توصيات اتجاه الجرحى والمصابين
الرجا كل الرجاء ممن يفكرون بطريقة علمية وممن يمتلكون ضميرا انسانيا وممن يغارون على الانسانية ومن كل انسان متحضر لديه حس وخلاق وقيم حضارية ان يكون عونا للجريح او المصاب ان صادف وكان في موقف يتطلب منه المساعدة ان لا يصرخ فوق راس المصاب او بالقرب منه وان لا يندب وان لا يتصرف بعصبية واضطراب وهمجية وتسرع وارتجالية وغباء دون تخطيط ودون حكمة ودون تركيز وهدف وعليه ان يزن خطواته وحركاته وكلماته وايماءاته ونظراته لان كل حركة وكل خطوة وكل ايماءة وكل كلمة وكل هيئة للانسان الموجود في محيط المصاب او الجريح في ارض المعركة او المواجهة لها تاثير سحري عليه فربما تكون سببا في حياته ونجاته وربما تكون سببا في وفاته او مضاعفة خطر الاصابة او التسبب له باعاقة دائمة في حال نجاته كصدمة عصبية او نفسية او خلل عضوي
ومن الاشياء القاتلة والخطرة جدا على حياة المصاب هي :
الصراخ والصوت المرتفع والندب والردح والنحيب والبكاء والتولول والعويل
الحركة العشوائية والارتجالية الغير مركزة ومدروسة
النفاق الاجتماعي والمجاملة الظاهرية الغير مجدية
التصرف بجهل وغباء دون دراية ودون مراعاة لحالة المصاب ونوع اصابته ومدى خطورتها وموقعها وتاثيرها ودون مراعاة لنفسية المصاب وعمره وقدرة تحمله ووزنه وطوله وحالته الجسدية وقدرته العقلية وتفاعله وتجاوبه واستيعابه للموقف ودون علم في كيفية حمل المصاب ونقله
الاهم من هذا كله عدم مخاطبة الجريح او المصاب وتكليفه بصيغة الامر بان يتشاهد لان هذا الموقف يسرع من موته وينهي عمره حيث يضعف مقاومته ويخفض مستوى ضغط الدم لديه ويوقف قلبه عن العمل ويجمد تفكيره وعمل دماغه عن اعطاء الاوامر الحركية لاعضاء الجسد اللتي من شانها مقاومة الاصابة والصمود لحين اسعافه
فتكون الشهادة له بمثابة رصاصة الرحمة
كما ويجب عدم التكبير والتهليل فوق راس الجريح فصرخة الله اكبر فوق راسه بمثابة القنبلة اللتي تفجر كيانه وتنهي آخر رمق لديه وذلك نتيجة لتوارد الخواطر الدفينة بالعقل الباطن من مخلفات الموروثات الجينية من الاجداد اللذين كانو يخوضون الحروب ويعيشون لحظات القتل والهلاك بين صيحات الله اكبر والتهليل
ان حياة الانسان اثمن واقدس من الكلمات وارضاء الاهواء والامزجة والايمان بالقلب والوجدان ليس بالصراخ والوجاهة والتظاهر
هي لحظات لثواني او دقائق تفصل ما بين الموت والحياة للانسان يجب ان تمر بهدوء وتركيز وعلمية ومنطقية وبكل رعاية انسانية حضارية راقية دون جهل او همجية او غباء قاتل
هل حبكت عقدة التدين ان تحشر في هذه اللحظات المفصلية من عمر الانسان ؟
مطلوب شيء من الوعي والمنطق والحكمة والتعقل لان حياة الانسان تتطلب ذلك
اتمنى لكل المصابين الشفاء العاجل واترحم على الفقيدين واتمنى ان لا يصاب احد بمكروه
الانسان اخو الانسان في كل زمان ومكان والانسان هو اغلى ثروة في الوجود وهو اقدس موجود والحياة حق مقدس لكل انسان ولا يحق لاحد مهما كان ان يحرمه هذا الحق تحت اي حجة او ذريعة حتى لو كان الله نفسه لانه ليس من العدل على من يهب الحياة ان يعود لياخذها قسرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق