الاثنين، 28 فبراير 2011

مفهوم الالحاد والعلمانية والدين

مفهوم الالحاد والعلمانية والدين

الملحد هو الانسان المسيحي اصلا والمؤمن بالديانة المسيحية المتمرد على الكنيسة بزعمها ان اليسوع هو الله حيث يقول الملحد ان اليسوع ليس هو الله وانه لم يعد يؤمن بالوهيته
والالحاد ظهر في القرن الخامس عشر الميلادي في اوروبا اللتي كانت تحكمها الكنيسة المسيحية في ذاك الوقت وقد خرج مفكرون ومنهم من قيادات الكنيسة يشككون بالوهية اليسوع وانشقو عن الكنيسة وشكلو اتجاها دينيا على شكل حزب ديني اسمه الملحدون هم مختلفون فقط عن الاخرين بان اليسوع ليس هو الله
وقد كان في ذاك الوقت طائفة من العلماء الطبيعيين والمفكرين والكتاب والادباء وكبار الرجالات الاقتصادية من اصحاب المصانع والشركات ورجال الاقطاع ورجال الاعمال والمتنفذين والوجهاء من كل هذا الخليط كانت طائفة تسمى العلمانيين او الطبيعيين او الماديين ثلاثة اسماء لنفس المسمى وهؤلاء اتجاههم هو على النقيض من الكنيسة حيث انهم يهتمون بالمادة والطبيعة والحياة ولا يؤمنون او يفكرون بالغيبيات وكون الدين هو جزء من الغيبيات فهم بطبعهم لا دينيون
اصبح الفرق بين العلماني والملحد هو ان الملحد غيبي بصفته المنهجية لكنه لا يعترف بالله اما العلماني هو لا يفكر اصلا بالله او الغيبيات فهو مادي طبيعي
ما حصل في الثورة العلمانية في القرن الثامن عشر واللتي بدات في فرنسا ان العلمانيين اللذي قامو بها ضد الغيبيين اللذين كانو تحت قيادة الكنيسة المسيحية هو ان الملحدين المنشقين عن الكنيسة اتحدو مع العلمانيين ضد الكنيسة ونجحت الثورة وبعدما تشكلت السلطة العلمانية كان للملحدين نصيب في مواقع اتخاذ القرار والسلطة ونظرا لطبيعتهم الفكرية الدينية اصلا قدرو من خلال مواقعهم ان يحصلو على نص قانون يبيح حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية داخل السلطة العلمانية ولكن مع الوقت وتطور الحياة وظهور العلوم والتكنولوجيا واضمحلال الفكر الغيبي وتنحي الكنيسة والدين عن مسرح الحياة اصبحت الحياة تدار بالفكر العلماني بمطلقها وكل مساحتها وبقي قانون حرية المعتقد هو قانون شكلي فقط يعطي انطباعا عن السلطة العلمانية بديمقراطيتها وعدالتها واصبح وجود هذا القانون بمثابة قطعة اثرية في متحف العلمانية لا ضرورة لاستخدامه حيث لم يعد للغيبيين او للكنيسة اي سلطة تذكر

اما في الوسط العربي حيث الدين الاسلامي هو المسيطر على كامل المساحة الحياتية والفكرية وحيث ان العرب بغالبيتهم غيبيون والدين الاسلامي هو محور وعماد فكرهم الحياتي وان النسبة القليلة العلمانية من الفكر المادي الطبيعي في الوسط العربي لا يوجد لها سلطة او قرار في تسيير الحياة العامة فالوضع مختلف تماما عن ما هو في اوروبا

من ناحية العلمانية هي منهج الفكر الطبيعي المادي وهذا المنهج منهج انساني احد منهجين لا ثالث لهما وهما المنهج الطبيعي والمنهج الغيبي
والمنهج الطبيعي هو اللذي يهتم بالطبيعة والمنهج الغيبي يهتم بما هو خارج الطبيعة
اصبح ان المنهج العلماني وجد مع الانسان منذ ميلاده على سطح الارض فهو ليس خاص باوروبا او الميسحية او غيرها هو منهج لكل انسان منذ بداية الحياة والى يومنا هذا والمنهج هو نتاج حالة عضوية في جسم الانسان وليس نظرية او فلسفة خاصة بصنف من الناس او حزب او جماعة فالمنهج العلماني ينتج من النصف الايسر لدماغ الانسان اذن انه بطبيعة هذا الجزء معالجة الافكار الادراكية الحسية المتصلة من المادة الطبيعية للحياة والكون اما الجزء الايمن من الدماغ فيهتم بالافكار القادمة من خارج الطبيعة والمادة الكونية مثل التصور والوهم والخيال والعاطفة وغيرها

وعلى هذا فان مصطلح الالحاد لا مكان له بالفعل في مقابل الديانة الاسلامية لان الاسلام يصنف الناس الى صنفين اما مسلم او كافر
والكافر هنا يقابله ويمثله العلماني بمعنى ان الاسلام يمثل المنهج الغيبي والكفر يمثل المنهج العلماني
ولذلك نجد ان الاسلام يصنف اليهود والمسيحيين على انهم اهل كتاب ويعاملهم من اهل الذمة هذا لانهم غيبيين فهم يتبعون منهج الغيبية اللذي منه الاسلام فكل الديانات هي من منهج واحد وهو المنهج الغيبي
اما ما هو طبيعي مادي لا ديني لا غيبي فهو بالنسبة للاسلام يصنف كافرا
ونحن نصنفه في علم الانسان علماني

لذا فان الدولة العلمانية في الوسط العربي الاسلامي لضرورة قيامها واستلامها السلطة في البداية فقط يلزمها ان تتعاون مع المعتدلين الاسلاميين اللذين لا يفرضون شريعة الاسلام كنظام حكم واللذين يقبلون بالشرائع المدنية كبديل لذلك ثم مع اتساع نفوذ السلطة وسيطرتها على مجالات الحياة المختلفة وخاصة مجال التعليم والتربية والثقافة والاعلام ومسك المصالح الاقتصادية المعنية بحياة السكان ورفاهيتهم سيتم من خلال هذا اعادة برمجة الناس برمجة فكرية جديدة تصب في اطار العلمانية والعمل على تقليص مساحة الفكر الغيبي بالتوازي مع تطور الحياة ونمائها في ظل السلطة العلمانية
الصعوبة تكمن في كيفية استلام سلطة علمانية كبداية تجربة سيادية في وسط غيبي حكم الشعوب العربية لالاف من السنين واصبحت لهذا الحكم المنهجي توابع وراثية واصول عضوية في الشخصية الاجتماعية والتركيبة الحياتية
ولتجاوز هذه المرحلة الصعبة المعقدة تكون المهام المترتبة على العلمانية صعبة جدا وكبيرة فهي بحاجة لثورة شاملة عارمة على كل المستويات وفي كل مجالات الحياة
ونحن كعلمانيين ماضون في هذا الصدد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق