الايمان بالله يصنع صفة السلبية في شخصية الانسان
من الناحية المنطقية والفلسفية والتحليلية وعلم السلوك الانساني لو درسنا علاقة الانسان المؤمن بربه لوجدنا انها علاقة مبنية على النفعية والخدمية والمصلحة الذاتية الفردية يكون فيها الانسان هو السلبي والرب هو الايجابي
وبما ان السلبية هي حالة نفسية ووجدانية تنمي اخلاق العنصرية والانانية والفردية وتسوق هذه الاخلاق الى ممارسات التسلط والسادية واستغلال الاخر والتعدي على حقوقه ومنعه وحرمانه من ممارسة هذه الحقوق حيث ان السلبية تبرر لصاحبها حق التملك والاستحواذ على كل شيء يتمكن من السيطرة عليه وضمن فلسفة غيبية الهية يخترعها المؤمن تشكل كقانون الهي واوامر ونواهي وفرائض وواجبات في اطار منظومة اسمها الدين
وبممارسة هذا السلوك لفترة من الزمن ولاجيال متعاقبة يصبح حالة حضارية تؤثر في بناء الانسان العضوي وتخلق جينات وراثية تنقل هذه الصفات على شكل اخلاق تعكس نمطا سلوكيا حضاريا عاما لشعب ما او فئة ما من الناس
وهكذا تدور دواليب الخلق وتركيب الشخصية الاجتماعية فالسلوك يدفع دولاب الخلق والدولاب يخلق شخصية جديدة بمواصفات تعطي سلوكا جديدا والسلوك يدفع الدولاب وتستمر عملية الخلق والتكوين الى ان يغترب الانسان بصفاته التكوينية عن طبيعته الاصلية ويصبح بعيدا عن حدود المنطق الطبيعي لانسان طبيعي
وللتوقف عن هذا المسلسل الانحداري بخلق الانسان وسلوكه وتركيب شخصيته ونتاج حضارته نعود الى بداية العقدة كي نحلها من هناك وبداية العقدة هي العلاقة المصطنعة ما بين الانسان والاله الوهمي اللذي خلقه الانسان بمخيلته مجرد وهم بنى عليه نظام حياته واجاب من خلاله على كل اسئلته حول الظواهر الطبيعية من حوله واسرار الحياة والموت والتكاثر والحياة وعلاقته مع الاشياء الوجودية وقد كانت هذه السلوكيات ضمن منظومة اسمها الدين وبنمو قدرات الانسان العقلية والنفسية والجسدية وتراكم معرفته وعلمه واكتشافاته وابتكاراته واختراعاته بفعل تجربة الحياة وممارساته لها واكتساب المهارة والتقنية في تطويع مادة الطبيعة وبالتفاعل المتبادل بالتاثير والتاثر مع الطبيعة والكون المحيط اصبح الانسان بحاجة للعودة الى طبيعته واستغلال قدراته في الوعي والادراك والحركة والفعل والتصنيع والتطويع من منطلق انه كيان مادي يتحرك في وسط مادي وهنا لا حاجة للوهم الالهي او منظومة الدين الناتجة عنه في حركته الحياتية
وكون الانسان اصبح هو من يتحكم بالطبيعة وبمادة الكون بناء على فهم علمي كامل وهو من يدير بوصلة الحركة الحياتية وهو قائد المركبة الحضارية عن قدرة واقتدار ومعرفة وعلم ومهارة وتقنية فهو بهذا الحال تجاوز مرحلة السلبية وانتقل الى مرحلة الايجابية بمعنى ان كل ما كان يطلبه من الله اصبح ينتجه هو ويتحكم بكل حاجاته وغاياته بمعنى انه انتقل الى حالة اصبح بها هو الطرف الايجابي في معادلة الحياة والايجابية هي سلوك حضاري وثقافة ونظام حياة متكامل ينعكس على شخصية الانسان من خليل خلق صفات خلقية جديدة به فتعكس دولاب الخلق والسلوك والتكوين والنشاة والوراثة ليدور بحركة معاكسة لدورانه بالسابق في عهد السلبية اي عهد الرب والدين
مدى الانسجام الحضاري الانتاجي ومدى الاندماج ما بين الانسان وحركة الانتاج والفعل والتاثير والتعلم والتطوير والتغيير والعمل الجماعي والفكر الاممي يدل على مدى ظاهرة الايجابية في السلوك الحضاري
والايجابية طبعا وبكل تاكيد تخلق انسانا ذو سلوك عكس السلوك السلبي تماما فمنها سلوك الانتماء والصدق والاخلاص والوفاء وحب الحياة وقبول الاخر والتفكير الجماعي والابتعاد عن نزعة التسلط والسادية والتحكم والتطفل والتعدي على حقوق الغير والفساد والكذب والمراوغة والابتزاز وكل صفات الهدم الحضاري والقهر والحرمان اللتي تؤدي الى هدم الركن المحوري في بناء الحضارة الانسانية واستمرار الحياة بشكلها الطبيعي الا وهو الانسان والانسان اغلى ثروة في الوجود
وبعد هذا الاسهاب في تفصيل معنى السلبية والايجابية كنماذج حضارية نخلص للقول بان
لا اله والحياة مادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق