الله فكرة وهمية والدين فلسفة حياة
الانسان لديه وعي متطور راقي بفضل تطور جهازه العصبي ولذا فهو يخاف من الموت وخوفه من الموت دفعه لان يخلق مبررات واسباب لهذا الخوف ودفعه لان يبتدع افكار وفلسفات ويتخيل ويتوهم ويركب الاساطير والخرافات لكي يسيطر على خوفه وينطلق بحياته ويتحدى الطبيعة والحياة والموت
وكانت فكرة الله هي الخيال والوهم المقدس وفكرة الدين هي فلسفة حياة وما ياتي باطار الدين وتحت فكرة الله من قصص واساطير وخرافات واحكام وتشريعات كل هذا الخليط هو نتاج الفكر الغيبي اي فكر ما وراء المادة وهو الفكر اللذي يتميز به الانسان عن الحيوان لان الانسان يمتلك الوعي اللذي لا يمتلكه الحيوان
ومع توالي الزمن وتعاقب الاجيال انتقل هذا الوهم والخيال وهذا الفكر التوليفي الغيبي كمركب فكري مقدس يتجه له الانسان تلقائيا وكانه حقيقة ملزمة لتتخذ صفة الايمان به لانه موجود على الشيفرة الوراثية للانسان منقولة من الاجداد
في حقيقة الامر ان الايمان بالاله او الدين او اي قضية غيبية بدافع فطري يحدث في حال ان الانسان لا يحكم وعيه الكامل ولا يعيد التفكير بشكل مجرد بدوافعه الذاتية وافكاره الفطرية ولا يكسر حاجز الخوف المتجذر بوجدانه ليطلق لتفكيره العنان كي يفكر بحرية
وبهذا يكون الايمان نتيجة عدم استعمال الوعي وعدم التفكير العلمي المادي والتفكير الرياضي المجرد والتفكير الجدلي وعدم كسر حاجز الخوف المقيد للتفكير الحر
من صفات الانسان المعاصر هي حرية التفكير والقدرة على التفكير العلمي المادي والتفكير الجدلي والتفكير المجرد وتشغيل الية الوعي والادراك الحسي والتمييز المنطقي والخوض في غمار العلوم الطبيعية اللتي تعني بالمادة والاستفادة من تجارب الانسان الحياتية عبر حياته الماضية والقدرة على التفكير البحثي والسببي والاستكشافي والتجريبي والعملي والتطابقي والاستنتاجي
هذه الانواع من التفكير كلها مشتقة من المادة بحركتها وتحولاتها وتغيراتها ومواصفاتها وتفاعلاتها لان الانسان بتكوينه هو مادة يحيى في بحر من المادة ومركب وعيه وادراكه مصمم كي يستوعب المادة اصبح ما هو خارج حدود المادة مجرد افكار تخيلية واوهام غير قابلة للادراك في مفهوم الحقيقة حيث ان الحقيقة هي توصيف للمادة
وهنا لا يوجد للايمان مكان كون الايمان يتعامل مع الغيبيات اللاماديات فهو لا يوصل للحقيقة
اصبح الانسان المعاصر هو انسان مادي بطبيعته الفكرية او علماني او طبيعي ثلاثة اسماء لمسمى واحد
الفكر المعاصر او الفكر الحديث هو العلمانية وهي ذاتها الطبيعية وهي ذاتها المادية
الفكر الديني او اللاهوتي هو الفكر الغيبي او الفكر ما وراء المادة او الفكر اللامادي هو فكر الانسان البدائي او الفكر القديم قبل التطور والعلوم والاكتشافات والاختراعات والتكنولوجيا وقبل تطور قدرات الانسان العصبية والجسدية وتطور ونمو كيانه للصورة الراقية المتطورة الحديثة
الخلاصة ان الله فكرة وهمية والدين فلسفة حياة وسببهما الخوف من الموت
وحقيقة الامر ان لا اله والحياة مادة
مادام ان الإنسان يملك جهاز وعي متطور ... وليس هناك إله ولا حساب إذا فلماذا يخاف من الموت ؟ فالموت سيحوله فقط إلى شكل آخر من أشكال المادة ...
ردحذف