الأربعاء، 27 أبريل 2011

اتفاق فتح وحماس الى اين يتجه ؟


اتفاق فتح وحماس  الى اين يتجه ؟

 

السلطة الفلسطينية وقعت هذا اليوم الاربعاء بتاريخ 27/4/2011  اتفاقية المصالحة بينها وبين حركة حماس في مصر برعاية مصرية

هذا وقد اتفق الفريقان على اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية  وتشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد  في اطار مصالحة وطنية بين حركتي فتح وحماس

نعم كل هذا جميل وقد احتفل الشعب الفلسطيني بالمدن والقرى وانطلقت  الافراح بالشوارع ومظاهر الابتهاج عمت كل ارجاء الوطن الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة

 

اما بالنسبة للتقييم الحقيقي لما حدث من وجهة نظر علمية ومنطقية وتجريبية وذات رؤية سياسية حكيمة  ومقياسية  ومن منطلق تقييمي الشخصي ورايي  اقول

ان  التوقيع اليوم على المصالحة بين الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية بقيادة ابو مازن رئيس السلطة الفلسطينية الشرعية والمعترف بها دوليا وبين   الحكومة  الفلسطينية في غزة المنفصلة عن الشرعية بقيادة حركة حماس

 يعتبر هذا التوقيع هو الخطوة الاولى في طريق الانتحار السياسي لحكومة ابو مازن

وبداية طريق سينتهي بزوال السلطة الفلسطينية الشرعية وضياع حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتعتبر هذه الخطوة من صالح اسرائيل وهي من سعت ومهدت لها ورعتها بطريقة غير مباشرة وقد ذهب الوفد الفلسطيني  المبعوث من قبل ابومازن الى مصر للتوقيع على الاتفاقية دون اي شروط مع حماس وذلك بامر وحث من الرئيس الامريكي اوباما  على اثر زيارة الرئيس ابو مازن لامريكا والاجتماع معه في الايام القليلة الماضية وحيث ان امريكيا تريد ان تنتهي من التزامات قطعتها على نفسها بخصوص اقامة دولة فلسطينية مستقلة على اراضي 1967 قبل نهاية فترة الرئاسة لاوباما  في الوقت اللتي وجدت نفسها ادارة اوباما منحرجة امام ضغط الجمهوريين في الكونغرس الامريكي وضغط اللوبي الصهيوني  والضرر اللذي سيلحق  بالمصالح الامريكية في الشرق الاوسط جراء ذلك والاحداث الاخيرة اللتي حصلت بالثورات العربية وتغيير النظام في مصر والحركات التغييرية القائمة والترتيبات الاقتصادية  السلبية الناتجة عن هذه الحركات وتغير الموازين السياسية والاعتبارات الدبلوماسية والمعادلة الامريكية الاسرائيلية في الشرق الاوسط ومستوى الدور  الاوروربي في المنطقة

كل هذه العناصر اللتي باتت تتغير بشكل متحرك بتسارع غير منتظم وغير متوقع ادى الى ارتباك الادراة الامريكية في سياستها الخارجية والتراجع عن وعودها السابقة اللتي قطعتها على نفسها ومن هذه الوعود  تحقيق دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل

وبات الحل الامثل في هذه الورطة هو  حل السلطة الفلسطينية عن طريق رفض الشعب الفلسطيني لها بافتعال ازمة سياسية داخلية ينتج عنها رفض الشعب الفلسطيني للسلطة والمطالبة برحيلها على غرار ما يحدث بالاقطار العربية وبهذا ستنتهي كل الالتزامات الامريكية والاسرائيلية  وتنتهي معاهدة السلام الفلسطينية الاسرائيلية وتعود البوصلة السياسية الى نقطة الصفر لتبدا  مرحلة مكوكية جديدة  وتاخذ الزمن الكافي اسرائيل من خلال كل هذا الحراك العبثي لفرض واقع جديد باقامة المستوطنات والتوسع الاستطاني واقتطاع الاراضي وفرض حيثيات جديدة وواقع سياسي جديد بيستحيل معه اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة او الاعتراف بها  دوليا

اقول للشعب الفلسطيني من منطلق الوعي والحرص  والانتماء الوطني ان لا يفرح في الاتفاق الوطني ما بين حماس وفتح  لان الكارثة ستقع على راس الشعب والشعب هو الخاسر وليست السلطة الفتحاوية

وان انتحار السلطة يعني انتحار الشعب وان هدف اسرائيل هو تحطيم الشعب وليس تحطيم السلطة

ان اتمام الاتفاق بين حماس والسلطة هو شؤم وبداية كارثة  ستاتي على الشعب بالتخلف عشرات السنين وضياع كل ما تم انجازه من بناء وتربية وتعليم واعداد حضاري عبر السنوات الماضة وضياع الحلم بالاستقلال والحرية والرفاه

بقاء دولتين في الضفة وغزة  هو الحال الافضل للشعبين في الضفة وغزة وان كان هناك حل للقضية الفلسطينية يجب ان يكون الحل متضمنا الحال القائم  وان يشارك الشعبين  بادلاء آرائهم عبر استفتاء على قرارات مصيرهم دون اللجوء الى اتفاقات سياسية كارثية على غرار ما حصل اليوم  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق