الجمعة، 18 مارس 2011

الايمان بالله يصنع صفة السلبية في شخصية الانسان


  الايمان بالله يصنع صفة السلبية في شخصية الانسان

 

من الناحية المنطقية والفلسفية والتحليلية  وعلم السلوك الانساني لو درسنا علاقة الانسان المؤمن بربه لوجدنا انها علاقة مبنية على النفعية والخدمية والمصلحة الذاتية الفردية يكون فيها الانسان هو السلبي والرب هو الايجابي

وبما ان السلبية هي حالة نفسية ووجدانية تنمي  اخلاق العنصرية والانانية والفردية  وتسوق هذه الاخلاق الى ممارسات التسلط والسادية واستغلال الاخر والتعدي على حقوقه ومنعه وحرمانه من ممارسة هذه الحقوق  حيث ان السلبية تبرر لصاحبها حق التملك والاستحواذ على كل شيء يتمكن من السيطرة عليه  وضمن فلسفة غيبية الهية يخترعها المؤمن تشكل كقانون الهي واوامر ونواهي وفرائض وواجبات في اطار منظومة اسمها الدين

وبممارسة هذا السلوك لفترة من الزمن ولاجيال متعاقبة يصبح حالة حضارية تؤثر في بناء الانسان العضوي وتخلق جينات وراثية  تنقل هذه الصفات   على شكل اخلاق  تعكس نمطا سلوكيا حضاريا عاما لشعب ما او فئة ما من الناس

وهكذا تدور دواليب الخلق وتركيب الشخصية الاجتماعية  فالسلوك يدفع دولاب الخلق والدولاب يخلق شخصية جديدة بمواصفات تعطي سلوكا جديدا والسلوك يدفع الدولاب  وتستمر عملية الخلق والتكوين الى ان يغترب الانسان بصفاته التكوينية عن طبيعته الاصلية ويصبح بعيدا عن حدود المنطق الطبيعي  لانسان طبيعي

وللتوقف عن هذا المسلسل الانحداري بخلق الانسان وسلوكه وتركيب شخصيته ونتاج حضارته نعود الى بداية العقدة كي نحلها من هناك وبداية العقدة هي  العلاقة المصطنعة ما بين الانسان والاله الوهمي اللذي خلقه الانسان بمخيلته مجرد وهم بنى عليه  نظام حياته واجاب من خلاله على كل اسئلته حول الظواهر الطبيعية من حوله واسرار الحياة والموت والتكاثر والحياة وعلاقته مع الاشياء الوجودية  وقد كانت هذه السلوكيات  ضمن منظومة اسمها الدين وبنمو قدرات الانسان العقلية والنفسية والجسدية وتراكم معرفته وعلمه واكتشافاته وابتكاراته واختراعاته بفعل تجربة الحياة وممارساته لها  واكتساب المهارة والتقنية في تطويع مادة الطبيعة وبالتفاعل المتبادل بالتاثير والتاثر مع الطبيعة والكون المحيط اصبح الانسان بحاجة للعودة الى طبيعته واستغلال قدراته في الوعي والادراك والحركة والفعل والتصنيع والتطويع من منطلق انه كيان مادي يتحرك في وسط مادي وهنا لا حاجة للوهم الالهي او منظومة الدين الناتجة عنه في حركته الحياتية

وكون الانسان اصبح هو من يتحكم بالطبيعة وبمادة الكون بناء على فهم علمي كامل وهو من يدير  بوصلة الحركة الحياتية وهو قائد  المركبة الحضارية عن قدرة واقتدار ومعرفة وعلم ومهارة وتقنية فهو بهذا الحال تجاوز مرحلة السلبية وانتقل الى مرحلة الايجابية بمعنى ان كل ما كان يطلبه من الله اصبح ينتجه هو ويتحكم بكل حاجاته وغاياته بمعنى انه انتقل الى حالة اصبح بها هو الطرف الايجابي في معادلة الحياة  والايجابية هي سلوك حضاري وثقافة ونظام حياة متكامل ينعكس على شخصية الانسان من خليل خلق صفات خلقية جديدة به  فتعكس دولاب الخلق والسلوك والتكوين والنشاة والوراثة  ليدور بحركة معاكسة لدورانه بالسابق في عهد السلبية اي عهد الرب والدين

مدى الانسجام الحضاري الانتاجي  ومدى الاندماج ما بين الانسان وحركة الانتاج والفعل والتاثير  والتعلم والتطوير والتغيير والعمل الجماعي والفكر الاممي  يدل على مدى ظاهرة الايجابية في  السلوك الحضاري

والايجابية طبعا وبكل تاكيد تخلق انسانا ذو سلوك عكس السلوك السلبي تماما فمنها سلوك الانتماء والصدق والاخلاص والوفاء وحب الحياة وقبول الاخر والتفكير الجماعي والابتعاد عن نزعة التسلط والسادية والتحكم والتطفل والتعدي على حقوق الغير والفساد والكذب والمراوغة والابتزاز وكل صفات الهدم الحضاري والقهر والحرمان اللتي تؤدي الى هدم الركن المحوري في بناء الحضارة الانسانية واستمرار الحياة بشكلها الطبيعي الا وهو الانسان والانسان اغلى ثروة في الوجود

وبعد هذا الاسهاب في تفصيل  معنى السلبية والايجابية كنماذج حضارية نخلص للقول بان

لا اله والحياة مادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق