الثورة هي تغيير في الفكر والمنهج والشخصية
ان الدولة العلمانية عندما قامت في فرنسا في القرن الثامن عشر اتت نتيجة حركة تنويرية دامت قرابة المئة عام اذ بدات منذ منتصف القرن السادس عشر وقد عملت هذه الحركة باسلوب الثورة الحقيقية اي التغيير والتطوير في الفكر والمنهج واسلوب الحياة والمنطق والعادات والتقاليد والمفاهيم والتركيبة الاجتماعية واصولها وعلاقاتها وتفاعلاتها مع بعضها ومع الطبيعة والبيئة من حولها كما وعملت على تثوير وسائط الانتاج واساليبه وعلاقته وتثوير المفهوم العام للحياة ومفهوم بناء الفرد عضو المجتمع الفاعل المنتج المبدع المتميز المنتمي الخلاق الايجابي المخلص المتفاني الصادق ذو الاخلاق الحضارية الراقية وعملو على خلق اسلوب التفكير الجماعي والتفكير الممنهج والهادف وخلقو في اذهان المجتمع قيم اخلاقية جديدة كالحرية والعدالة والديمقراطية واحترام الاخر وقبول الراي الاخر والنقد الذاتي وتوسيع افق الشخصية في فهم الاخرين والتعاطي معهم والمرونة في التفاعل العام واللياقة الاجتماعية والذكاء الاجتماعي وخلقو صفة التفكير الجدلي المادي في اذهان الناس والتفكير المنطقي العلمي وزرعو في العقول قيمة العلم الطبيعي كي تكون هي القيمة العلمية العليا في الحياة وهي مصنع التحول الحضاري للانسان والتغير والتطور كل هذا وعندما اصبحت الشخصية الاجتماعية والفردية للانسان ناضجة الى مستوى التحرر وتشكيل دولة نموذجية حضارية علمانية ذات فكر مادي ومنهج طبيعي حضاري تقدمي ديمقراطي عادل حر تم اعلان الدولة العلمانية واستمرت في منهجها التقدمي الى يومنا هذا وانتجت ما انتجته من تقدم ورفاه وسعادة ورخاء للانسان
يذكر ان من قامو بالتنوير في عصر التنوير في اوروبا واللذي بدا منذ بداية القرن الخامس عشر ولغاية نهاية القرن الثامن عشر هم النخبة الاجتماعية اللتي كانت تضم العلماء في مجال العلوم الطبيعية كالكيمياء والفيزياء والرياضيات والاحياء والفلك والطب والهندسة وتضم المفكرين والكتاب والادباء والنقاد والفنانين من الرسامين والشعراء والموسيقيين والنحاتين وكانت تضم كبار المهنيين ومدراء الشركات واصحاب الخبرات في التسويق وراس المال والمحاسبين الكبار ورجال الاعمال وكبار الضباط من العسكريين واصحاب الخبرات الادارية والمهنية والحرفية وتضم الحكماء والقضاة واصحاب النفوذ الاجتماعي وممن له راي وتاثير ومكانة في المجتمع ومجال العمل والانتاج الصناعي والزراعي والادراي والحكومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق