الجمعة، 29 أبريل 2011

فكر الانسان المعاصر


فكر الانسان المعاصر

 

لئن كان الله موجودا حقيقة فان الانسان لم يعد بحاجة له كونه تطور ونضج ونما الى الحد اللذي يعتمد كليا بحياته على نفسه بفضل علمه ومعرفته وتجربة حياته ومهاراته الحياتية والتقنية اللتي اكتسبها في عمره وبفضل تطوره  عصبيا وجسديا

اما بالنسبة للديانات فهي ادوات حضارية بدائية وفلسفات حياة  استعملها الانسان بفترات معينة في حياته لزوم المرحلة للتطور وتواصل الحياة والحفاظ على النوع والتكاثر والنسيج الاجتماعي والتراث الانساني والحضاري والانتاج والقيم والاخلاق والمثل وتجربة الحياة التراكمية والمعارف والمهارات  والعلوم  والانتقال الى مراحل متقدمة تحقق مستوى اعلى من الرفاه والسعادة والرخاء للانسان

هذا وبعد وصول الانسان الى ارقى المستويات  من التشكيل الحضاري في كل المجالات الحياتية فلم يعد بحاجة للرافعة الحضارية القديمة البدائية اللتي استعملها وهي الدين للوصول الى هذا المستوى

اصبح بهذا  المنظور المنطقي ليس الانسان عموما بحاجة لله او الدين وعلى هذا فان مسالة الايمان والفكر الغيبي لم يعد لهما قيمة تذكر في حياة الانسان  سوى انها تعمل على تحديد قدراته الفكرية ومنعه من التعلم والانفتاح والتطور  ومنعه من الانسجام مع متطلبات العصر والوصول الى مستوى التحدي لمواجهة تحديات الحياة المعاصرة بتعقيداتها التقنية والعلمية وتحديات الطبيعة بكثرة وتنوع تحدياتها البيئية وعناصرها  اللتي تهدد حياة الانسان الى درجة الفناء

 واصبح الايمان والفكر الغيبي يعملان على انحدار المستوى الاخلاقي والقيمي للانسان المتحضر المعاصر عن المستوى الراقي  اللذي يجب ان يكون به فيجنح الى العدوانية والارهاب والخداع والفساد والتطفل والاستهلاك والاغتصاب لحقوق الاخرين والتسلط والظلم والقهر والحرمان والتفرد في الحكم وغيرها من اخلاقيات الهدم والتدمير والتخريب  لحضارة الانسان ووجوده ورفاهه ورخائه وسعادته

اذن تحول الايمان المشتق من الدين والفكر الغيبي وهو منبع الدين ويتمثلان هاتين الحالتين بالدين ويندمجان به   الى معول هدم حضاري وتاخر  وقتل وتدمير وابادة وفناء لعنصر الانسان ووجوده وكيانه في الوقت المعاصر من تاريخ الانسان بدلا من حالة كونه رافعة حضارية وسببا للحفاظ على حضارته  في التاريخ القديم

وعلى الانسان اليوم ان يعي هذه النقطة الحساسة في تحول المنطق الحضاري له بفعل التطور وبفعل تعاقب الزمن والتغير الطبيعي والبيئي المحيط به وعلاقة الانسان بهذا التغير وتفاعله المباشر معه والتاثر المباشر منه  حيث ان الانسان جزء مادي يحيى في وسط مادي وما  يجري في هذا الوسط يندرج عليه

وقانون المادة في الطبيعة يقول ان المادة تتحول من شكل الى آخر وتتطور تبعا للزمن والتقادم وتتغير بما يناسب طبيعة المرحلة  والطبيعة دائما وابدا تتجه في حراكها نحو الافضل وبما ان الانسان ككيان مادي مطلق فهذا القانون ينطبق عليه تماما  ومن منطلق ان لا اله والحياة مادة ولا شيء خارج حدود المادة يحدد منهج الانسان بالحياة او له علاقة بوجوده

الله مجرد وهم وهو فكرة خيالية وهمية مبتدعة من عمق الفكر الغيبي للانسان البدائي

والدين فلسفة حياة ورافعة حضارية بدائية قديمة حيث بداية تشكل حضارة الانسان ونموه وتقدمه ورقيه وتطوره  وضرورة حفاظه على نوعه وتكاثره  وحفاظه على مكتسباته وامتيازاته واستحقاقاته الحياتية المعاشية

الانبياء هم اناس خليط من الفلاسفة والحكماء والقيادات الفكرية والثقافية والعسكرية والمجربين والمهرة والاذكياء والمتميزين والفاعلين والكادحين والطليعيين وكبار قومهم وآخرين لهم قدرات على القيادة  الاجتماعية  والحنكة الحياتية

الفكر المعاصر للانسان هو الفكر الطبيعي المادي  المتمثل بالعلمانية المنطلق من اساس ان الحياة مادة ولا شيء غير المادة 

هناك تعليق واحد:

  1. تقول : ان مسالة الايمان والفكر الغيبي لم يعد لهما قيمة تذكر في حياة الانسان ـ ماذا لو انقطعت بك السبل في خضم بحر متلاطم ... فما الشيء الذي تلجأ إليه لعله يساهم في إنقاذك ؟ أم ترى ذلك الشعور مجرد وهم ولا وجود له في الحقيقة ؟ ثم ما تفسيرك للمعجزات ، هل هي أيضا وهم ؟

    ردحذف