الخميس، 17 فبراير 2011

المسيحي والمسلم في مصر كل له خصوصيته


الوحدة العاطفية بين المسيحي والمسلم في مصر لا تلغي خصوصية كل منهما

 

موقف عاطفي او عدة مواقف عاطفية في ساحة التحرير او غيرها  لا يلغي تراكمات نفسية وفكرية ومركبات عضوية في هيكل الشخصية المسلمة والشخصية المسيحية نظرا للفارق الكبير بين الشخصيتين في نفس الجغرافيا ونفس التاريخ ونفس الوطن  هناك ايدولوجيا مختلفة بينهم وهناك معتقدات وهناك تربية وتنشئة وهناك مناهج ومبادىء وقيم وهناك ارتباطات ومصالح داخلية وخارجية وهناك خصوصيات واهداف وامال مختلفة واحيانا متناقضة والكثير الكثير من الامور اللتي تفرض نفسها كواقع اجتماعي وثقافي وايدولوجي ومنهجي لا يمكن القفز عنه والتغاضي واهماله والاستخفاف به لان المياه الجارية مهما حصرتها ستفلت يوما باحثة عن مخرج فالحل الامثل لرضى كافة الاطراف ولبناء وطن متكامل قوي يحتوي كل مواطنيه يجب ان تكون العلمانية هي النظام السياسي والحياتي الشامل لمصر الجديدة وليست اي علمانية انما العلمانية المطلقة واللتي لا يوجد للدين بها اي علاقة سواء بالدستور او التشريع او الحياة الادارية او المعيشية او غيرها ولا حتى بالتعليم والتربية والاعلام والثقافة

وعليه يجب اعلان الدولة دون ذكر ديانتها بمعنى يجب الغاء المادة الثانية من الدستور واللتي تنص على ان دين الدولة هو الاسلام كما ويجب الغاء خانة الديانة من الهوية الشخصية ومن جواز السفر وسجل الاحوال المدنية لكل مواطن مصري ويكتفى بذكر موطنه

ويجب اضافة مادة للدستور الجديد تنظم عملية الزواج المدني وتعتبر ان الزواج المدني هو الزواج الرسمي في الدولة كما ويجب الغاء مادة الدين من التربية والتعليم في المدارس والجامعات والغاء وزارة الدين ايضا سواء وزارة الاوقاف الاسلامية او اتحاد الكنائس المسيحية وحتى الغاء ميزانيتها ومخصصاتها واغلاق كافة الفضائيات الدينية لكل الاطراف ومنع الدعاية الدينية ضمن القانون الجديد اللذي يشمل تشريعات في هذا الصدد

ومع هذا يجب ان ينص الدستور صراحة على منح الحريات العامة والخاصة باوسع اطرها واشكالها

وبهذا تكون العلمانية المصرية ذات خصوصية وتفرد نظرا للزمان والمكان وتركيبة المجتمع المصري وخصوصيته الاجتماعية والوطنية والتاريخية والحضارية ولا يجب ان تكون تقليدا لعلمانية تركيا او غيرها

ان لم يتم هذا الحل ستبقى مصر تدور في دوامة التخلف والرجعية والعنف المتبادل ما بين السلطة والشعب والاستغلال والاستعباد والسرقة والتسلط والنهب والتحايل والمرا وغة على حقوق المواطن وثرواته الطبيعية ومقدرات عيشه الكريم وما بين فئات الشعب نفسه وتبقى مشاكل الفقر والجهل والتبعية والانحطاط مستمرة بل وستزداد في ظل اي سلطة ستاتي مهما كانت ثورية ومهما كانت شعبية ووطنية

مع الملاحظة بان الوحدة الشاملة والكاملة بكل معانيها بين المسيحي والمسلم لو تحققت بفعل ساحر وبطريقة اعجازية سيظهر هناك خلافات بينية بين فئات من المسيحيين انفسهم وبين فئات من المسلمين انفسهم وستتسع دائرة الخلاف لتؤدي الى تمزيق الشعب المصري الى فئات واتونات كما في لبنان حاليا وتكبر الازمات وتتعقد ويضيع الوطن ويضيع الحلم الاكبر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق