شكرا للاخوان المسلمين وحياكم الله
الثورة في مصر الان خرجت عن خط الاخوان المسلمين اللذي سارت به في الايام القليلة الماضية ومنذ يومين عندما بدات الطبقة العاملة بالاضرابات والمطالبة بحقوقها وظهرت شعارات مطلبية بالشوارع والساحات جديدة مثل العدالة الاجتماعية والحرية واللتي قفزت عن خطوط الدين ومفاهيم وايدولوجيات الاخوان المسلمين وقفزت عن حدود عريزة السلطة والتسلط وعن حدود المسكنة والمظلمة والتشكي الى حدود الفعل والتاثير والحس الوطني العام والتغيير والنهضة وارادة الحياة الحرة الكريمة وفرض العدالة كمطلب اساسي للحياة الاجتماعية
خرجت الثورة عن الخطوط العوجاء الملتوية اللتي حشرت بها منذ الاسبوع الاول لانطلاقتها حيث هبت كل التيارات الاسلامية والتقليدية والاحزاب السياسية النمطية القديمة المفلسة ذات الجدران الصدئة واهم هذه الاحزاب الاخوان المسلمين نظرا لحجمه وثقله ونفوذه
هبت واستنفرت كل قواها وعناصرها واحاطت شعلة الثورة المركزية وغلفتها بغلاف اسلامي ووطني نمطي تقليدي فارغ من روح التجديد والثورة وبوادر التغيير وطاقة الخلق والتجديد والنهضة والانسجام مع متطلبات العصر وضرورات الثورة وحيثيات الموقف
وهذا جعل الثورة تاخذ مسارات معوجة مترددة يمينا ويسارا واماما وخلفا واسفل واعلى وتتحرك بطريقة لولبية حلزونية لكنها متصاعدة بنفس الوقت
الى ان اكتسبت زخما جماهيريا اوسع تم من خلاله تطعيمها بطعوم مختلفة ومتنوعة من صلب الجماهير المسحوقة ومنهم العمال والفلاحين والمهمشين من العاطلين عن العمل اللذين يعيشون على اطراف ساحة الانتاج والحياة الاقتصادية
واكتسبت تاييدا عالميا قادما من الشعوب الحرة بمختلف طبقاتها
واكتسبت تاييدا سياسيا ودبلوماسيا عربيا ودوليا
واكتسبت تاييدا عربيا جماهيريا من مختلف اصناف الشعب وطبقاته
والاهم من هذا تشكل لديها خبرة ومهارة في التعامل مع العناصر الداخلة بالثورة والعناصر المضادة لها وكيفية التصرف السليم بالمواقف المفاجئة والانية واكتسبت القدرة على التخطيط وتحديد الاهداف واسلوب الاستمرار والسير في خط محدد واضح المعالم والجوانب والاتجاه
التفاعل مع الشارع والجمهور والمنجزات والزخم الثوري المنجز وحركة الاعلام والفعل ورد الفعل كل هذا اعطى قوة ادراك وذكاء وفهم واستيعاب ومناعة للثورة
وانها الان دخلت في اجواء الانطلاق الصاروخي السريع والمتسارع والثابت متجهة نحو الاهداف الفلكية دون اي معوقات او ارتباطات او ارتهانات
الاخوان المسلمون راهنو على الثورة ان يكون بيدرها في حقلهم وحبوب انتاجها في صومعتهم
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ونقول للاخوان المسلمين راحت عليكم وقد اصبحتم الان كمثل المعزومين في عرس الجيران
وفي كل الحالات كمشاركين في عرس الحرية في مصر وكضيوف في هذا العرس المهيب ومن منطلق تقاليد الضيافة والشراكة الوطنية نقول لكم
شكرا وحياكم الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق