هذا هو النظام الديمقراطي
المعايير الاخلاقية هي منظومة فكرية متكاملة تعمل بتناسق وتناغم مع الخصوصية الشخصية لذات الفرد الانساني طبقا لمواصفاته الذاتية من الناحية العضوية والبنيوية التركيبية والتجربة الحياتية والقدرات العلمية المعرفية والارضية التربوية المنشاية والوعي الذاتي وقدرة التحكم الحياتية بالمنهج الذاتي والفكر والمعرفة والوعي الذاتي
وعلى هذا فان كل انسان مهما بلغ علمه ووعيه وادراكه ومعرفته وتجربته الحياتية ومبداه وتركيبة شخصيته وخصوصيته فهو يمتلك نظاما متكاملا من المعايير الاخلاقية ضمن مركبات شخصيته من فكر ووعي وادراك ووجدان واحساس وتمييز يتحكم بها التركيب العضوي الوراثي الطبيعي ككائن حي من خلال الجهاز العصبي بشكل رئيسي
ومن هنا فان اي تدخل خارج اطار الشخصية لفرض نظاما معياريا اخلاقيا على تلك الشخصية مخالف لما ينسجم مع تكوينها الطبيعي الاصلي فهو نوع من الاستبداد والتسلط وسينتهي الامر الى الصدام ومعاكسة الاتجاه الحياتي واختلاف المناهج ووجهات النظر
ولتلافي هذه الحالة فان المفهوم الديمقراطي للتعامل مع الانسان عموما يفرض علينا ان نستوعب منظومة المعايير الاخلاقية الذاتية للشخصية المقابلة استيعابا علميا بدراستها وفهمها وتجربتها ومحاكاتها ونمذجتها وبعدها يصار الى تصميم نموذج عام وشامل يحتوي مجموعة من الاطر والخطوط الرئيسية بحيث يتم استيعاب المنظومات المعيارية الاخلاقية لكل افراد المجتمع بمختلف نماذجها وخصوصياتها ضمن هذا النموذج المصمم
هذا النظام اسمه النظام الديمقراطي
والنظام الديمقراطي لا يقتصر على نظام الحكم في الدولة انما هو نظام حياة شامل فهو نظام التعامل داخل الاسرة ونظام المدرسة ونظام المؤسسة ونظام الشارع والنقابة والمنتدى والملتقى الشبابي والمهني وحضانة الاطفال ودور الرعاية الاجتماعية والسجن والمستشفى والمؤتمر والبرلمان والاجتماع بكل اشكاله وكل واجهات الحياة الاجتماعية الانسانية والتفاعلات الحياتية حتى لو كان الانسان مع ذاته عليه ان يتعامل مع نفسه بنظام ديمقراطي فلا يلجا الى جلد الذات واالاستبداد والتسلط على الذات وتانيب الضمير الى درجة تحطيم الثقة بالنفس وتحطيم الاحساس بالقوة والعزة والكرامة
ويبقى الهدف من النظام الديمقراطي هو تعزيز الثقة بالنفس لمواجهة تحديات الحياة والصمود امامها واتاحة الفرصة للانسان بممارسة حقه الكامل بالحياة دون اعاقة ودون انتقاص وكذلك منح الانسان الاداة والمقدرات اللازمة لتحقيق اهدافه الحياتية بجهد قليل وطريق قصير للوصول لتلك الاهداف وتحقيق النجاح ويهدف النظام الديمقراطي الى تنظيم عمل المجتمع كل ضمن تخصصه وقدراته وكفائه وامكانيته للانتاج والعطاء والايجابية والتفاعل البناء للوصول الى هدف جماعي مثمر ينعكس على كل المشاركين بمسيرة الحضارة في العمل والبناء الى التقدم والرفاه والسعادة والنماء والتطور واستمرارية الحياة وتواصلها بالشكل الافضل في كل زمان ومكان كما ويهدف النظام الديمقراطي ان يبقى الانسان هو من يقود حركة التغيير والتطوير والبناء لصالحه لتحقيق اعلى مستوى من الرفاه والسعادة وهو القادر على تحدي الطبيعة وتطويع المادة لخدمته وهو اللذي يصنع وجوده وكيانه ويتحكم بهما ويقرر طبيعة حياته بما ينسجم مع رغباته وتطلعاته واماله وطموحاته
النظام الديمقراطي هو النظام اللذي يبني حضارة الانسان بالشكل الطبيعي والحقيقي والواقعي والصحيح والمطلوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق