الأحد، 24 أبريل 2011

حدث في اسرائيل كي نتعلم نحن العرب


حدث في اسرائيل كي نتعلم نحن العرب

 

حدث في اسرائيل تلك الدولة اللتي يقول عنها العرب دولة عنصرية ودموية واجرامية

لقد خرجت مسيرة لليمين المتطرف الاسرائيلي بالقدس الغربية قبل عدة شهور تحمل لافتات كتب عليها حكومة خائنة ويجب اسقاطها  وكانو يهتفون  لتسقط الحكومة الخائنة

وقد جابت المسيرة شوارع القدس الرئيسية وعبرت عن كل ما يجول بخاطرها من اراء كتابية ونطقية مسموعة وخطابية اجتماعية  حيث تم القاء عدة كلمات من عدة شخصيات اجتماعية وسياسية معروفة في ساحة عامة في مركز القدس ضد الحكومة الاسرائيلية تطالب باسقاطها وتشهر بها وتسب عليها وتنعتها باقذع الاوصاف

 

وماذا كان رد فعل الحكومة ؟

لقد كان الرد وقتيا ولحظيا لتاكيد قيمة المواطن العليا وتاكيد اهتمام الحكومة به وبرايه  لقد  اوفدت الحكومة ثلاثة وزراء  وعدة شخصيات من الكنيست ورجالات من الشرطة والامن والجيش ورجالات سياسية وحزبية واخرى نقابية واجتماعية ومؤسساتية مدنية كلهم ذهبو الى مكان المسيرة وانخرطو بها مؤيدين لمطالبها وهتفو معها بنفس الهتافات وايدو كل التصريحات والكلمات وقالو بلسان واحد نعم نحن معكم لاسقاط الحكومة ولكن تعالو لنتفاهم ونتحاور بلغة العقل والمنطق والوعي الحضاري والمحاصصة الحزبية ولغة التمثيل السياسي الشعبوي ولغة التاثير الجماهيري ولغة من انت ومن انا ولغة كم قدمت وكم اقدم للوطن ولغة الوطن لمن ولغة الاصل والفصل والانتماء والعمل والعطاء والاخلاص والصدق والوفاء

وكان ان اجتمع وفد من الحكومة ووفد من المسيرة في لحظة الحدث وهو ساخن في ساحة عامة وعرض كل مطالبه  وقد عولجت المطالب من قبل الحكومة بالحال قرارات وتنفيذ على ارض الواقع قبل ان تنفض المسيرة ويذهب كل الى حاله وعمله وحياته الخاصة بامن وسلام دون اعتقال ودون قتل ودون تجريح او اهانة او تحقير او ايذاء او تهميش او حرمان او عدوان

 

نعم هذا نموذج حقيقي حصل ويحصل في كل دولة علمانية وفي كل  دولة تحكمها سلطة بتشريعات وقوانين مدنية لا غيبية ولا دينية وفي كل دولة تحترم مواطنيها وتحترم ارادتهم وكلمتهم وحقهم الكامل بالحياة وتحترم رايهم وتفكيرهم مهما كان مخالف او مؤيد

 

نطمح نحن كعرب ان نحتذي بهكذا نماذج من الحكم في دولنا  بان نكون مدنيين اولا بتشريعاتنا وان يكون الانسان هو الاول والاخير باهدافنا وانه هو صانع مجدنا وعزتنا وحضارتنا وهو ثروتنا الاعلى قيمة في الوجود وعلينا المحافظة عليها  ولذا يتوجب علينا كلنا شعب وحكومة وسلطة ومؤسسات وهيئات اجتماعية وادرارات وممثليات ونقابات ونوادي وجمعيات  ومراكز اعلامية وتربوية وتعبوية وغيرها من كل مؤسسات الحضارة الانسانية والتفاعلات المجتمعية ان نعي ونفهم ونستوعب ما هي قيمة الانسان الحقيقية ونوفر البيئة المناسبة لنموها وتطورها  كبيئة الحب والاحترام والامن والسلام والعدل والحرية والكرامة والعزة والرفاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق