السبت، 16 أبريل 2011

هذا هو النظام الديمقراطي


هذا هو النظام الديمقراطي

 

المعايير الاخلاقية هي منظومة فكرية متكاملة تعمل بتناسق وتناغم مع الخصوصية الشخصية لذات الفرد الانساني طبقا لمواصفاته الذاتية من الناحية العضوية والبنيوية التركيبية والتجربة الحياتية والقدرات العلمية المعرفية والارضية التربوية المنشاية والوعي الذاتي وقدرة التحكم الحياتية بالمنهج الذاتي والفكر والمعرفة والوعي الذاتي

وعلى هذا فان كل انسان مهما بلغ علمه ووعيه وادراكه ومعرفته وتجربته الحياتية ومبداه وتركيبة شخصيته وخصوصيته فهو يمتلك نظاما متكاملا من المعايير الاخلاقية ضمن مركبات شخصيته من فكر ووعي وادراك ووجدان واحساس  وتمييز  يتحكم بها  التركيب العضوي الوراثي الطبيعي ككائن حي  من خلال  الجهاز العصبي بشكل رئيسي

ومن هنا فان اي تدخل خارج اطار الشخصية  لفرض نظاما معياريا اخلاقيا على تلك الشخصية مخالف لما ينسجم مع تكوينها الطبيعي الاصلي فهو نوع من الاستبداد والتسلط وسينتهي الامر الى الصدام ومعاكسة الاتجاه الحياتي واختلاف المناهج ووجهات النظر

ولتلافي هذه الحالة فان المفهوم الديمقراطي للتعامل مع الانسان عموما يفرض علينا ان نستوعب منظومة المعايير الاخلاقية الذاتية للشخصية المقابلة استيعابا علميا بدراستها وفهمها وتجربتها ومحاكاتها ونمذجتها وبعدها يصار الى تصميم نموذج عام وشامل يحتوي مجموعة من الاطر والخطوط الرئيسية بحيث يتم استيعاب المنظومات المعيارية الاخلاقية لكل افراد المجتمع بمختلف نماذجها وخصوصياتها ضمن هذا النموذج المصمم

هذا النظام اسمه النظام الديمقراطي

والنظام الديمقراطي لا يقتصر على نظام الحكم في الدولة انما هو نظام حياة شامل  فهو نظام التعامل داخل الاسرة ونظام المدرسة ونظام المؤسسة ونظام الشارع والنقابة والمنتدى والملتقى الشبابي والمهني وحضانة الاطفال ودور الرعاية الاجتماعية والسجن والمستشفى والمؤتمر والبرلمان والاجتماع بكل اشكاله وكل واجهات الحياة الاجتماعية الانسانية والتفاعلات الحياتية حتى لو كان الانسان مع ذاته عليه ان يتعامل مع نفسه بنظام ديمقراطي فلا يلجا الى جلد الذات واالاستبداد والتسلط على الذات وتانيب الضمير الى درجة  تحطيم الثقة بالنفس وتحطيم الاحساس بالقوة والعزة والكرامة

ويبقى الهدف من النظام الديمقراطي هو تعزيز الثقة بالنفس لمواجهة تحديات الحياة والصمود امامها  واتاحة الفرصة للانسان بممارسة حقه الكامل بالحياة دون اعاقة ودون انتقاص   وكذلك منح الانسان الاداة والمقدرات اللازمة لتحقيق اهدافه الحياتية بجهد قليل وطريق قصير للوصول لتلك الاهداف وتحقيق النجاح ويهدف النظام الديمقراطي الى تنظيم عمل المجتمع كل ضمن تخصصه وقدراته وكفائه وامكانيته للانتاج والعطاء والايجابية والتفاعل البناء للوصول الى هدف جماعي مثمر ينعكس على كل المشاركين بمسيرة الحضارة في العمل والبناء الى التقدم والرفاه والسعادة والنماء والتطور واستمرارية الحياة وتواصلها بالشكل الافضل  في كل زمان ومكان  كما ويهدف النظام الديمقراطي  ان يبقى الانسان هو من يقود حركة التغيير والتطوير والبناء لصالحه لتحقيق اعلى مستوى من الرفاه والسعادة وهو القادر على تحدي الطبيعة وتطويع المادة لخدمته وهو اللذي يصنع وجوده وكيانه ويتحكم بهما  ويقرر طبيعة حياته بما ينسجم مع رغباته وتطلعاته واماله وطموحاته

النظام الديمقراطي هو النظام اللذي يبني حضارة الانسان بالشكل الطبيعي والحقيقي والواقعي والصحيح والمطلوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق