كيف نصنع الحرية والديمقراطية والعدالة
ان الشعوب اللتي عرفت الحرية والديمقراطية والعدالة ومارستها كانت حققت قفزة حضارية تقدمية قبلها على صعيد بناء الفرد والمجتمع وبناء شخصية الانسان القادر الكفء المتحضر اللائق لان يقود مركبة الحضارة الانسانية ويواصل المسير للامام تصاعديا وهذا الفرد هو عنصر من مجموعة اناس اسمهم النخبة والنخبة هي الطليعة الحضارية وعندما اصبحت النخبة تمثل الاغلبية في شعوبها عرفت حينها الحرية والديمقراطية والعدالة حيث ان هذا الثالوث هو الطاقة اللازمة لآلة الحضارة للمسير والحركة والتقدم والتواصل والاستمرار نحو مستقبل واعد وواقع افضل يحقق السعادة والرفاه والكرامة والعزة للانسان
وسؤالي هنا :
هل النخبة في الشعوب العربية اصبحت تمثل الاغلبية ؟
وهل وصلت النخبة اصلا الى مستوى معرفة الحرية والديمقراطية والعدالة والتفاعل ومعها والتعامل مع اصولها ونتائجها بما يضمن تحقيق نتائج ايجابية وثمار طيبة للمجتمع عموما ويحقق ما يصبو اليه المجتمع وما يتطلع اليه من نواقص في حياته كالكرامة والعزة والرفاه ؟
هل النخبة في المجتمع العربي تم اعدادها بشكل مبرمج وممنهج على اسس تربوية وتوعوية وانشائية حضارية علمية تقدمية جسديا ونفسيا وعقليا وتم تدريبها على كل الظروف والمستجدات وتنمية قدراتها وتدريبها لمواجهة كل التحديات وهل تم شحنها بطاقة المواصلة والثبات والاستمرار الى غاية الوصول للاهداف الاستراتيجية العمومية وهل تم تسليحها بالعلم والمعرفة والتقنية اللازمة لخوض معركة التغيير والصعود في سلم التقدم الحضاري الانتاجي الفعال ؟
هل النخبة هذه تمتلك خاصية التوسع والتمدد حجما وكما ونوعا وانتاجية ومقدرة وكفاءة ولياقة توافقية وتلاؤما ظرفيا ومكانيا وزمانيا وفهما واستيعابا وتفاعلا حضاريا عموميا وخصوصيا ؟
هل النخبة هذه نابعة من رحم المجتمع العربي ثقافة وتراثا فكريا وعقائديا ومعنويا وماديا كي نسميها نخبة المجتمع العربي ؟
هل يوجد ثقافة عربية مشتركة وذات خطوط واضحة مركزية رئيسية للنخب في المجتمعات العربية وهل يوجد سمات مشتركة وقواسم رئيسية بينها وهل الاهداف والرؤى لها واضحة ويمكن اللقاء بها ومعها؟
هل النخب العربية حققت اي انجازات تذكر في حقول الانتاج الحضاري الانساني الخلاق كي تستعمل هذه الانجازات نواة لمشروع حضاري شامل متنامي متواصل نعلق عليه الآمال ونمده بالاعمال ؟
هل الانسان العربي المتميز المبدع الخلاق الذكي المتحضر الفاعل العامل المنتج المتحرر القادر على صنع التغيير والتقدم في واقعه ووسطه الحياتي ماديا ومعنويا هل وصل الى مرحلة يستحق بها ان يكون في جماعة اسمها النخبة وهل متاح له العيش والتواجد والحياة الكريمة الامنة في مجتمع ونظام حياة يضمنان له توصيل رسالته الحضارية وتقديم واجباته اتجاه شعبه ووطنه وابراز كل ابداعاته وانتاجاته البناءة في سبيل التقدم والرخاء ؟
وهل هناك اي واقع عربي بحكومته ونظامه وثقافته وتركيبته الاسرية والقبلية والعشائرية وعقيدته وعاداته وتقاليده وموروثاته ومفاهيمه مهيأ لحياة ونمو عناصر النخبة وتشكيل شخصية الفرد بحيث ان يصبح من النخبة وبالتالي هل هناك واقع بحيثياته وتكوينه وتركيبه قادر على افراز نخبة وهل هناك واقع مؤهل ان تنمو به هذه النخبة وتكبر وتستمر وتتوسع الى ان تصبح هي الاغلبية ؟
بعد هذه التساؤلات اللتي تختزن الاجوبة بداخلها اقول بان الحرية والديمقراطية والعدالة اللتي تلزمنا كعرب يجب ان نصنعها بايدينا وعقولنا وانفسنا كي تفيدنا لانها ادوات بناء حضاري ولا فائدة من ان نستوردها كما نستورد السيارة او الادوات الكهربائية من الاجنبي
وعلينا لكي نصنعها ان تصبح النخبة هي الاغلبية وهذا هو هدفنا قبل التطلع للاهداف الاعلى الا وهي الحرية والديمقراطية والعدالة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق