الجمعة، 11 فبراير 2011

من واجبات الثورة في مصر الان


من واجبات الثورة في مصر الان

 

ملا حظة جديرة بالوقوف عندها مليا والتفكر بها بعقل واع وتجرد واصدار الحكم عليها بشكل علمي منطقي خال من العواطف الغبية الا وهي :

لقد لا حظت معظم المصريين وعلى راسهم الاخوان المسلمين في الساحات العامة والشوارع يحتفلون بزوال نظامهم الفاسد البارحة بالصلاة والدعاء والتشكر لله على تلبية طلبهم اذ انه ازال لهم النظام  تبعا لما طلبوه من الله في ايامهم السابقة بالدعاء والاستغاثة

انا اقرا من هذا الموقف الامور التالية :

1- ان هؤلاء الاغبياء المتخلفين هم العضو المريض والمتطفل الثقيل في جسد الثورة الشعبية في مصر وهم المحبط والمستنفذ لطاقة الثورة وعطائها دونما فائدة منهم

وهم حركة شعبية غبية تعرقل مسار الثورة وتشوش اجواءها وتربكها وتصيبها بالغثيان والدوار والاضطراب لان الثورة لم تنتهي بزوال النظام ولكنها في الحقيقة بدات بزوال النظام

2- ان الثورة تعني نقلة نوعية فعلية في وجدان وفكر الشعب المصري وهذه النقلة هي للامام نحو الفكر العلماني والانساني المنطقي الفاعل والمغير في حياة الشعب المصري

هي حركة شاملة لكل الحياة فكرا وعملا نحو الامام وليس نحو الخلف وعليه يجب ان يظهر هذا ويترجم من خلال التطور التقدمي على شخصية الفرد في مصر عموما

لكن الموقف اللذي حصل من رجال الدين والاخوان المسلمين يعبر عن تغير رجعي في شخصيتهم ونقلة نوعية نحو الخلف وليس نحو الامام وانه عودة خلفية عن اتجاه الصف الوطني وهذا لا يفسر اللا انه مخالفة للمنطق  الثوري وعدم انسجام وطني ولا ابالغ اذا قلت انه قمة الخيانة والتردي للثورة والشعب فتكريم الثورة بلحاقها والسير في منهجها وتقديم متطلباتها من التطور والجهد والفكر

3- ان كان مظهر التعبد  من الصلاة والدعاء والتهجد والرغي والزعيق والشهيق بالقران واحاديث النبي محمد مظاهر تظاهرية على ان الثورة هي ثورة اسلامية لاعطائها طابعا اسلاميا وان من قام بها الاخوان المسلمون وانصارهم

نقول لهم ان الثورة دائما يصنعها العلمانيون اي الطبيعيون الماديون اهل الحياة واهل الطبيعة لان الثورة هي مشروع حياة ومشروع حياة تقدمي تطوري يهدف الى رفاه الانسان وكرامته وسعادته في حياته ومن هنا فالثورة ليست لكم ايها المسلمون وليست من اختصاصكم  لان منطلقاتها ومنطقها يتعارض مع الاسلام  كون الاسلام دين يمجد الموت على حساب الحياة وهو دين اخروي عدمي وليس دنيوي ارضي طبيعي والثورة في منطق الاسلام هو تمرد على سلطة الله وقانونه وهي حرام ومنكر بل ومن الموبقات

ان من يثور يرتضي الدنيا ويسعى لها على حساب الاخرة وفي قمة المفهوم الثوري تتلاشى الاخرة وتنعدم لان المنطق الثوري بتفاعله وزخمه وتجربة الحياة وتعقيد وسائل الانتاج والانسجام والانخراط في خضم الانتاج والتطور والابداع والابتكار والاكتشاف وتراكم المعرفة والعلم المادي كل هذا لا يترك مجالا للتفكير بالاخرة او بالوهم  السماوي او بالاله والدين وما هو خارج حدود المادة

4- ان هذا الموقف يعطي اشارة للثورة على مستوى تفكير طبقة كبيرة من الشعب المصري اقصد المستوى المتدني اللذي بحاجة لرفعه الى درجة التفكير المادي العلماني المتحضر وعليه فانه من اولى واجبات الثورة ان تقوم بشكل مكثف ومركز على تغيير كل مناهج التعليم وتطويرها وتعديلها والغاء النظام التعليمي الرجعي الغيبي المتخلف كما وتقوم بخلق ثقافة شعبية جديدة تعتمد على العلم والمعرفة العصرية والتكنولوجيا والاكتشافات الحديثة وتعمل على ادماج المجتمع في الحياة الانتاجية واعاطئه الفرصة الكاملة للابداع واكتساب المهارات التقنية والمعرفة الحقيقية في مختلف جوانب الحياة لاثراء تفكيره وتقوية وتطوير شخصيته وكذلك تعمل الثورة على اعادة صياغة شخصية الفرد بداية من اسرته ثم المدرسة والجامعة نهاية بالمؤسسة والدائرة والشارع وكل زوايا حياته 5-  ان واجب الثورة الاولي والضروري هو خلق وتكوين شخصية جديدة للفرد في مصر تتوافق مع متطلبات العصر من ناحية التفكير والقدرة على الاداء والانتاج والتواصل والتفاعل مع كل حيثيات الواقع الحياتي العام ومتطلبات الحضارة الانسانية المعاصرة وهذا يكون بالتعليم والتدريب وادماج الفرد في معمعان الحياة لاكتساب الخبرة والتجربة اللازمة لخلق شخصية جديدة

6- ولتحقيق كل ما ذكر اعلاه يجب ان تكون السلطة في مصر سلطة علمانية ديمقراطية حرة تهتم بمصلحة الانسان الحياتية فوق كل اعتبار وتعتبر الانسان هو اغلى ثروة وطنية واعلى قيمة في الحياة ويكون هو هدفها السامي كي توفر له كل اسباب الرفاه والتطور والتقدم والحياة الكريمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق