الجمعة، 25 فبراير 2011

تحديات الفكر العلماني

تحديات الفكر العلماني

 

ما زال الفكر العلماني المادي الطبيعي في بداياته وما زال الفكر الغيبي يشمل الساحة الثقافية باغلبيتها بسبب ضغط المعتقد والفكر الموروث والنظام الرجعي الاستبدادي اللذي يحكم المجتمع والبيئة الاجتماعية ذات المرجعية القبلية والسلطة الابوية الذكورية وضعف الامكانات والتنظيم وغياب المنطق الثوري والحس الاستنهاضي وارادة التغيير والنمو والتطور وفي ظل ثقافة عدم قبول الاخر والخوف من الغريب وعدم النزعة نحو التجديد والنزوع نحو النمطية والجمود والتقوقع في المكان وتقديس بواكير الزمان وعدم التخطيط الاستراتيجي نحو مستقبل افضل والبقاء في ظل ثقافة القناعة والرضى بحكم القدر وعطية الحاكم  والله ولي التوفيق وهو رب العباد

في بيئة اجتماعية يعيش الانسان بها فاقد للثقة بنفسه لانه مجرد من انسانيته ومحروم من كل حقوقه بالحياة ومنها الحرية والعدالة والامن والاستقلال وامتلاك نفسه وقراره والمشاركة في اتخاذ القرارات اللتي تشمل حياته ومصيره

في بيئة تغلب عليها حياة الفقر والحرمان والقهر والظلم والفساد والطغيان

والتحقير والتهميش والاقصاء والالغاء  والسجن والقتل والتدمير والهدم والافناء

في بيئة لا قيمة للانسان بها ولا قيمة للحياة والمجد للعدم والفناء

في كل هذا المعمعان والتحدي الكبير ينهض الفكر العلماني متخذا على عاتقه ازاحة تراكمات التاريخ العربي من الجهل والفقر والتخلف والرجعية والتقهقر

ويقوم بوضع عناصر الحياة في مكانها الصحيح في معادلة الحياة وتفعيلها وتحريك المعادلة بعد سبات  وتحريك عجلة البناء والحضارة الى امام واستنهاض الهمم وتنشيط الاجساد والانفس والادمغة وبناء شخصية حديثة للانسان وميلاد الشخصية العربية الجديدة الحرة الفاعلة الراقية المتحضرة القادرة على اداء واجبها الانساني الحضاري واتخاذ دورها اللازم في الحياة وبدء صفحة جديدة من تاريخ مزدهر مشرق

هذا وعلى الفكر العلماني واجبات مترتبة ومهام كبيرة تنتظره للقيام بها تراكمت عليه عبر تاريخ طويل من التغيب العربي عن واجب المشاركة في  ركب الحضارة الانسانية على سبيل البناء والعطاء والمساهمة في حياة تقدمية

ولذا يحتاج الفكر العلماني بالبيئة العربية تضافر كل الجهود الفكرية والثقافية والعملية الانتاجية والاخلاقية الانسانية الحرة للوصول به باقصى سرعة الى مستوى الصيرورة والفعل والتطبيق والانتاج والشمول في بناء الشخصية العربية وبرنامج حياته  لوضعه على الطريق الصحيح بموازاة باقي الشعوب الحرة المتحضرة

بهذا فان حجم المسؤولية كبير فهو يحتاج الى جهد كبير وارادة قوية للبناء والتقدم والتغيير خصوصا وان الفكر العلماني  يندر مناصروه في بحر متلاطم من الاعداء في كل مكان وهم السواد الاعظم من الجاني والضحية على حد سواء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق