ما هي الذات الانسانية ؟

 

من يريد فهم الحياة على حقيقتها عليه اولا ان يفهم ذاته على حقيقتها بان يدخل الى اعماق ذاته ويكتشفها بامكاناتها وقدراتها ومواهبها ومكنوناتها الخلقية

من عمق الذات تبدا الرحلة نحو الوجود والحياة والكون والبداية الصحيحة تقود للهدف الصحيح

من لا يعرف كيف يدخل الى ذاته ليتمرن بنقد الذات ومراجعة الذات وسؤال الذات وفحص الذات وليمتلك الجراة والشجاعة وارادة الحياة  وروح الاكتشاف والامل والسمو والرقي والتقدم والتغيير والتطور وروح البحث عن الحقيقة

وسوف يجد من يغوص في اعماق ذاته ويتعرف عليها بتفاصيلها ان هناك عالم باطني كبير لا يقل عن العالم الظاهري باسراره وتفاصيله

العالم الداخلي لكل انسان هو نموذج  للعالم الخارجي مخزن على شكل ذكريات ودلالات وعلاقات ذهنية متوارثة عبر الاجيال على شكل شيفرة وراثية مطبوعة على الجينات وذلك بشكل تراكمي منذ بداية خلق الانسان ومخزنة في دماغ الانسان وجسده ووجدانه وكيانه وكل خلية من خلاياه

الذات الانسانية مكونة من وجدان اي النفس ودماغ وجسد  وكل هذا المركب متوافق ومتناغم  في  كيفية وشكلية وكمية ونوعية تاريخ الانسان الحياتي منذ نشاته والى  لحظة وجوده بتفاعله الكوني الوجودي مع مادة الحياة والعناصر الطبيعية وعلاقاته الوجودية

فنجد بالذات الانسانية اقسام رئيسية مثل العقل الباطن واللذي يحتل نسبة 90 بالمئة من  كتلة دماغ الانسان وتبقى ال 10 بالمئة فقط هي اللتي تعمل بالحياة الظاهرية اليومية في عمر الانسان والمقصود بالعقل الباطن هو مخزن المعلومات اللتي اكتسبها الانسان منذ الخليقة على سطح الارض الى يومه هذا  وتظهر هذه المعلومات من خلال نوافذ واقسام في الذات الانسانية مثل السليقة والفطرة والحدس والتخمين والتهيؤ والوهم واحلام اليقظة وهناك طرق علمية في علم النفس مثل التنويم المغناطيسي يمكن من خلاله الحصول على مخزون العقل الباطن  في الانسان

نعود الى بداية الحديث حيث ان صراع الانسان مع الحياة عبر  مئات الالاف من السنين منذ ظهوره الى يومنا هذا بكل تفاصيل تفاعله مع الطبيعة وتحدياته وعلومه ومعارفه واكتشافاته مخزنة في دماغه وخلايا جسده على شكل مهارات حركية تفاعلية ومعلومات حسية ومعارف عصبية فالدماغ والجسد يشتركان في هذا المخزون المعرفي بشكل متوافق متناغم كل له وظيفته في الاداء

اذن على هذا فان اي  موقف حياتي يمر بالانسان لا بد وان مر مثله او ما شابهه في السابق مع اجداده  وتم تخزين تفاعلات هذا الموقف في العقل الباطن وفي الجسد على شكل معرفة وخبرة ومهارة تفاعلية حركية ومنطقية وفكرية وعلمانية يمكن الاستفادة منها واخذ العبر واعطاء القدرة والكفاءة على التصرف الامثل واتخاذ القرار الانسب في الزمان والمكان الصحيحين

وللوصول الى هذا الغرض يجب ان نمتلك مفاتيح الذات ونقدر ان نلج الى عمق الذات كي نحقق النجاح ونرتقي ونسعد ونحقق واقعا حياتيا افضل من خلال الاستفادة من مخزون الذات  الانسانية ذاك الكنز اللذي يحتوي كل خيرات الاجداد  اللتي نقلت لنا عبر جيناتنا الوراثية  حيث ان هذه الخيرات هي ثمار جهد الانسان وعمله وجهده الجسدي والفكري ومثابرته في صراعه مع الحياة لتحقيق ذاته واستمرار وجوده على افضل حال

يبقى ان نذكر بان الحكماء والفلاسفة والاذكياء هم من يمتلكون المفاتيح للدخول الى الذات والوصول الى مكنوناتها

فان قدرت عزيزي القارىء ان تصل الى ذاتك تكون من احد هؤلاء قادة الانسانية في حضارتهم عبر العصور