الوحدة العاطفية بين المسيحي والمسلم في مصر لا تلغي خصوصية كل منهما
موقف عاطفي او عدة مواقف عاطفية في ساحة التحرير او غيرها لا يلغي تراكمات نفسية وفكرية ومركبات عضوية في هيكل الشخصية المسلمة والشخصية المسيحية نظرا للفارق الكبير بين الشخصيتين في نفس الجغرافيا ونفس التاريخ ونفس الوطن هناك ايدولوجيا مختلفة بينهم وهناك معتقدات وهناك تربية وتنشئة وهناك مناهج ومبادىء وقيم وهناك ارتباطات ومصالح داخلية وخارجية وهناك خصوصيات واهداف وامال مختلفة واحيانا متناقضة والكثير الكثير من الامور اللتي تفرض نفسها كواقع اجتماعي وثقافي وايدولوجي ومنهجي لا يمكن القفز عنه والتغاضي واهماله والاستخفاف به لان المياه الجارية مهما حصرتها ستفلت يوما باحثة عن مخرج فالحل الامثل لرضى كافة الاطراف ولبناء وطن متكامل قوي يحتوي كل مواطنيه يجب ان تكون العلمانية هي النظام السياسي والحياتي الشامل لمصر الجديدة وليست اي علمانية انما العلمانية المطلقة واللتي لا يوجد للدين بها اي علاقة سواء بالدستور او التشريع او الحياة الادارية او المعيشية او غيرها ولا حتى بالتعليم والتربية والاعلام والثقافة
وعليه يجب اعلان الدولة دون ذكر ديانتها بمعنى يجب الغاء المادة الثانية من الدستور واللتي تنص على ان دين الدولة هو الاسلام كما ويجب الغاء خانة الديانة من الهوية الشخصية ومن جواز السفر وسجل الاحوال المدنية لكل مواطن مصري ويكتفى بذكر موطنه
ويجب اضافة مادة للدستور الجديد تنظم عملية الزواج المدني وتعتبر ان الزواج المدني هو الزواج الرسمي في الدولة كما ويجب الغاء مادة الدين من التربية والتعليم في المدارس والجامعات والغاء وزارة الدين ايضا سواء وزارة الاوقاف الاسلامية او اتحاد الكنائس المسيحية وحتى الغاء ميزانيتها ومخصصاتها واغلاق كافة الفضائيات الدينية لكل الاطراف ومنع الدعاية الدينية ضمن القانون الجديد اللذي يشمل تشريعات في هذا الصدد
ومع هذا يجب ان ينص الدستور صراحة على منح الحريات العامة والخاصة باوسع اطرها واشكالها
وبهذا تكون العلمانية المصرية ذات خصوصية وتفرد نظرا للزمان والمكان وتركيبة المجتمع المصري وخصوصيته الاجتماعية والوطنية والتاريخية والحضارية ولا يجب ان تكون تقليدا لعلمانية تركيا او غيرها
ان لم يتم هذا الحل ستبقى مصر تدور في دوامة التخلف والرجعية والعنف المتبادل ما بين السلطة والشعب والاستغلال والاستعباد والسرقة والتسلط والنهب والتحايل والمرا وغة على حقوق المواطن وثرواته الطبيعية ومقدرات عيشه الكريم وما بين فئات الشعب نفسه وتبقى مشاكل الفقر والجهل والتبعية والانحطاط مستمرة بل وستزداد في ظل اي سلطة ستاتي مهما كانت ثورية ومهما كانت شعبية ووطنية
مع الملاحظة بان الوحدة الشاملة والكاملة بكل معانيها بين المسيحي والمسلم لو تحققت بفعل ساحر وبطريقة اعجازية سيظهر هناك خلافات بينية بين فئات من المسيحيين انفسهم وبين فئات من المسلمين انفسهم وستتسع دائرة الخلاف لتؤدي الى تمزيق الشعب المصري الى فئات واتونات كما في لبنان حاليا وتكبر الازمات وتتعقد ويضيع الوطن ويضيع الحلم الاكبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق