وتطور مادة حياته بالشكل الانسب والافضل نحو بناء حضارة تقدمية متطورة يحيى الانسان ضمنها برفاه وسعادة وامن وسلام وكرامة يمارس انسانيته من خلالها ويحصل على كل حقوقه الحياتية بفضل دستورها وقانونها

اذن يتطور الانسان من مرحلة الفكر الغيبي الى مرحلة الفكر العلماني او المادي الطبيعي

ومن مرحلة الدين الى مرحلة العلم والمعرفة

ومن مرحلة التخيل والتصور والاعتقاد الى مرحلة العمل وممارسة الحياة واكتساب الخبرة والمهارة والمعرفة والتقنية في مجال تطويع المادة لخدمته وبناء حضارته

وخلاصة القول هي لا اله والحياة مادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق