الأحد، 27 فبراير 2011

العلمانية تعني الطبيعية المادية


العلمانية تعني الطبيعية المادية

اي الفكر اللذي يدخل في اطار المادة المكونة للطبيعة

فتعتبر العلوم الطبيعية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والاحياء هي اساس الفكر العلماني والقياس والربط والاستنتاج والاسقاط والتقاطع والاستقراء والجدل والحوار كلها وسائل فكرية تاخذ مادتها من العلوم الطبيعية ومن تجربة الانسان  الحياتية بتفاعله مع المادة ومن خبرته ومهارته في تطويع المادة وتغييرها وتطويرها وتصنيعها وتركيبها بالشكل والكيفية اللتي تخدم الحياة والحضارة وتبني هيكل حضارة الانسان  وتحقق له الرفاه والاستمرارية الوجودية والنمو والتكاثر

وفي الحياة هناك مبدأين هما العلمانية والغيبية

العلمانية هي الفكر المادي

الغيبية هي الفكر اللامادي

حيث ضمن الادراك والوعي الحسي للانسان يعي امرين هما المادة واللتي تمثل الوجود والكينونة والصيرورة والمادة هي الشيء  اللذي له خصائص فيزيائية وكيميائية وميكانيكية وحيوية وله كتله وحجم ووزن ولون وطعم ورائحة وشكل وهيئة ويمكن ادراكه عن طريق الحواس الخمس للانسان سواء بالنظر او السمع او الشم او الذوق او اللمس

 

والامر الثاني وهو الغيب اي اللامادة او العدم اللاوجود واللاكينونة واللاصيرورة

والغيب هو الشيء اللذي يمكن تمييزه فقط ولا يمكن ادراكه عن طريق الوعي الحسي للانسان

فالمؤمن مثلا بالله يميز الله كقدرة عليا لكنه لا يدركه بوعيه الحسي كون الله ليس شيء له خصائص وميزات يمكن للدماغ فهمها وتحليلها

اذن العلمانية تهتم داخل اطار المادة اما الغيبية فهي تهتم بخارج اطار المادة

وبهذا فانه يمكن للانسان ان يكون علمانيا وغيبيا بنفس الوقت بحيث يعطي كل اتجاه نسبة معينة

 

وذلك بالاستناد الى علم التشريح وعلم الاحياء حيث  يتكون دماغ الانسان من قسمين  عبارة عن نصفي كرة متصلين فيما بينهما بجسر عصبي كل قسم له وظائف محددة

القسم الايمن وهو القسم المسؤول عن التمييز والخيال والصورة والعواطف وكل ما يتعلق من افكار تخص عالم الغيب خارج حدود المادة  وكتلة هذا القسم تساوي 45 %

اما القسم الايسر اللذي يشغل الافكار العلمية الطبيعية كالرياضيات والهندسة والادراك الحسي  وقدرات الربط والاسقاط والاستنتاج والاستكشاف والابداع والابتكار وغيرها مما يتصل بالمادة بمعنى ان هذا القسم يشغل الافكار اللتي تختص في اطار المادة

وكتلته تساوي 55 % من كتلة الدماغ

ربما يسال سائل يقول : اذا كانت الطبيعة وهبت الانسان نصف دماغه للفكر الغيبي  اذن الدين منهج  طبيعي وسليم وضروري للانسان  ومن هنا فان الدين يصبح من حق كل انسان ممارسته دون اعتراض من العلمانيين عليه او رفض منهجه

 

الجواب هو ان استعمالات القسم الغيبي في الدماغ هي للتصور والتوقع والتخمين وتمييز الاشياء اللتي يستحيل ادراكها لبعدها المكاني او الزمني مثل الشمس والكواكب البعيدة او الديناصورات او احداث تاريخية في عصور سحيقة

كان نتخيل شكلا لسفينة فضاء للذهاب بها للمريخ

او نتخيل شكلا لبرج نريد بناءه فنصممه ونرسمه ونعمل له نموذجا قبل تنفيذه

وهكذا فنجد بان الدماغ يعمل بتناغم متكامل كل  جزء به له وظيفته

اما الجنوح باستعمال الدماغ خارج هذا التكامل من اجل الوصول للحقيقة المدركة كان يتوهم الانسان وجود اله ويبني على هذا الوهم  قصص وحكايات وخرافات وامال وقوانين حياة وبرامج معيشية وقيم واخلاق وغيرها بحيث ينتج عن هذا الوهم منظومة متكاملة حضارية منهجية اسمها الدين وينتقل الانسان بجنوحه عن طبيعة دماغه الى حالة الجمود الفكري بتقييد الدماغ عن عمله الطبيعي بفعل المقدسات والموانع والمكبلات اللتي صنعها الوهم والتوقع والاستنتاج والقياس والاجتهاد  الناتجة كلها من التمييز فقط وليس من الادراك الحسي وفعل التجربة والممارسة والخبرة والمهارة والتفاعل المباشر مع المادة وتشغيل الدماغ بشكل متكامل كوحدة عضوية طبيعية لها خصائصها الوظيفية اللتي لا تتجزأ

من هنا اصبح الدين كنتاج خاطىء لاستعمال الدماغ هو فكر ليس طبيعي اي ليس علماني مادي وبهذا فهو يتنافى مع طبيعة الانسان وبالتالي لا يخدم حياته كما ينبغي

الدين ياخذ جهدا فكريا غير منتج بالفعل المادي وياخذ جهدا جسديا كالصلاة والمناسك الاخرى وياخذ جهدا نفسيا ويقتل الوقت ويبدد طاقة الانسان دون اي فعل مادي من شانه بناء حضارة الانسان وتطوره ونموه وصيرورته

بهذه الفهم المنطقي ندرك ان الدين يسبب الرجعية والتخلف للانسان لقصور ادائه الفكري والجسدي والنفسي  ولضياع وقته بشكل عبثي بسبب الدين طبعا

هذا ناهيك عن الارهاب والقتل والدمار والتحييد والاقصاء والعنصرية واعمال قتل الانسان وتدمير حياته

على هذا نقول ان الفكر العلماني هو فكر الانسان الطبيعي هو فكر الحياة وفكر الحضارة وفكر رفاهية الانسان وصيرورته وكينونته واستمراريته ونموه وتطوره

واخيرا نؤكد نظريتنا اللتي تقول لا اله والحياة مادة والدين سم قاتل للحياة والانسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق