كيف نخلق انسانا متحضرا
الانسان هو كيان مادي
هو آلة من لحم ودم ولكن مكونات اللحم والدم هذه ما هي اللا عناصر كيماوية تتمثل بمعادن واملاح معدنية ومركبات من عناصر فلزية ولا فلزية
نجد ان جسم الانسان بكل خلاياه يتكون من اربعة عناصر رئيسية واساسية وهي الكربون والهيدروجين والاكسجين والنيتروجين وتشترك في هذا التكوين معظم عناصر الطبيعة مثل الحديد والنحاس والكبريت والكالسيوم والصوديوم والمغنيسيوم والزنك وغيرها
توجد هذه العناصر في جسم الانسان مفردة وعلى شكل مركبات لتكون مختلف خلاياه واجزائه واعضائه وتمده بالطاقة اللازمة للحياة وتصنع به الروح والحركة والتفاعل مع البيئة الطبيعية المحيطة
من هذا التفاعل الكيماوي يتشكل التفاعل الحيوي اي ما يتمثل بالوجدان والفكر والاحساس والعاطفة والمنطق
لا يوجد شيء في جسم الانسان غير المادة فالطاقة اللتي تشكل بداخله الحياة هي مادة حسب علم الفيزياء وكون المادة تتحول الى طاقة والطاقة الى مادة
فالاحساس والشعور والعاطفة والاخلاق والقيم كلها نتاج تفاعلات كيميائية تتم داخل جسم الانسان وتاثير نتاجات هذه التفاعلات على جهازه العصبي ينتج حالة حيوية اسمها الاحساس والشعور والعاطفة اللتي تنعكس عنها القيم والاخلاق وينتج منها السلوك كردة فعل تفاعلية مع الوسط الحياتي المحيط
من هذا المنطلق نقدر ان نخلق شخصية الانسان بالمواصفات اللازمة والمطلوبة كي تحقق مطلبا حضاريا معينا او فعلا وقاعيا معينا في حال تمت دراسة العلوم الطبيعية من فيزياء وكيمياء وعلم الاحياة والعلوم الطبية والتشريحية اللتي تتعلق بالانسان ككيان مادي حيوي وتم من خلال فهم جسم الانسان علميا بتكوينه والية عمله نقدر ان نغير ونطور ونحسن من تصميم هذه الالة المادية وهو الانسان كي تعطي نتاجا افضل كما ونوعا في الحياة وتكون منتجا حضاريا امثل واكفأ مما لو بقيت على طبيعتها بمعنى ان نكسبها قدرات وامكانيات بتطويرها وتحسينها قدرات وامكانيات مكتسبة بيئيا اضافة لقدراتها وامكانياتها الوراثية والهدف من هذا هو التسريع في عملية البناء الحضاري والقفز عن هوة التخلف والتراجع والتردي اللتي اصابت انسانا معينا او مجموعة من الناس او شعبا جراء ظرف تاريخي او بيئي او سياسي او عقائدي او غيره
ونقدر ان نطور هذه الشخصية ونؤهلها كي تعطي نتاجا معينا وتتصرف تصرفا معينا وتسلك سلوكا معينا وبهذا نكون قدر تمكنا من صنع الانسان المطلوب بالشخصية الحضارية المطلوبة كي تعطي نتاجا حضاريا ضمن خطة وهدف وبرنامج مرحلي واستراتيجي فردي وجماعي وعلى هذا المنوال نبني مجتمعا متطورا تقدميا منتجا متفاعلا وايجابيا اسمه مجتمع متحضر له القدر على صناعة الحضارة الانسانية المتطورة الراقية واللتي من خلالها يحقق رفاهيته وسعادته وكرامته وعزته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق