الأربعاء، 9 مارس 2011

الحياة منهجان فكريان هما منهج غيبي ومنهج علماني


الحياة منهجان فكريان هما منهج غيبي ومنهج علماني

الوجود له عنصران رئسيان عرفهما الانسان منذ نشاته على الطبيعة
هما الارض والسماء
وبطبيعة تكوينه وخلقه بين هذين العنصرين اتخذ فكره طريقين طريق ارضي وطريق سماوي
...او منهج ارضي ومنهج سماوي
المنهج الارضي هو المنهج المادي وكون الانسان يعيش على الارض ومكونات جسده من مادة الارض اصبح المنهج الفكري الارضي يعتمد على معلومات المادة الارضية المدركة والمميزة عن طريق الحواس او بالادراك الحسي للدماغ وهذا المنهج الفكري يسمى المنهج العلماني او المادي او الطبيعي هو نفس المنهج له عدة تسميات وفي عصرنا هذا نسميه المنهج العلماني
المنهج السماوي هو المنهج الفكري اللذي يعتمد على السماء بتفسير الخلق والتكوين والنشا ومجريات الحياة وتطورها وعلاقة الانسان مع الكون والطبيعة
ويفسر هذا المنهج كل ظواهر الحياة تفسيرا غيبيا وهميا تصوريا منشاها السماء البعيدة عن الادراك الحسي والتمييز المادي المباشر
ولذا سمي هذا المنهج بالمنهج الغيبي
ومنه استمدت كل المعتقدات والديانات والاساطير والخرافات والاعراف وغيرها
وقد اشتقت فكرة الله من الفكر الغيبي حيث اعتبر الله ملك السماء وقد عرف الانسان ان الكون يتالف من شقين شق عالي وهو السماء وشق دنيء يمثل الارض
السماء واللتي يمثل الله ملكا لها يتحكم بالارض وما عليها
بمعنى ان الفكر الغيبي هو السيد في الكون
والفكر الغيبي يسيطر في حياة الانسان مادام الفكر الطبيعي او العلماني ضعيف
والفكر العلماني كلما تقدمت معرفة الانسان العلمية في مادة الحياة نتيجة خبرته الحياتية وتقدم الزمن وتراكم معرفته العلمية في المادة والطبيعة كلما تقدم وكبر امام الفكر الغيبي وزادت مساحته على حساب مساحة الفكر الغيبي
وهذا ما حصل حيث كان الفكر الغيبي في بداية تاريخ الحياة البشرية مسيطر على دماغ الانسان وشاملا لمعظم مساحته بسبب قلة خبرة الانسان الحياتية وقلة معرفته ومعلوماته عن المادة وعلاقتها مع بعضها ومع الانسان وقلة معلوماته عن علوم الطبيعة كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والاحياء
وكلما تطور علم الانسان وتقدمت خبرته بالحياة كلما تعلم اكثر واكتشف اكثر واصبحت مساحة المنهج العلماني في دماغه اكبر وكلما اضمحلت مساحة الفكر الغيبي بسبب اضمحلال جهله
وبما ان الدين هو ظاهرة من ظواهر الفكر الغيبي اصبح محتما ان الانسان كلما تطور وتقدم كلما ابتعد عن الدين وكلما صغرت مساحة الدين في فكره وحياته
ومن هنا نخلص للقول ان المنهج الغيبي هو منهج متنحي ومندثر امام التقدم الحضاري والعلمي والتكنولوجي والمعرفي وتطور الانسان عضويا بفعل الطبيعة
وبنفس الوقت فان المنهج العلماني هو المنهج السائد واللذي يحتل المساحة الفكرية الكاملة للدماغ البشري ويسيطر على مجريات حياته
والمنهج العلماني ببساطة هو منهج مادي طبيعي وعليه
لا اله والحياة مادة ولا غيب في حياة الانسان وتكوينه
http://photos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc4/hs1194.snc4/154691_112447302156898_100001748855744_90946_5099283_s.jpg

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق