السبت، 12 مارس 2011

درو الحركات الاسلامية في الثورة الفلسطينية


هذا المقال جاء بمناسبة العملية الارهابية اللتي تعرضت لها مستوطنة ايتمار في الضفة الغربية بتاريخ 12 /3 /2011

 

درو الحركات الاسلامية في الثورة الفلسطينية

 

علينا ان نفهم الثورة الفلسطينية تحديدا على انها نضال انساني مشروع ومقبول وحق انساني وجودي حضاري له قانونه وضوابطه واخلاقياته وسلوكه اللذي يليق بالعمل الثوري وبالاهداف الانسانية اللتي يناضل من اجلها الشعب الفلسطيني

الاعمال اللتي توصف على انها ارهابية من قبل كل الاعراف الانسانية والمنطق والاخلاق والقيم الحضارية هذه يجب ان لا تحصل في مسيرة الثورة او النضال من اجل الحرية والاستقلال والانسان والحياة

ثم ان النضال الثوري تطور تطورا صاروخيا بفعل التطور الحضاري للانسان عموما واخذ عدة اوجه ومجالات فمنها المجال  الحضاري الاخلاقي القيمي ومنطق الحوار السلمي  ومنطق الضمير الانساني العالمي

وهناك مجال العلم والتكنولوجيا والمعرفة

وهناك المجال الاقتصادي اللذي يتمثل بالعمل بكل انواعه والانتاج والمنافسة والمهنية والحرفية  وهناك المجال السياسي والمجال المدني والكثير من المجالات المتاحة والمتوفرة وكلها حضارية مشروعة وتنتهجها كافة حركات التحرر في العالم

وكون ان المجال العسكري القتالي التصفوي اصبح جزءا صغيرا في سلاح  المواجهة مع اسرائيل نظرا لتفوقها العسكري الهائل وامكانياتها التقنية في هذا المجال اصبح من المنطق ان تنتقل الثورة الفلسطينية  الى الاشكال النضالية المتاحة  وان تستعمل اسلحة ومجالات نضالية غير التقليدية  اللتي باتت تنعكس سلبا على القضية الفلسطينية وتتسبب بضياع حقه للفلسطيني وانجازاته عبر سنين نضاله

انا كانسان خدمت بالثورة الفلسطينية عشرين سنة وخضت كافة انواع النضال العسكري والسياسي والنقابي وغيره وسجنت في سجون الاحتلال سنوات ومن خلال مسيرتي هذه تعلمت ان الاخلاق الثورية واللتي احملها من تربيتي وتجربتي النضالية لا تسمح لي ان اقتل عدوي غدرا او ان اتعرض للمدنيين بالاذى وان امارس العدائية والارهاب باي شكل وان لا اقتل شيخا او طفلا او امراة اللا اذا كانت في حالة مواجهة عسكرية معي

هذه هي الضوابط الخلقية اللتي كان يلتزم بها كل من معي من المناضلين الثوار الفسطينيين الشرفاء  طالبين الوطن والحرية والاستقلال والحياة  الكريمة والعزة

ان انحراف العمل النضالي الفلسطيني اللذي قامت به الحركات الاسلامية وبالاخص حركة الجهاد الاسلامي وحركة حماس اللذي يتمثل بالعمليات التفجيرية الانتحارية ضد المدنيين الاسرائيليين  وعمليات القتل والذبح والارهاب بكل اشكاله اللاانسانية واللاخلاقية واللاحضارية ساهم بشكل رئيسي  في ضياع الحق الفلسطيني وضياع منجزاته الثورية عبر سنين نضاله ووجه طعنة قوية الى صدر الثورة فاماتها وقتلها باسكات نبضها النضالي الحقيقي الاصيل وشوه سمعتها وسمم جسدها  وقضى على اخلاقياتها الثورية وحولها الى حركة ارهابية

وهذا ليس بفلسطين وحدها انما هو نهج الحركات الاسلامية في كل الوطن العربي اتجاه الحركات التحررية العربية عبر التاريخ

ولهذا نستذكر الحكمة القائلة

لا ثورة مع الاسلام ولا اسلام مع الثورة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق