الاثنين، 7 فبراير 2011

قبل فوات الاوان


قبل فوات الاوان

 

ليست الثورة صلاة وادعية لزوال النظام الظالم بالشوارع والساحات

ليست الثورة افتراش الموائد وسجاجيد الصلاة والتهجد وقيام الليل بالساحات

ليست الثورة قراءة القران وتفسير الجلالين والسيرة النبوية وعقد الندوات الدينية والدعوية

ليست الثورة فرصة لتاكيد وجهة نظر لحزب الاخوان المسلمين وغيرهم من التيارات الدينية

ليس الثورة استعراض تنظيمي وسياسي وايدولوجي ومذهبي وفكري

ليست الثورة تسلق على جدران الوطنية وتسلل الى منصات القرار لالقاء الخطب العاطفية

ليست الثورة التغني بالماضي والقفز عن الحاضر وتخيل المستقبل باحلام وردية

ليست الثورة مبنية على افكار دينية متخلفة رجعية

ليست الثورة من يقودها جهلة واغبياء واميين وبسطاء  ودراويش وعمائم ولحى وشيوخ اسلامية

 

الثورة هي نقلة نوعية

هي تحول وتغير وتطور فكري وعملي

نظرية وتطبيقا وجوهرا وشكلا واطارا ومضمونا

الثورة تعني كل مظاهر الحياة داخل الانسان وخارج الانسان

الثورة هي ثورة الذات الفردية فكرا وعملا واحساسا وضميرا ووجدانا

تتجلى من خلال الحرية والانتماء والصدق والعطاء والتفاني والقدرة الذاتية العلمية والمعرفية والعملية التنفيذية لاثبات الذات وتحقيقها واشغال كامل حيزها الوجودي على مسرح الحياة الانسانية

الثورة هي ثورة الفكر الجماعي والضمير الوطني والعمل المشترك من اجل هدف مشترك

ولذا فهي تجربة حياة وخبرة وممارسة ومهارة وتواصل وتعاون وتبادل مصالح في اطار يحقق الكرامة  والاحترام المتبادل بين افراد المجتمع

الثورة من اولوياتها العلم والمعرفة وخبرة الحياة وقدرات المهارة لتنفيذها وتطبيقها وهنا تتجلى الثورة بمعناها الروحي الفاعل والحقيقي

الثورة من يقودها هم الطليعة وهم المفكرين والمثقفين والعلماء والمتعلمين والمهنيين والاكاديميين والمتنفذين اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا

ومن يشكل جسدها الفاعل المتحرك المنتج هم قطاع الشباب الواعي والناضج اللذي يعرف ويعي ما ذا يفعل وكيف يسير والى اين سيصل ويقدر ان يقرر القرار السليم والمطلوب في الزمان والمكان ضمن هامش حرية القرار المنوطة له

 

هل هذه المقارنه في مفهوم الثورة لها مطابقة على ثورة مصر الحالية المتوهجة في ساحة التحرير بالقاهرة ؟

ان كان ذلك فالواجب الوطني الثوري يدفعنا نحو تصحيح الخطا فورا وقبل فوات الاوان كي لا تضل الثورة طريقها وتجد نفسها في ضياع وساعتها لا يفيد الندم والعض على الاصابع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق